أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

لسنا بحاجة إلى دولة أخرى.. سنقيم إمبراطوريــــــة…!

حامد اغبارية
الامبراطورية التي نريد
بجملة واحدة يمكننا أن نلخص الوضع الذي يعيش فيه بيبي نتنياهو هذه الأيام: إنه مرعوب ويطلق النار عشوائيا في كل اتجاه. إنه مرعوب جدا ليس من فكرة خسارته لرئاسة الحكومة القادمة، بل من فكرة أن هذه الخسارة ستطيح بكل أمجاده حتى توصله إلى القضاء، وربما إلى السجن. ولذلك تراه لا يتورع عن أي سلوك غير أخلاقي، حتى وهو يتعاطى مع الأحزاب الصهيونية الأخرى التي تنافسه وتقضّ مضجعه. ولا يتورع عن التحالف مع عصابات كهانا وكل العصابات الفاشية الصهيونية، وهو لا يتنازل بطبيعة الحال عن التحالف مع الشيطان، كي يبقى في منصبه، حتى لو أحرق روما وهدم الهيكل فوق رؤوس الجميع. وهذا السلوك يتصف به صنف واحد من الناس: الجبناء.
ولقد أسقط نتنياهو عن وجهه آخر الأقنعة القبيحة عندما بق الحصوة وقال بصراحة فجة إن للعرب اثنتين وعشرين دولة، وهم – لذلك- ليسوا بحاجة إلى دولة أخرى. قال ذلك وهو يتحدث عن قانون القومية ويهودية الدولة.
إنها نفس اللغة التي تحدث بها مئير كهانا، وتتحدث بها اليوم عصابته، ونفس اللغة التي تحدث بها رحبعام زئيفي (الشهير بغاندي)، ونفس اللغة التي تحدث بها رفائيل إيتان (الشهير برفول)، وذات اللهجة التي يتحدث بها أرييه درعي (الشهير بالرشاوي والاختلاسات)، وذات اللهجة التي يتحدث بها يائير لبيد (الشهير بابن أبيه)…. إنها اللغة واللهجة التي يتحدث بها كل الكذابين الذين يوهمون الناس بأنهم أفضل من غيرهم، حتى للعرب الفلسطينيين في البلاد…. من أيام بن غوريون، مرورا برابين وبيرس وصولا إلى هذه اللحظة، وما يليها..
ونتنياهو الذي قال تلك المقولة البائسة، هو نفس نتنياهو الذي وقف أمام الجمعية العامة للأم الصهيونية المتحدة، و”تفتف” من الأكاذيب ما يملأ به البحر المتوسط، يوم زعم – باطلا- أن العرب في البلاد يحظون بالديمقراطية والمساواة وكامل الحقوق تماما مثل اليهود!!
فأي نتنياهو نصدق؟!
نحن نصدق ما تراه العين لا ما تسمعه الأذن. وما تراه العين نعيشه واقعا مرّا على جلودنا ظلما وتعسفا، واعتداء على الحقوق، وملاحقة وسجنا، واعتداء على المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك الواقع تحت الاحتلال منذ 1967، وهدما للبيوت ومصادرة للأرض، وتضييقا في المعيشة، وارتفاعا في نسبة البطالة، ، وبنى تحتية مهدمة تصلح للقرن الخامس عشر الميلادي، وممارسات عنصرية، واعتداء على حرمات النساء، ونهبا لحقوق شعبنا الفلسطيني، حقا حقا وقطعة قطعة وشبرا شبرا، والقائمة طويلة لا تنتهي.
إنهم يريدوننا أفرادا نأكل ونشرب ونتمتع كما تتمتع الأنعام، ولا نفكر إلا بشهواتنا، همّنا أنفسنا، مقيدين بأغلال التبعية والرضوخ، مفككين لا نملك من أمرنا شيئا. وهي ذات النظرية التي أرادتنا “حطابين وسقاة ماء”، وذات النظرية التي تضمنتها وثيقة يسرائيل كينيغ من 1976. يريدوننا مجرد مخلوقات يحسنون هم صُنعا ويصنعون لها معروفا أنهم أبقوها على قيد الحياة، بلا قيمة ولا هوية ولا انتماء. هكذا تحدثهم أوهامهم، التي ستتبخر، عندما تصفعهم الحقيقة ذات يوم قريب.
ومع ذلك فقد صدق نتنياهو في مقولته، التي أنطقه الله بها رغم أنفه. نعم، فنحن لسنا بحاجة إلى دولة أخرى تسومنا العذاب، وتكون نسخة وسخة طبق الأصل عن اثنتين وعشرين دولة هي صنيعة الاحتلال الغربي الاستخرابي، وصنيعة الصهيونية العالمية. فحلمنا وهدفنا أكبر بكثير من مجرد دولة من تلك الدول التي يتحدث عنها نتنياهو. نريدها (وستكون) إمبراطورية إسلامية مترامية الأطراف، عاصمتها القدس، مقر دار الخلافة التي ستملأ الدنيا قسطا وعدلا، كما ملأها نتنياهو وأمثاله ظلما وجورا.
نعم، لسنا بحاجة إلى مجرد دولة أخرى، لأننا بذرنا البذرة التي بها ستنمو الدولة التي نريد، والتي هي وعد الله تعالى وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم. فليهنأ نتنياهو ومن هم على شاكلته كيفما شاءوا، فإن ليلنا لن يطول، وفجرنا آت، وأمجادهم المزيفة إلى أفول.

ولا تزال الثورة مستمرة…
بعد مرور ثماني سنوات على الانفجار الذي عاشته الأمة، والذي عرف باسم “الربيع العربي”، ومع كل ما بذله أعداء الأمة من أموال ومؤامرات للإطاحة بإرادة الشعوب العربية، ها هي الشعوب تتحرك من جديد وتنفض عن كاهلها غبار الذل والاستكانة، لتنفجر من جديد في السودان وفي الجزائر. ولعلها تكون هذه المرة مختلفة عن تلك التي كانت. مختلفة من حيث الأداء ومن حيث النتائج، ذلك إذا أحسنت الشعوب الاستفادة من دروس الماضي، خاصة ما حدث في مصر، جراء الانقلاب الدموي الذي قادته عصابة العسكر بقيادة الخائن السيسي، على الشرعية التي اختارها الشعب المصري، وبعد الذي حدث ويحدث في سوريا واليمن ليبيا وتونس.
إننا نفترض أن الشعب الجزائري، الذي سطر في تاريخه ملحمة غير مسبوقة في سنوات الاستقلال، من خلال ثورته ضد الاستخراب الفرنسي، والتي قدم فيها مليونا ونصف مليون شهيد (على أقل تقدير)، نفترض أنه وعى الدروس التي رآها عيانا طوال السنوات الثماني الماضية، ومن ثم لا يثق بالعسكر، الذي يسعى إلى خداع الشعب الجزائري من خلال إجبار بوتفليقة على التنازل عن ترشيح نفسه لولاية رئاسية خامسة. فهو ذات العسكر الذي مارس أقبح الجرائم وأفظع المجازر في التسعينات يوم انقلب على إرادة الشعب. وهو ذات العسكر الذي أنشأته جبهة التحرير الجزائرية لتسيطر من خلاله على منجزات ثورة الاستقلال وتحرف مسيرتها.
لقد أثبتت السنوات الماضية أن الإرادة الشعبية تقابلها إرادة استخرابية استعمارية تحرك العساكر العربية والأنظمة العربية بهدف منع تحقيق أي تغيير حقيقي يعبر عن إرادة الشعوب، كما حدث في مصر وتونس وليبيا وسوريا. تلك الإرادة الإجرامية التي تسعى للحيلولة دون ظهور الكابوس الذي يقضّ مضاجعهم، والذي بسببه سفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات واعتقلوا الأبرياء. فما هو هذا الكابوس الذي يرعبهم، كما يرعب نتنياهو؟ إنه المارد الإسلامي الذي يحاولون منعه من أن يستيقظ، لأنه إذا أحكم قبضته فسيزول ملكهم، وتنهار إمبراطورياتهم وتتبخر أحلامهم وينتهي زمانهم.
من أجل ذلك حريّ بالشعب الجزائري ألا ينخدع بما أعلنه العسكر، وأن يواصل ثورته حتى يستأصل كل بذور الشر المنزرعة في أرضه، بدءا من العسكر، وانتهاء بعصابات الفساد والدولة العميقة.
إن الوصفة الناجعة للثورة الناجحة هي تحييد العسكر، واستبدال قياداته المسيَّرة بالروموت كونترول من الخارج، بقيادات وطنية نظيفة صادقة مخلصة، وتحييد بؤر المخابرات الغربية التي زُرعت في عواصم الوطن العربي والإسلامي على شكل سفارات أجنبية.
لن تنتهي المسألة عند هذا الحد، ولن يتوقف المد الشعبي والحراك الثوري في مختلف الدول العربية المحكومة بالحديد والنار، حتى في تلك التي يظن بعض السذج أنها انتهت فيها، مثل مصر وسوريا، وستستمر عملية الأخذ والرد والمد والجزر، حتى ينفجر البركان انفجاره الأخير الذي سيغير اتجاه البوصلة في جهات الأرض الأربع…
انتخابات التحشيشة
– هذا عنوان انتخابات الكنيست الصهيوني القادمة.
– الجميع يتصارعون على شرعنة التحشيشة.
– من نتنياهو إلى بنيت.
– مزاد علني للمسطولين..
– دولة لجميع محشّشيها..
– فأين ستكون أنت؟
#قاطع_خليك _صاحي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى