أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةدين ودنيا

قصة واقعية حصلت في أحد المساجد وليست طرفة !!

بقلم د. مشهور فواز محاجنه
صلّى أحدهم صلاة الجمعة في أحد المساجد وبعد الخطبة شاور الامام النّاس هل ننوي الجمع أم ماذا ترون؟
فاختلف النّاس في المسألة، فمنهم من قال نعم اجمع؛ ومنهم من قال لا يجوز الجمع لعدم نزول مطر.
فاحتار الإمام المسكين بأي الآراء يأخذ فلا يريد أن يرضي البعض ويكسر خاطر البعض الآخر.
وللخروج من هذا الحرج قال الامام المسكين لهم: خلاص لا نجمع الآن ولكن أعدكم بأن أعوضكم المغرب بذلك!!
أيّها الاخوة الأحباب:
إنّ مسألة الجمع بين الصّلوات بسبب المطر مسألة متكررة في كلّ فصل شتاء وتثار في كلّ مسجد بل هي حديث المجالس والجلسات وكأنّها أصبحت قضية الاسلام الكبرى!! ولا ندري متى ستحسم هذه المسألة ونتجاوز النقاش حولها لنشتغل في مسائل وقضايا عملية أخرى ملحة على مستوى الفرد والمجتمع في بلادنا.
لطالما بيّنا شروط وضوابط الجمع وقواعده سواءً من خلال الصّحف والمجلات أم من خلال الندوات والمحاضرات أم من خلال الخطب والتوجيهات. ولا نقول أنّ هذه الجهود قد لاقت آذنا صماً بل على العكس قد وجدنا عدداً كبيراً من المساجد والأئمة قد اتجهوا نحو الضبط – ولا نقول نحو التشدد – في هذه القضية.
ولكن تبقى هنالك بعض الأصوات التّي ترتفع هنا وهناك في بعض المساجد وتطالب الإمام في الجمع وكأنّ البعض يظنّ نفسه بأنّه يطالب رئيساً أو مسؤولاً أو مشغلاً بتعديل ساعات العمل أو زيادة أيام الاستراحة والعطل أو زيادة المعاش وحقوق النقاهة ونحو ذلك من حقوق العمّال، وفاته أنّ الجمع شريعة محكمة لا تخضع لأهواء ورغبات الأئمة ولا المأمومين.
بل بلغنا أنّ بعضهم ينتظر على بوابة المسجد ليرقب تكبيرة الاحرام فإن أخبر الامام المأمومين بنية الجمع دخل وإلاّ ولّى باحثاً عن مسجد آخر فيه تسهيلات وتنزيلات أوسع وأشمل في الجمع بين الصّلوات!!
أيّها الإمام: لا ترضي النّاس على حساب حدود ربّ النّاس: فإنّ الصلاة عهد وميثاق وهي بالوقت نفسه أمانة ثقيلة، وإنّ الجمع بدون تحقق أسباب وشروطه كبيرة من الكبائر!!
فلا تخضع لأهواء النّاس ولا لرغباتهم فإنّهم لن يغنوا عنك يوم الحساب بل سيلقوا عليك اللّوم والعتاب ويحملوك المسؤولية ظناً أنّ ذلك سيشفع لهم وما علموا أنّ من جاء إلى المسجد من أجل الجمع ليس إلاّ فلا جمع له ّ!!

والعجيب من أحوال هؤلاء الذّين يثيرون الشّغب ويلحوا على الإمام في الجمع أنّهم لا تواجد لهم في الأحوال العادية في المساجد وإنّما في مثل هذه الظّروف التي يرجى فيه الجمع تجدهم في أوائل الصّفوف ينتظرون الفرج بإعلان الإمام عن نية الجمع ليتفرغوا بعد ذلك إلى ما المهام الملقاة على كواهلهم من لعب الورق – الشدة والنّرد – ومتابعة المسلسلات والتمثيليات!!
نعم نحن لا نمنع الجمع بين الصلوات بسبب المطر ولكن هنالك شروط وضوابط لا بدّ من تحققها وقد سبق بيانها أمس وبإمكانك الاطلاع عليها من خلال هذا الرابط:

https://www.facebook.com/953339038059207/posts/2669559929770434/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى