الدعم السريع تهاجم مدينة الأبيض وتعلن السيطرة على منطقتين بشمال دارفور

أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الأربعاء، سيطرتها على منطقتين في ولاية شمال دارفور غربي السودان، في وقت تستمر فيه الاشتباكات الضارية في إقليمي دارفور وكردفان.
وقالت الدعم السريع، في بيان، إنها سيطرت على منطقتي “أبو قمرة” و”أمبرو” في ولاية شمال دارفور.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الدعم السريع اقتحمت بعشرات المركبات القتالية منطقة “أبو قمرة” التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر شمال غربي الفاشر، وهي منطقة كانت تخضع لسيطرة الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة، قبل أن تتقدم نحو منطقة “أمبرو” وتسيطر عليها أيضا.
الجيش يؤكد مقتل أحد قادته
في غضون ذلك، قال مصدر بالجيش السوداني إن مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت صباح اليوم مواقع عسكرية في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، لكنه لم يفصح عن الخسائر التي خلفها القصف.
كما أفاد مصدر عسكري رفيع في الجيش السوداني بأنه تم التأكد من مقتل قائد الفرقة 22 في بابنوسة، بولاية غرب كردفان، اللواء معاوية حمد، والذي بقي مصيره مجهولا منذ سيطرة الدعم السريع على مدينة بابنوسة بداية الشهر الجاري.
وتأتي هذه التحركات ضمن محاولات الدعم السريع بسط سيطرتها على كامل ولاية شمال دارفور، بعد استيلائها في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مدينة الفاشر، وهو الهجوم الذي صاحبه اتهامات بارتكاب مجازر بحق مدنيين، أقر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بوقوع “تجاوزات” خلاله، معلنا تشكيل لجان تحقيق.
وفي الوقت الذي يسيطر فيه الجيش والقوة المشتركة على أجزاء من شمال دارفور، وتحديدا منطقتي “كرنوي” و”الطينة”، تسيطر حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور على منطقة “طويلة”. وبجانب دارفور، يشهد إقليم كردفان بولاياته الثلاث اشتباكات مماثلة أدت إلى موجات نزوح واسعة خلال الأسابيع الأخيرة.
نزوح
إنسانيا، قال مصدر أمني إن مئات النازحين من مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان وصلوا إلى مدينة الرهد بشمال كردفان.
وأضاف المصدر أن أعدادا أخرى من النازحين من مدينة الدلنج وصلت إلى مناطق القُوز والحَمادي بجنوب كردفان، معربين عن قلقهم من احتمال منعهم من قبل قوات الدعم السريع من مواصلة رحلتهم نحو شمال كردفان.
وفي الوقت الذي تنظم فيه ولاية النيل الأبيض عودة نازحين إلى العاصمةِ الخرطوم تفرض الحرب واقعا معاكسا مع وصول أكثر من 1800 نازح جديد من منطقة هجليج فروا من القتال في حلقة نزوح لا تزال مفتوحة.
في الأثناء، أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 2615 شخصا من ولايتي جنوب وشمال كردفان جنوبي السودان، خلال اليومين الماضيين “جراء انعدام الأمن”، وسط معارك محتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالمنطقة.
وأفادت المنظمة، في بيان مساء الثلاثاء، بأن فرقها الميدانية قدرت نزوح 1475 شخصا من مدينة كادوقلي مركز ولاية جنوب كردفان خلال يومي 21 و22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بسبب تدهور الوضع الأمني في المدينة، في حين نزح 180 شخصا من مدينة الدلنج، و60 شخصا من بلدة دلامي، و900 شخص من قرية الشول في محافظة بارا بشمال كردفان.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء حرب بين الجيش والدعم السريع اندلعت منذ أبريل/نيسان 2023، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص وفق منظمات أممية.



