أخبار رئيسيةشؤون إسرائيليةومضات

نتنياهو يسعى لتفويض من ترامب لمهاجمة إيران

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية، اليوم الاثنين، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى للحصول من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ضوء أخضر لشن هجوم إسرائيلي جديد على إيران دون مشاركة أمريكية مباشرة.

ويستقبل ترامب في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية في 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري نتنياهو، المطلوب منذ العام 2024 للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة.

ونقلا عن مصادر إسرائيلية رسمية لم تسمها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن نتنياهو سيعرض على ترامب معلومات استخباراتية محدثة تتعلق بإيران وحركة “حماس” وجماعة “حزب الله”، في محاولة لإقناعه بخطورة ما تعتبره تل أبيب تسارعا في إنتاج الصواريخ البالستية الإيرانية.

واعتبرت المصادر أن موافقة ترامب على ضربة إسرائيلية منفردة ضد طهران ستُعد إنجازًا كبيرًا لنتنياهو، في ظل إدراك إسرائيل أن الولايات المتحدة لا ترغب بالانخراط المباشر في مواجهة عسكرية جديدة.

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الألد لها، وتتبادلان منذ سنوات اتهامات بالمسؤولية عن أعمال تخريب وهجمات سيبرانية.

وفي يونيو/ حزيران الماضي شنت إسرائيل بدعم أمريكي حربا على إيران استمر 12 يوما، وردت عليها طهران، قبل أن تعلن الولايات المتحدة وقفا لإطلاق النار.

مناورة إيرانية
والسبت الماضي اتصل رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير بقائد القيادة المركزية الأمريكية براد كوبر وأبلغه أن إسرائيل قلقة بشأن مناورة للصواريخ بدأها الحرس الثوري الإيراني قبل أيام، بحسب موقع “أكسيوس” نقلا عن مصادر أمريكية وإسرائيلية مطلعة.

وقالت المصادر إن زامير أبلغ كوبر بأن تحركات الصواريخ الإيرانية الأخيرة وغيرها من خطوات عملياتية قد تكون غطاءً لهجوم مفاجئ، وحثّ على تنسيق أمريكي إسرائيلي بشأن الاستعدادات الدفاعية.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني لم تسمه الاثنين، قوله: “نرصد مساعي إيرانية لتصنيع صواريخ باليستية بوتيرة عالية”.
وأضاف المسؤول الأمني أن التسلح الإيراني سيكون مركزيا بمحادثات نتنياهو وترامب خلال لقائهما المرتقب الأسبوع المقبل.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإنه في نهاية الحرب بقي لدى إيران 1500 صاروخ، بانخفاض عن 3000 صاروخ كانت تمتلكها، و200 منصة إطلاق من أصل 400.

وأضافت أن الإيرانيين بدأوا باتخاذ خطوات لإعادة بناء قواتهم، لكنهم لم يعودوا إلى المستوى الذي كانوا عليه قبل الحرب.

ولا تعتقد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ولا الخارجية (الموساد) بوجود ضرورة ملحة لشن هجوم على إيران في الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة، لكنهما يعتقدان أنه قد يصبح قضية أكثر إلحاحا عام 2026، وفقا للمصادر.

وبحسب المصادر، فإن الخطر الأكبر هو اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران نتيجة لسوء تقدير، إذ يعتقد كل جانب أن الآخر يخطط للهجوم ويحاول استباق ذلك.

ويريد نتنياهو أن يناقش مع ترامب جهود إيران لإعادة بناء قدراتها الصاروخية البالستية وإمكانية توجيه ضربة أخرى ضدها في العام 2026، وفقا لما نقله “أكسيوس” الأمريكي.

كما أفادت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية بأن نتنياهو يعتزم مناقشة هذه القضية مع ترامب.

مهمة صعبة
ووفقا لـ”يديعوت أحرنوت” فإن نتنياهو يتوجه إلى لقائه مع ترامب وهو يدرك صعوبة المهمة.

واستدركت: “لكنه يراهن على عرض استخباراتي وضغط سياسي لتحقيق مكاسب، أبرزها تفويض أمريكي غير معلن لأي تحرك إسرائيلي محتمل ضد إيران”.

فيما أفادت هيئة البث الرسمية بأن نتنياهو يجري في الآونة الأخيرة مشاورات مع كبار قادة المؤسسة الأمنية بشأن إيران، في ظل تقارير عن تسارع عمليات إعادة تأهيل برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، وذلك قبيل زيارته المرتقبة إلى ميامي.

وأوضحت أن المشاورات تأتي على خلفية ما نُشر في وسائل إعلام أجنبية حول محاولات إيرانية لإعادة بناء قدرات عسكرية تضررت في الحرب السابقة.

سلاح “حماس”
وبحسب ما نقلته “يديعوت أحرونوت” عن المصادر الإسرائيلية، تواجه تل أبيب صعوبات في ملف قطاع غزة، ويتمحور الخلاف الأساسي حول المدة الزمنية التي ستُمنح لـ”حماس” من أجل نزع سلاحها.

وأفادت بوجود مخاوف إسرائيلية من أن تقدم الحركة “تفكيكا شكليا لسلاحها”، ما قد يدفع الوسطاء (مصر وقطر) للضغط على تل أبيب لتنفيذ انسحاب أوسع من غزة.

وتشدد “حماس” على أنها حركة “مقاومة” لإسرائيل، التي تصنفها الأمم المتحدة القوة القائمة بالاحتلال، وترفض الحركة نزع سلاحها، وتقترح “تجميده أو تخزينه”، مع الدخول في هدنة طويلة مع تل أبيب.

وتتضمن مرحلة ثانية مرتقبة من الاتفاق إجراءات بينها نزع السلاح ونشر قوة دولية، وفقا لخطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى