أخبار وتقاريرعرب ودولي

واشنطن تبحث فرض عقوبات شاملة على أطراف الصراع في السودان

أفاد تقرير صحافي بأن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات واسعة على قوات الدعم السريع والجيش السوداني، في ظل تعثر الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ويُنظر إلى التوجه الأميركي نحو العقوبات باعتباره إقرارًا بفشل المساعي الدبلوماسية التي يقودها المبعوث الأميركي لإقناع الطرفين بإنهاء الحرب، رغم طلب ولي العهد السعودي تدخل واشنطن للمساعدة في حل الأزمة.

وبحسب التقرير، فإن المبعوث الأميركي يبذل منذ أشهر محاولات دون جدوى لدفع الجيش والدعم السريع للقبول بوقف القتال، فيما أُبلغ وزير الخارجية الأميركي خلال اجتماع في البيت الأبيض بأن هناك اعتقادًا بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو الشخصية الوحيدة القادرة على تحريك الملف السوداني. ونقل عن دبلوماسي عربي قوله إن ترامب قادر على إعطاء “دفعة قوية” للعملية السلمية، وأن الطرفين تلقيا تحذيرات بإمكانية فرض عقوبات واسعة على أي جهة تعرقل اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي سياق متصل، يستعد وزير خارجية النرويج لدعوة طيف واسع من القوى السودانية إلى اجتماع في أوسلو خلال الأسابيع المقبلة، لوضع خطة ومبادئ لتشكيل حكومة مدنية تعيد الأمن والنظام حال توقف الحرب. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن النزاع أسفر حتى الآن عن مقتل 140 ألف شخص وتشريد 14 مليونًا.

ووفق التقرير، تحظى القوات المسلحة السودانية بدعم مصر والسعودية، فيما تقدم الإمارات دعمًا لقوات الدعم السريع، رغم نفيها المستمر لذلك. ويرى التقرير أن نهج ترامب قد يكون فعالًا إذا تمكن من دفع الإمارات إلى وقف دورها “السلبي”، إضافة إلى إحداث تغيير في الموقف السعودي الذي يتمسك بـ“المؤسسات الشرعية”، ما يعني دعم الجيش السوداني.

ويأتي التحرك الأميركي في وقت حذر فيه مفوض حقوق الإنسان من مقتل 269 شخصًا في مدينة بارة على يد قوات الدعم السريع منذ تشرين الأول/أكتوبر. وتتوقع مصادر توسيع نطاق العقوبات الأميركية وتوسيع حظر الطيران الذي فرضته الأمم المتحدة سابقًا عقب أحداث دارفور.

وحاليًا، تفرض الولايات المتحدة عقوبات على قادة في الدعم السريع والجيش وعدد من الشخصيات والشركات المرتبطة بهما، بعضها مقره الإمارات. وكانت “الرباعية” المكوّنة من واشنطن والرياض وأبو ظبي والقاهرة قد طرحت في أيلول/سبتمبر خطة لهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر تتبعها عملية سياسية، لكنها لم تُنفّذ.

وفي الأسبوع الماضي، زار نائب وزير الخارجية النرويجي مدينة بورت سودان والتقى قادة الجيش، محذرًا من أن استمرار القتال يهدد بتفكك السودان وتداعيات خطيرة على المنطقة، ومعربًا عن أمله في بحث تشكيل حكومة مدنية. كما أشار التقرير إلى أن تهديد ترامب بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية” قد يضعف الجيش المتهم بعلاقات وثيقة مع الجماعة.

ويرتبط الاهتمام الأميركي المتزايد بالأزمة السودانية، وفق التقرير، بمعلومات عن موافقة الجيش على إنشاء قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر، إضافة إلى مزاعم متعلقة بعرقلة دخول مفتشي الأمم المتحدة للتحقق من استخدام أسلحة كيماوية.

وفي المقابل، تؤكد الإمارات أن “اجتثاث جذور الإخوان المسلمين” يجب أن يكون محور تعامل الغرب مع المنطقة، مشددة على أن الحل في السودان يتمثل في العودة إلى حكومة مدنية واسعة، وأن الطرفين المتحاربين ارتكبا انتهاكات جسيمة لا تخوِّل أيًا منهما لعب دور في مستقبل البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى