أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

قراءة في مذكرة الدكتور محمود محارب.. (دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة) (6)

طه اغبارية
شراء إسرائيل السلاح من تشيكوسلوفاكيا
متابعة لقراءة مذكرة د. محمود محارب (دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة) فإليكم أهم ما ورد في باب من هذه المذكرة كان بعنوان “شراء إسرائيل السلاح من تشيكوسلوفاكيا”:
(تنقسم الفترة الزمنية التي حصلت عليها منظمة الهاغاناة، ثم إسرائيل، على السلاح من تشيكوسلوفاكيا إلى مرحلتين أساسيتين: اشترت الهاغاناة السلاح من تشيكوسلوفاكيا في منتصف أيار 1948. أمّا المرحلة الثانية التي اشترت فيها إسرائيل السلاح من تشيكوسلوفاكيا، فامتدت من منتصف أيار 1948 حتى نهاية العام، وقد فاقت كميته ونوعيته ما اشترته الهاغاناة في المرحلة الأولى) – محارب-
(اشتملت الأسلحة التي حصلت عليها الهاغاناة 24 ألف بندقية حديثة، و5000 مدفع رشاش خفيف، و200 مدفع رشاش متوسط، و54 مليون رصاصة و25 طائرة حربية بكامل أسلحتها وذخيرتها. وقد نقلت هذه الطائرات جوا بعد تفكيكها، وأعيد تركيبها حال وصولها إلى إسرائيل بمساعدة الخبراء التشيك) – محارب-
(… خصصت تشيكوسلوفاكيا مطار “جاطتس” الواقع غرب براغ على إثر الجهد الذي بذله ميكونس كما رأينا سابقا، لتصدير السلاح التشيكي منه إلى إسرائيل، ولتدريب طيارين متطوعين يهود وغير يهود من أوروبا الشرقية وغيرها، وكذلك طيارين إسرائيليين كان من بينهم عازر وايزمن الذي أصبح لاحقا قائدا لسلاح الجو الإسرائيلي) – محارب-
(.. وفي الفترة من 20 أيار- 11 آب 1948، نقل هذا القطار الجوي أكثر من 350 طنا من الأسلحة والذخيرة في 85 نقلة جوية وفق ما كانت تطلبه إسرائيل من الأسلحة الحديثة حينئذ) –محارب-
(.. وإلى جانب هذا القطار الجوي، نقلت إسرائيل الأسلحة التي اشترتها من تشيكوسلوفاكيا بواسطة السفن، ولا سيّما الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وشملت الطائرات العسكرية والدبابات والمجنزرات والمصفحات والذخيرة، وبلغ إجمالي عدد الطائرات الحربية التي اشترتها إسرائيل من تشيكوسلوفاكيا خلال الحرب 85 طائرة حربية، وقد مثّلت هذه الطائرات النواة الأولى لسلاح الجو الإسرائيلي) –محارب-
في خطاب بن غوريون في الكنيست في 29 حزيران 1950 قال (إننا لن ننسى أبدا مساعدة تشيكوسلوفاكيا التي قدّمها “يان ماسريك” و”كلامنتيس” ولم يساعدنا فقط هذا الرجلان اللذان اتصلنا بهما وإنما ساعدتنا الحكومة التشيكوسلوفاكية باسم شعبها أيضا) –محارب-
قالت غولدا مائير في مذكراتها التي نشرتها في سنة 1975 (لولا الأسلحة والذخيرة التي تمكنّا من شرائها من تشيكوسلوفاكيا وتمريرها عن طريق يوغوسلافيا ودول أخرى في البلقان في تلك الأيام المظلمة من الحرب، لا أعرف إذا كان بإمكاننا الصمود… في الوقت الذي أعلنت فيه حتى الولايات المتحدة عن حظر بيع السلاح وإرساله إلى الشرق الأوسط) –محارب-
كتب اسحق رابين في مذكراته: (من دون السلاح التشيكوسلوفاكي، الذي من المؤكد أنه كان وفق تعليمات من الاتحاد السوفياتي، من المشكوك جدًا فيه إذا كان بإمكاننا الصمود في حرب استقلالنا، عندما أغلقت جميع دول الغرب مخازنها في وجهنا) –محارب-
بناء على طلب من ميكونس أقامت السلطات التشيكية “الفيلق التشيكوسلوفاكي” وزودّته بالسلاح، وأقامت له معسكر تدريب بالقرب من براغ، ووصل عدد أفراده إلى نحو 1500 عسكري، ثم بعد أن انتهى تدريبهم سافروا إلى إسرائيل، وأمر بن غوريون بدمجهم في الجيش الإسرائيلي، وشكّلوا ثلاث كتائب فيه: كتيبة دبابات، وكتيبة مدفعية، وكتيبة مشاة آلية.
(.. وقد ذكر ميكونس في شهادته أنه كان للحزب الشيوعي الإسرائيلي نحو 500 جندي في الفيلق التشيكوسلوفاكي، وعندما جرى تسريحهم من الجيش الإسرائيلي بدأ هؤلاء الجنود المسرّحون في السيطرة على البيوت العربية في قرية إجزم المهجرة) –محارب-

من ارتدادات شراء السلاح التشيكي
وفق ما ورد أعلاه فإن الحكومة التشيكية لم تكن حريصة فقط على تأمين أي سلاح للهاغاناة ثم للجيش الإسرائيلي، بل كانت حريصة على تأمين سلاح يعطي القدرة للهاغاناة ثم للجيش الإسرائيلي للتفوق على الجيوش العربية مجتمعة وعلى المقاومة الفلسطينية، وهكذا وقعت نكبة فلسطين.
كانت الحكومة التشيكية حريصة على وصول السلاح النوعي للهاغاناة ثم للجيش الإسرائيلي، وإلى جانب ذلك كانت حريصة على تدريب الفيالق اليهودية على استخدام كل نوع سلاح منها، سواء كان طائرات أو دبابات أو مدفعية أو غيرها، وكانت حريصة على إرسال خبراء عسكريين من طرفها لإعادة تركيب الطائرات الحربية، وهذا يعني أن صفقات الأسلحة لم تكن مجرد صفقات تجارية للربح المالي في حسابات الحكومة التشيكية، بل كانت بدافع القناعة الأيديلوجية أنه لا بد من دعم إقامة دولة يهودية في فلسطين، على اعتبار أنها دولة عمال تقدمية ضد كل القوى الإمبريالية والرجعية العربية، كما صوّر لهم ذلك ميكونس وفلنر.
لذلك لم تتردد الحكومة التشيكية بمخالفة قرار الأمم المتحدة التي حظرت بيع الأسلحة للأطراف المتحاربة في فلسطين، ومع ذلك باعت الحكومة التشيكية السلاح النوعي للهاغاناة ثم للجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي كانت تمتنع فيه أوروبا الغربية والولايات المتحدة عن بيع السلاح لهذه الأطراف المتحاربة، وهذا يؤكد أن نواة الجيش الإسرائيلي قامت في الأساس بفضل سلاح دول أوروبا الشرقية، وبفضل التدريبات العسكرية التي أقامتها لآلاف اليهود ثم سهّلت هجرتهم إلى فلسطين.
لقد تم كل كذلك وفق تعليمات من الإتحاد السوفياتي كما كشف عن ذلك إسحق رابين في شهادته التي وردت في هذه المقالة.
لولا هذا الدور العسكري الداعم الذي قامت به دول أوروبا الشرقية لما انتصر المشروع الصهيوني على الجيوش العربية والمقاومة الفلسطينية، ولما قامت دولة يهودية في فلسطين، ولما وقعت نكبة فلسطين، وهذا ما اعترف به كل من بن غوريون واسحق رابين وغولدا مائير في شهاداتهم التي وردت في هذه المقالة.
يلفت الانتباه أن الحكومة التشيكية قامت بتدريب طيارين متطوعين يهود وغير يهود من أوروبا الشرقية ومن غيرها، ثم تم إرسالهم إلى فلسطين، مما يكشف لنا أن المفهوم الأممي الشيوعي هو الذي كان يدفع الحكومة التشيكية على القيام بذاك الدور.
وفق الشهادة التي أكد فيها ميكونس أنه كان للحزب الشيوعي الإسرائيلي نحو 500 جندي في الفيلق التشيكوسلوفاكي، فهذا يكشف أن ميكونس قام بالدور الذي قام به بمباركة الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وليس بالتحايل عليه ولا من وراء ظهره.
استوطن جنود الفيلق التشيكوسلوفاكي بعد تسريحهم من الجيش الإسرائيلي في القريتين الفلسطينيتين المهجّرتين: إجزم والجاعونة، فلا أدري هل بعد كل ما قاموا به هل يشاركون في مسيرة العودة السنوية في هذه الأيام باسم إخوة الشعوب؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى