أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

اتفاقية (وادي-عربة) والقائمة المشتركة

صحيفة المدينة
هل تتعلم القائمة المشتركة من النتائج الكارثية التي باتت تهدد الأردن بعد إتفاقية (وادي-عربة)؟! فهي القائمة المشتركة التي باتت تتحدث علانية عن جاهزيتها لدعم حكومة صهيونية برئاسة الجنرال غانتس مقابل أن يحقق لها هذا الجنرال قائمة مصالح مطلبية!! فليت القائمة المشتركة تدرس إتفاقية (وادي-عربة) التي تم توقيعها عام 1994 بين الأردن والمؤسسة الإسرائيلية، وليتها تدرس نتائجها اليوم ونحن في أواخر عام 2019 حتى تعلم أن حصاد اتفاقية مع المؤسسة الإسرائيلية هو السراب أو دون السراب بغض النظر عن نوعية الحكومة الإسرائيلية سواء كانت يمينية أو يسارية أو مركزا، وبغض النظر عن إسم رئيس هذه الحكومة سواء كان رابين أو باراك أو نتنياهو أو شارون أو غانتس!! فلعل القائمة المشتركة إذا وعت كل ذلك أن تكف عن بيع الوهم لجماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني وعن مواصلة ادعائها أنها ستكون ذات دور مؤثر في حكومة صهيونية بقيادة الجنرال غانتس!! ومن خلال نظرة سريعة إلى إتفاقية (وادي-عربة) نجد أنه تم التوقيع عليها بين دول وليس بين حزب صهيوني والقائمة المشتركة فقط!! ونجد أنه قد مضى عليها ربع قرن وليس مجرد أشهر معدودات فقط!! ونجد أنها تتحدث عن مصير شعوب وليس عن مصير سياسي لرئيس حكومة أو أعضاء كنيست فقط!! ونجد أنها قد نصت على إحترام سيادة الأردن، واحترام نموها الاقتصادي، واحترام دورها التاريخي في القدس والمسجد الاقصى المباركين، واحترام موقعها الجغرافي وتواصل دورها مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولكن النتائج على أرض الواقع كانت بعكس ذلك، وباتت هذه النتائج تشكل تهديدا استراتيجيا للأردن باعتراف الكثير من المسؤولين الأردنيين، وإليكم بعض المعطيات حول ذلك:
قامت المؤسسة الإسرائيلية بضخ المياه العادمة باتجاه الأردن في العام 1997م متسببة في حينه بأسوأ أزمة تلوث عانى منها الأردنيون
لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته اليومية على المسجد الاقصى المبارك وعلى أهلنا المصلين والمصليات فيه ضاربا بعرض الحائط كل الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى المبارك
لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته اليومية على القدس المباركة بُغية تهويدها بادعاء أنها عاصمته الأبدية!! ضاربا بعرض الحائط الدور الأردني في القدس المباركة وفي صيانة أماكنها المقدسة الإسلامية والمسيحية!!
تقوم اليوم أمريكا بإعادة تعريف من هو اللاجئ الفلسطيني؟! ضاربة بذلك دورها برعاية اتفاقية وادي –عربة ورعاية الالتزامات التي تنص فيها على أن حل قضية اللاجئين يجب أن يتم عبر مفاوضات تكون الاردن ومصر طرفا فيها
تقوم اليوم أمريكا راعية إتفاقية وادي-عربة بخفض معوناتها لوكالة “الأونروا” دون أن تأخذ بعين الاعتبار موقف الأردن من ذلك، وكأنه لا يوجد شيء اسمه إتفاقية وادي-عربة
باتت تتردد التصريحات على لسان نتنياهو تارة وعلى لسان غانتس تارة أخرى عن نية المؤسسة الإسرائيلية لضم “غور الاردن” إلى كامل السيادة الإسرائيلية، وكأنه لا يوجد دولة إسمها الاردن في حسابات المؤسسة الإسرائيلية
قبيل أسابيع انتفض كل العالم عندما صرّح ترامب وسائر حاشيته أن وجود مستوطنات احتلالية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة هو أمر شرعي قانوني لا يناقض القانون الدولي، وهو تصريح أمريكي يصادم كل المصادمة المادة الثامنة في اتفاقية وادي-عربة!!
لقد أجهزت أمريكا على الوصاية الهاشمية في القدس والمسجد الاقصى المباركين بعد أن نقلت سفارتها من تل-أبيب إلى القدس المحتلة!!
كل التسريبات حول صفقة القرن تؤكد أن المؤسسة الإسرائيلية وأمريكا قررتا حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن!! لذلك فأن ما تخفيه صفقة القرن هو أمور مهولة عندما يتم الكشف عنها
لكل ما ورد أعلاه بات الشعور في الأردن أن المؤسسة الإسرائيلية نكثت إتفاقية وادي-عربة، وباتت سلوكيات المؤسسة الإسرائيلية في غاية العداء للأردن، وباتت تهديدات إستراتيجية للأردن
بات الأردن يدرك بعد ربع قرن على إبرام إتفاقية وادي-عربة أن الرهان على المؤسسة الإسرائيلية خاسر، وأن التحالف معها لا يحقق أية مصلحة عامة للأردن
كان رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري صريحا جدا عندما كتب يقول في مقالة له بعنوان “حين يكون سلاما بلا خيل.. ؟!” نشرته صحيفة الرأي الأردنية: (تداعيات إجراءات إسرائيل بضم مستوطنات الضفة الغربية، وجعل القدس الكبرى عاصمة إسرائيل، وضم غور الأردن الفلسطيني في الشمال، وهضبة الجولان السورية، تأتي كتطورات خطيرة للغاية، ما يجعل الأردنيين، كل الأردنيين يتحسسون الخطر على كيانهم وهويتهم ومستقبلهم وثقافتهم)
وكان صريحا جدا عندما كتب في ذات المقالة يقول: (… إن أي إنقسام جهوي أو غيره في المجتمع الأردني، سوف يجعلنا لقمة سهلة في يد المشروع الصهيوني الموجه لشرق النهر، باعتباره جزءاً من وعد بلفورهم العتيد، وهو أمر تسعى إليه إسرائيل والمسيحيون الصهاينة، بانتظار أن يكملوا الأطباق على فلسطين التاريخية، ليقوموا بتنفيذ الشق الأردني من مشروعهم)!!
وكان صريحا جدا عندما كتب في ذات المقالة يقول: (إسرائيل نفسها هي التي جعلت من التسويات الأولية التي عقدتها مع أعدائها تسويات فاشلة، وكسيحة وعاجزة عن الارتقاء إلى مرتبة (سلام حقيقي) بين الشعوب والدول، حيث ظل الأعداء أعداء في الجوهر، ومتصالحين باتفاقيات تسوية في الظاهر… ولهذا أسباب كثيرة يكمن جوهرها في طبيعة المشروع الصهيوني التوسعية والإلغائية، ونهمه المتواصل، والمستقر في أذهان الناس في الشعار العتيد: (أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)!!
هل بعد كل ذلك لا تزال القائمة المشتركة مصممة على مواصلة بيع الوهم لجماهيرنا الكادحة، ومواصلة الحديث عن تحالف مصالح نوعي مع الجنرال غانتس بغية أن تعطي لنفسها وزناً سياسياً مؤثراً وهي ليست كذلك!! سيما أننا سنشهد بعد برهة من الزمن من يضم إلى فشل إتفاقية وادي-عربة فشل ووهم إتفاقية وادي-القائمة المشتركة؟! كفى إنهاكا لجماهيرنا الكادحة!! وكفى بيع أفيون سياسي لها؟! وكفى ضحكا على عقولها ورقصا على جراحها؟! وكفى نقلها من سراب لعبة كنيست إلى سراب لعبة كنيست أخرى منذ أكثر من سبعين عاما؟! وللحديث بقية!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى