أخبار رئيسيةمحلياتمقالاتومضات

الشيخ رائد صلاح يردّ على افتراءات إعلام السيسي وإعلام عربي حول اعتصام اتحاد الأئمة قرب سفارة مصر في تل أبيب

• طالبنا فقط بفتح معبر رفح.. فهل هذا مطلب يحتاج تنسيقًا مع قوى خارجية؟

• من أوجد السفارة المصرية يتحمل مسؤولية التطبيع

• افتراءات الإعلام تُخدر الشعوب وتُكرّس ثقافة الهزيمة وتزرع في الشعوب العجز والاستسلام

• إعلام السيسي أساء لحرائر الأقصى وادعى كذبًا أن بناتنا يعملن في الجيش والتدليك!

• الإعلام أمانة وليس مصدر رزق

طه اغبارية

أدان الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية قبل حظرها إسرائيليًا، الحملة الشعواء التي شنّها إعلام سلطات الانقلاب في مصر برئاسة عبد الفتاح السيسي، وعدد من وسائل إعلام عربية مقربة من النظام السعودي، على الاعتصام الذي نظمه اتحاد أئمة الداخل الفلسطيني، يوم الخميس الماضي (31/7/2025)، أمام السفارة المصرية في تل أبيب، لمطالبة المؤسسة المصرية بفتح معبر رفح -الذي يخضع لسيادتها- من أجل إدخال المساعدات الإنسانية للأهل في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع إسرائيلية.

وكان إعلام السيسي وقنوات عربية مثل “العربية”، و”الغد” المحسوبتين على النظام السعودي، قد هاجموا المظاهرة قرب السفارة المصرية بتل أبيب، واتهموا المشاركين والمشاركات وقيادات المشروع الإسلامي، مثل: الشيخ رائد صلاح، والشيخ كمال خطيب، والشيخ نضال أبو شيخة بـ “الخيانة ورفع الأعلام الإسرائيلية، والتظاهر بحماية الشرطة الإسرائيلية”، إلى جانب النيل من المشاركات وأعراضهن وكيل التهم والافتراءات لبنات الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب.

ردًّا على تلك الافتراءات والاتهامات، تحدّث الشيخ رائد صلاح في لقاء متلفز على قناة “موطني 48” مع الإعلامي عبد الإله معلواني، مستهلًا (الشيخ رائد) حديثه بخصوص أهداف الوقفة أمام السفارة المصرية: “كان الهدف من الوقفة، المطالبة بفتح معبر رفح الذي يربط بين مصر وغزة، وهو معبر سيادي مصري يمكن للسلطات المصرية أن تفتحه متى تشاء وتغلقه متى تشاء. هذا كان الدافع الوحيد لاتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني”.

وحول زعم الإعلام المصري وإعلام عربي، أنّ المظاهرة هي جزء من حراك إقليمي ضد الانقلابي السيسي، يقول الشيخ رائد: “هذا الشعار الغوغائي، اعتدنا عليه على مدار عشرات السنوات، فكل من وقف يعارض الأنظمة العربية، اتهمته تلك الأنظمة أنظمة خارجية، هذه التهم ليست جديدة، وهي تكرار معيب ممل لما حاربت به كل أنظمة الملك الجبري المعاصر، كل معارضة شريفة وقفت تطالب بكرامة الإنسان العربي في العالم العربي.

هذا الاعتصام قرب السفارة المصرية، من المعيب أن يُعطى هذه الأبعاد وكأنه يحتاج إلى تنسيق مع قوى خارجية حتى يتم إقامته. عدد من شاركوا في الاعتصام لم يتجاوز 300 إلى 400 من الإخوة والأخوات، وكان مطلبه واحدًا، وهو أن يُفتح معبر رفح لإغاثة الجائعين الذين يموتون جوعًا في غزة، ما بين رضيع وطفل وامرأة وعجوز وشيخ، فهل هذا المطلب يحتاج إلى تنسيق مع قوى خارجية؟! هذا كلام تافه، وأسفي على من يسمحون لأنفسهم أن يردّدوا هذه المغالطات والافتراءات، وأن يخدعوا الشعوب”.

أمّا حول الادّعاءات في أن الوقفة تخدم الرواية الإسرائيلية وتضعف الحراك المناهض للتطبيع والمظاهرات أمام السفارات المصرية حول العالم؟!، أضاف رئيس الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليًا: “طالبنا في المظاهرة أن يُفتح معبر رفح، فمن هو صاحب السيادة على معبر رفح؟! إنها المؤسسة المصرية!! وأين يمكن أن يرتفع الصوت المطالب بفتح المعبر؟ إنّه قرب السفارة المصرية، وهي تقع في تل أبيب، ولو كانت في مدينة أخرى لكان الاعتصام في تلك المدينة.

كان على من يسأل هذه الأسئلة لو كان موضوعيًا، أن يسأل نفسه: ما الذي أوجد مبنى السفارة المصرية أصلًا في تل أبيب، حتى يقام الاعتصام هناك؟! ولو كان هناك حد أدنى من المسؤولية لكان جواب هذا السؤال، لماذا تُفتح أبواب السفارة المصرية في تل أبيب وتُغلق كل الأبواب على غزة.. لماذا؟ من يعطيني جوابًا على هذا السؤال؟ هذا النشاط السياسي أمام السفارة المصرية، عنوانه اتحاد الأئمة، ومطلبه فتح المعبر أمام الجائعين في غزة، وعنوانه المؤسسة المصرية، إذًا هي المسؤولة عن معبر رفح، ولو كان هناك حد أدنى من المسؤولية لتحدث كل من تحدث وفق هذه النقاط، ولما شرّق وغرّب وأخذ يتحدث عن لغة التخوين والعمالة والتجريح والنيل من أعراض النساء. هذا شيء غير مسبوق من هذا الانحطاط الإعلامي”.

أمّا بخصوص ما روّج له إعلام السيسي وأذنابه، في أن المشاركين في المظاهرة رفعوا الأعلام الإسرائيلية وتظاهروا تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، زاد الشيخ رائد: “من أشاعوا هذه الكذبة المعيبة، يعلمون الحقيقة في أنّ الذي رفع الأعلام هو اليمين المتطرف الإسرائيلي، وأنّه هاجم الاعتصام. من يتحلى بأدنى قدر من المهنية والحسّ الإعلامي يرى الصورة واضحة ولا يوجد حاجة لإتعاب نفسه من أجل اكتشاف الحقيقة.

وأنا على يقين أنّ المخابرات وهي التي تُسيّر هذه القنوات الإعلامية تعرف الحقيقة، سواء كانت المخابرات المصرية أو غيرها، ولكنه استرخاص للكذب والتزييف والضحك على عقول الشعوب. أنا هوجمت، وأقول سامح الله من هاجمني، لكن ما يؤلمني أنهم يخدّرون الشعوب.

أما يكفي أنّكم خدّرتم الشعوب عشرات السنوات، يوم أطلقتم شعارات مثل: “أم كلثوم تنتظركم في تل أبيب”. ألا يكفيكم ما ضيعتم من الشعوب تحت تلك الشعارات؟! أما يكفيكم ما ضيعتم من الشعوب يوم أن كنتم تخدعونها بمقولتكم “طائرات العدو تتساقط كالذباب”، وبناء عليه، ضاعت سيناء وضاع الجولان، وضاعت الضفة والقدس المباركة والأقصى!! ألا تخجلون على أنفسكم؟ ألا تستحون من أبنائكم وبناتكم؟ ماذا ستقولون لهم عندما يسألونكم من الذي ضيع هذه الأوطان؟! ألستم أنتم وهذا الإعلام المنحط الرخيض المدلس المنافق؟! ألا تستحون على أنفسكم؟ من هاجمني كأنه لم يهاجمني، ليس بيني وبينه أية عداوة، ولكن أتألم على هذه الشعوب، فإعلام بهذا المستوى الهابط، أي شعوب سيبني، وأي شعوب سيوجّه؟ ماذا ننتظر من الشعوب التي تتأثر بهذا الإعلام سوى أن تنمو على ثقافة الهزيمة وفقدان الثقة بالنفس، والشعور بالعجز وثقافة الاستسلام؟!! وهذا هو واقع شعور العالم العربي، الشعور بالاستسلام وقلّة الحيلة، وهذا لم يأت من فراغ، فهو وليد هذا الإعلام الذي مارس هذا الانحطاط على مدار عشرات السنوات.

لقد اجتهدنا أن نقوم بهذا النشاط السياسي، ناقشونا!! قولوا لنا أخطأتم وسنرد عليكم. اللغة الوحيدة عندكم لمن يخالفكم الرأي هي التهم الجاهزة “خائن وعميل”؟!! لقد وصل الأمر بهم أن يتهموا الأخوات اللاتي شاركن في الاعتصام بـ “خائنات بحجابهن”، وصل الأمر، أن يصور البعض صورة لأحد المسؤولين في الجيش الإسرائيلي وبجانبه جندية إسرائيلية، ويكتب تحتها “هذه إيلا ابنة الشيخ رائد صلاح، الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي”!! وصل الأمر أنّ البعض منهم يتهم ابنة الشيخ كمال خطيب، أنها تعمل “في محل تدليك”.

ما هذا الانحطاط؟! أليس عيبًا؟ أليس عرض نسائنا هو عرض نسائكم في مصر وفي كل عالمنا العربي والإسلامي، فهو عرض واحد. كل من تعرضتم لهن بهذه الأوصاف، يرابطن في المسجد الأقصى بشكل يومي، أهكذا تعاملون هؤلاء النساء اللاتي يسترن عوراتكم في الأقصى، واللاتي يقمن بواجب أنتم أهملتم به حتى الآن في الأقصى، واللاتي يكملن الموقف الذي تراجعتم عنه في الأقصى، أين النخوة والقومية التي تتغنون بها. أسفي على تجريح هؤلاء الحرائر، وأسفي على تخدير الشعوب منذ عقود”.

وحول موقفه ممن صمتوا عن حملة إعلام السيسي من إعلاميي الداخل الفلسطيني، تابع: “لا أطلب من أي إعلامي أي شيء، أثق بنفسي والحقيقة التي نحافظ عليها، وأثق بتمسكي بثوابتي الإسلامية العروبية الفلسطينية، لن أنفصل عنها ولن أقيل وأستقيل عنها، وكل إعلامي أكله إلى ضميره.

أحد الإعلاميين البارزين من أهلنا في الداخل، قال لنا ونحن في طريقنا إلى الاعتصام: “خذوا حذركم، لأن المخابرات المصرية اتصلت ببعض السياسيين في الداخل، وطلبت منهم أن يهاجموا الاعتصام”، كما قال هذا الإعلامي الحر الأصيل: إن معظم السياسيين رفضوا هذا الطلب. كما قال بشكل أخوي: فلان قد يوافق. وقال لنا اسمه، ولكني لن أذكره. ثم قال هذا الإعلامي: بعد أن وجدوا الرفض من السياسيين، بدأوا يضغطون على إعلاميين في الداخل بهدف مهاجمة الاعتصام ومن سيقوم به. هذا الكيد واأسفاه عليه.

هل يراد تكميم أفواهنا؟ من هو الرئيس المعصوم؟ لا يوجد. هذا يعني أنه قابل للانتقاد، من يمارس حقه في الاعتصام؟ رُدوا عليه؟ أمّا أن تُجند المخابرات شخصيًا لمهاجمة المظاهرة، أيعقل ذلك؟ نصيحتي لكل الإخوة الإعلاميين في الداخل، أن يعلموا أن الإعلام ليس مصدر رزق، بل هو أمانة سيُسألون عنها أمام الله. كل كلمة وكل صورة ستُسألون عنها. إما أن تقولوا الحقيقة أو تصمتوا. إياكم أن تضيعوا أنفسكم ومنزلتكم الإعلامية”.

وحول من انتقدوا المظاهرة من التيار الإسلامي في الخارج، قال الشيخ رائد صلاح: “حقهم أن ينتقدوا ونحن نستمع لهم حتى النهاية، ولكن بعيدًا عن لغة التجريح والتخوين، حقهم أن يقولوا إن الاعتصام ليس في مكانه المناسب، ولكن أنا أقول إن السفارة المصرية التي تمثل التطبيع المصري الإسرائيلي ليست في القمر، وإنما هي في تل أبيب، لم نوجدها نحن، مَن أوجدها هو من وقف وراء التطبيع. نحن أقمنا الاعتصام لسبب أساس، لأن معبر رفع يخضع لسيادة المؤسسة المصرية، لو كان المعبر يتبع لدولة أخرى لأقمنا الاعتصام أمام مبنى سفارة تلك الدولة. وحول مسألة أن الوقت لم يكن مناسبًا!! فمتى الوقت المناسب؟! هل عندما يموت عشرات الآلاف الآخرين من أهلنا في غزة؟!! نحن نرى أنه بناء على فقه الموازنات والمصالح، نعم كان هذا وقت الاعتصام وأن نطلق صوتنا عند السفارة المصرية، بطلب واحد: افتحوا معبر رفح”.

أما بخصوص تصريحات السيسي الأخيرة في أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري وأن المعبر مغلق من الاحتلال من الجانب الآخر، قال الشيخ رائد: “لم نكن في يوم من الأيام مغفلين ولن نكون كذلك. في هذه المسألة تحديدًا، نحن نعلم أنَّ الذي يفرض الحصار الآن هي المؤسسة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية وسياسة الاحتلال، نحن نتفق بذلك، وأن المتسبب بهذا المشهد المأساوي، هو هذه القوى، ولكن معبر رفح بإمكانه أن يُحبط كل هذه السياسة، وفتحه يعني أن الحصار سينتهي، لأنّ المعبر يخضع للسيادة المصرية، نحن لا نطالب بفتح قناة بنما أو قناة السويس”!!

وحول ادعاءات بعض الموتورين في أن الشيخ رائد صلاح وقيادات المشروع الإسلامي غابت عن التظاهرات ضد الحرب على غزة، ردّ الشيخ رائد: “قبل الاعتصام أمام السفارة المصرية في تل أبيب، كانت هناك عشرات النشاطات لنا. لماذا لم ينشر هؤلاء الإعلاميين عن هذه النشاطات التي شاركنا فيها ضد الحرب؟! أين كانوا عندما أقمنا عشرات الوقفات باسم لجنة المتابعة، وأضربنا عن الطعام، وتظاهرنا أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب؟! لماذا لم يغطوا تلك النشاطات؟ ارحموا الشعوب، حرام عليكم تتعاملوا مع الشعوب كأنهم طلاب رياض أطفال. تتعاطون مع شعوبكم كأنكم تعطونهم الأفيون بصورة إعلام”.

وعن مزاعم تنظيم الاعتصام نكاية بالسيسي وحبًا بالرئيس الشهيد محمد مرسي، قال: “نعم نحن نحب الرئيس الشهيد محمد مرسي، هل هذه تهمة؟! وكيف لا نحبه وهو الرئيس الشرعي الوحيد لمصر والمنتخب بإرادة حرّة من الشعب، ولو كان الرئيس المنتخب غير مرسي، وفاز بطريقة حرة لهنأناه. فهل هي تهمة أن نقف مع إرادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها؟! يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: “سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدَّق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة” لن نكون في معسكر الخائنين والكاذبين في يوم من الأيام، ولن نكون من وراء الرويبضات، نحن ولدتنا أمهاتنا أحرارًا سنحيا أحرارًا وسنموت أحرارًا”.

في ختام اللقاء، توجّه الشيخ رائد صلاح، برسالة إلى أبناء المشروع الإسلامي، وإلى الشعب المصري، قائلًا: “أقول للشعب المصري، نحن نحب الشعب المصري من عميق قلوبنا، ونحب مصر لأنها في نظرنا “أم الدنيا”، والمحروسة بإذن الله. سنبقى نحبها، فهي تذكرنا بالأمجاد والحضارة وهذا القلب النابض بالإسلام والعروبة ورجالات فكر وأدب ونهضة. نحن مع مصر قلبًا وقالبًا ولا يجوز أن يزايد أحد علينا في حب مصر، ولكن هذا لا يعني أن لا نطالب بفتح معبر رفح، هذا لا يناقض هذا، نحن نعتقد بناء على قراءات قرآنية ونبوية، أن خير مصر قادم رغم كل من يتآمر عليها من الداخل ومن الخارج.

وأقول لأبناء الصحوة الإسلامية في كل الدنيا، نحن إخوة، نحب لهذه الصحوة أن تزيدها التجارب فهمًا سليمًا وإخلاصًا في مواقفها. أنا كلي يقين أن هذه الأرض لا خلاص لها إلا بالصحوة الإسلامية الراشدة الداعية الى إفشاء القسط والعدل بعد أن مُلئت بالظلم والجور، كل شعوب الدنيا تشكو إلى الله وتدعو أن يخلصها من الغطرسة الأميركية والصليبية العالمية، والصهيونية العالمية، بسبب هذا الظلم. الآن الأرض تنتظر صوت المنقذ. أنا هذه قناعتي استنادًا إلى ما بشرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عودة الخلافة الراشدة، التي تملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد أن ملئت ظلمًا وجورًا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى