قوات الاحتلال تشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية

شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، حملة اقتحامات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، رافقها اعتقالات طاولت أكثر من 22 مواطناً فلسطينياً، بينهم صحافيون ونشطاء وأسرى محررون.
وتركّزت الحملة بشكل خاص في مدينة نابلس ومحيطها، حيث اقتحمت قوات الاحتلال أحياء عدة داخل المدينة، إلى جانب بلدات وقرى كفر قليل وبيتا وزواتا، ومخيمي عسكر القديم والجديد، ومنطقة بلاطة البلد، واعتقلت عدداً من الشخصيات البارزة. ومن بين المعتقلين الصحافيان محمد منى ونواف العامر، إضافة إلى النائب السابق في المجلس التشريعي الأسير المحرر ياسر منصور، إلى جانب الأسرى المحررين علاء حميدان، أسيد معلا، أحمد صقر، وموسى دويكات.
كما امتدت الاقتحامات إلى بلدتي دير غسانة وبيت ريما شمال غربي رام الله، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز بشكل كثيف، ما أدى إلى اندلاع حريق في أحد المنازل نتيجة سقوط قنبلة غاز داخله. وفي محافظة سلفيت، داهمت القوات قرية سرطة وأطراف بلدتي الزاوية ودير بلوط، فيما اقتحمت في طولكرم بلدة عتيل واعتقلت شابين بعد مداهمة منزليهما وتخريب محتوياتهما.
من جانبه، اعتبر القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد أن هذه الحملات تعكس “حالة الذعر والارتباك” التي يعيشها الاحتلال، مؤكداً أن سياسة الاعتقال والبطش تهدف إلى “كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتكميم الأفواه”، لكنه شدّد على أن “هذه الممارسات ستزيد من حالة الغضب الشعبي، ولن تثني الفلسطينيين عن التمسك بحقوقهم ومواصلة طريق المقاومة والصمود”.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد إسرائيلي ملحوظ تشهده الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة، حيث تنفذ قوات الاحتلال عمليات مداهمة واعتقال يومية، بينما يواصل المستوطنون تنفيذ اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين في محاولة لدفعهم إلى الرحيل عن أراضيهم.
سياسياً، تزامنت هذه الحملة مع تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء أمس الخميس، أكد فيها أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، في إشارة إلى التلويحات المتكررة من جانب وزراء في حكومة الاحتلال. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد جدد رفضه لإقامة دولة فلسطينية، فيما لوّح وزراء يمينيون متطرفون بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة رداً على اعتراف عدد من الدول الأوروبية مؤخرًا بدولة فلسطين.



