جدعون ليفي: الصحافة العبرية شاركت في طمس الحقيقة عن غزة وفقدت حقّ الاحتجاج على تضييق الحكومة

وجّه الكاتب والصحافي الإسرائيلي المناهض للاحتلال جدعون ليفي، انتقادات حادّة وغير مسبوقة للصحافة العبرية، متهمًا إياها بالمشاركة في الحرب على غزة وطمس معاناة الفلسطينيين، بدلًا من القيام بواجبها المهني في كشف الحقائق.
وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس، علّق ليفي على الضجة التي يثيرها الصحافيون الإسرائيليون احتجاجًا على خطط حكومة بنيامين نتنياهو لتقييد حرية العمل الصحافي عبر إغلاق مؤسسات إعلامية مثل إذاعة الجيش وسلطة البث، وسنّ تشريعات معادية للصحافة.
وكان عشرات الصحافيين قد عقدوا مؤتمرًا طارئًا في تل أبيب تحت شعار: «بدون حرية صحافة لا توجد ديمقراطية».
لكن ليفي يرى أن الاحتجاجات الحالية تتجاهل “وصمة” أكبر، قائلاً إن الحكومة لم تُسكت الصحافيين خلال الحرب على غزة، بل إن الصحافة العبرية نفسها جنّدت أدواتها طوعًا لطمس الحقيقة، بدافع الخوف والاعتبارات التجارية.
ويؤكد أن هذه الرقابة الذاتية أكثر خطورة من الرقابة الحكومية أو العسكرية، لأنها حولت الصحافة إلى طرف منحاز يرضي جمهوره بدل كشف الحقائق.
ويشير ليفي إلى أن الإعلام العبري تبنّى خطاب الضحية، متجاهلًا الآلام الفلسطينية ورافضًا التشكيك بشرعية الحرب أو تبرير قصف المستشفيات والمنازل. ويتساءل: “أين قصة الضحية الفلسطينية؟ أين التحقيقات حول مقتل أكثر من 100 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية؟ لا شيء”.
ويذكّر الكاتب بأن الصحافة التي قادت تحقيقات أسقطت رؤساء حكومات ووزراء، تحوّلت الآن إلى إعلام يقدّم “ما يدغدغ مشاعر الجمهور” بدل المعلومات، و“القومية بدل الحقيقة”. ويشير إلى أنه اضطر غير مرّة للتحرك تحت الحراسة بسبب التهديدات التي يتلقاها نتيجة مواقفه.
ويخلص ليفي إلى أن الصحافة العبرية فقدت حقّ توجيه الاتهامات للحكومة قبل أن تفحص نفسها، بعدما خانت دورها في تقديم رواية كاملة عن الحرب على غزة.
ويدعو إلى النضال ضد إغلاق المؤسسات الإعلامية الرسمية، ولكن أيضًا إلى وقف تضليل الجمهور وإيقاف “خطاب الضحية”، قائلاً إن الإعلام العبري غطّى حربًا على غزة خالية من الغزيين، وتوقف عند السابع من أكتوبر “وكأن إسرائيل لم ترتكب شيئًا بعد ذلك اليوم”.



