هل هناك أكثر من جنرال غانتس

عبدالاله وليد معلواني
عندما يقرأ أي كادح فينا بعض بيانات “القائمة المشتركة” أو بعض بيانات قادتها أو داعميها يتساءل محتارا: هل هناك جنرال غانتس واحد؟! أم هناك أكثر من جنرال غانتس؟! حيث أن هذه البيانات تارة تشن هجوما لا هوادة فيه على الجنرال غانتس وتارة تؤكد أنها لا زالت على العهد معه، ولا زالت على استعداد لدعم حكومة برئاسته دعما مباشرا أو تحت غطاء “الكتلة المانعة”، بل ذهب بعض قادة أو داعمي “القائمة المشتركة” إلى أبعد من ذلك، فها هو عضو الكنيست منصور عباس يصرح أن لا مشكلة لديه بتأييد حكومة إسرائيلية تضم ليبرمان، وهذا الشيخ حماد أبو دعابس اعتبر أن أحد أسباب العدوان الاحتلالي الإسرائيلي الأخير على غزة العزة هو منع إقامة حكومة إسرائيلية برئاسة الجنرال غانتس تضم القائمة المشتركة حيث كتب يقول بالحرف الواحد في صحيفة الميثاق بتاريخ 15/11/2019 مبينا وفق وجهة نظره أن أحد أسباب هذا العدوان الأخير: (القضاء نهائيا على أي فرصة لبيني غانتس لتشكيل حكومة ضيقة مدعومة من النواب العرب)!! ولكن في المقابل هناك البيانات الأخرى الصادرة عن “القائمة المشتركة أو قادتها أو داعميها تقول لنا بلهجة الهجوم على الجنرال غانتس والتحذير منه: إحذروا من الجنرال غانتس، فلا فرق بينه وبين الجنرال نتنياهو، وهو شريك في العدوان الأخير على غزة العزة، ولا فرق بين حزبه: “كاحول لافان” وحزب نتنياهو “الليكود” ، فها هي “القائمة المشتركة” تقول في بيان لها “أن اصطفاف جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية في الكنيست، يعكس الاصطفاف والأجماع الأعمى حول الحجج الأمنية ويمنع أي نقاش سياسي وانتقادات تجاه المؤسسة الأمنية)!! وكلمة “جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية” في هذا البيان تضم الجنرال غانتس وحزبه “كاحول لافان”، فهو وحزبه وفق هذا البيان جزء من ” الأجماع الأعمى” الذي يمنع أي نقاش سياسي وانتقادات تجاه المؤسسة الإسرائيلية) !! وهذا حزب “التجمع” أحد مركبات “القائمة المشتركة” يقول في بيان له صدر بتاريخ 12/11/2019: (… ويبدو واضحا التفاف القوى السياسية المختلفة حول خطوة نتنياهو ومن ضمنها حزب: كاحول لافان” ما يشير إلى حالة الأجماع ما بين أقطاب العمل السياسي الإسرائيلي فيما يتعلق بقضايا الاحتلال وحصار غزة وشن الحروبات عليها) !! وها هي الحركة الجنوبية إحدى مركبات “القائمة المشتركة” تقول في بيان لها نشرته صحيفة الميثاق بتاريخ 15/11/2019: (إن الدعم والمساندة التي حظي بها العدوان من حزب “كاحول لافان” وزعيمه جانتس ومن أحزاب وقيادات أخرى، تدل على أن هذه الأحزاب لا فرق بينها في العدوان على شعبنا، وأنها لا تقدم بديلا سياسيا يعطي فرصة للسلام والوصول لحل يتمثل بأنهاء الإحتلال وقيام الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة وعاصمتها القدس الشريف) !! فلا ندري هل الجنرال غانتس الذي لا تزال القائمة المشتركة تؤكد إستعدادها لدعمه رئيسا لحكومة إسرائيلية هو هو الجنرال غانتس الذي شحذت عليه سكاكين بياناتها النارية في هذه الأيام، أم أن هناك جنرالين غانتسيين ونحن لا نعلم؟! فاذا كان من المستحيل أن يكون هناك جنرالان غانتسيان، فكيف أصبح من الممكن عند “القائمة المشتركة” أن تدعم الجنرال غانتس وفي نفس اللحظة أن تضمة إلى خانة زبانية الحرب الإسرائيليين الى جانب نتنياهو؟! أم أن جماهيرنا الكادحة مطالبة أن تصفق فقط مهما كانت مواقف “القائمة المشتركة” متناقضة ومعيبة، ومهما كانت ولا تزال تدعو إلى جعل “الأسرلة ” من: “المُسَلَّمات” التي لا نقاش عليها ما بين تل-أبيب وواشنطن!! وويل لمن انتقدها، فأنها ستجلده فورا متهمة إياه بالمناكفة السياسية أو الأقصاء أو التخوين أو التجريح أو حتى التكفير والطائفية؟!



