أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الاختلاف بين الأبناء وعلاقته بالغيرة

لما دقة- عاملة اجتماعية ومعالجة والدية

(جمعية سند لصلاح الأسرة وبناء المجتمع)

لماذا يتحلى كل منّا بشخصيته الفريدة عن الآخر؟ ولماذا لدينا ميّزات نختلف فيها عن الآخرين؟ وهل الاختلاف هو منبع قوة للبشرية أم هو مصدر خلاف ومشاكل؟

ينبع الاختلاف بين الأبناء من أكثر من مصدر: أسباب وراثية، تطور الجنين بالحمل، مسيرة الولادة، المزاج الشخصي للطفل (حساس عصبي، هادئ، منفعل.. إلخ) ومدى انسجام مزاج الطفل مع مزاج كل من الوالدين، الوضع الصحي، مكان الطفل بين الإخوة، عدد الإخوة، جنس الطفل، طبيعة علاقته مع هله، مميزات الأهل وقدراتهم الوالدية، الدين- عقيدة وخلق- طريقة مواجهة الضغوطات المتعلقة بالطفل والمتعلقة بالعائلة، أحداث حياتية مؤثرة، الظروف الاجتماعية والاقتصادية.

الدمج ما بين كل هذه العوامل يخلق اختلافات شاسعة بين الأولاد بشكل عام وبين أبنائنا بشكل خاص، ليتميز كل منهم عن الآخر. لكن هل هذه الميزات والاختلافات تنتج خلافات؟ تعالوا نستمع للحوار التالي بين الأم وابنتها سلمى:

سلمى: ماما لماذا لا نسافر خارج البلاد مثل دانا؟

الأم: لأننا لا نملك المال الذي يملكه أهل دانا.

سلمى: نفسي أعيش في عائله مثل عائلة دانا!

الأم: لكن لدينا في عائلتنا أشياء كثيرة لا تملكها دانا.

سلمى: ماما أنا مستعدة أن أتنازل عن كل شيء من أجل أن يصبح معنا المال، ونسافر خارج البلاد ونشتري الملابس الجميلة وهدايا كثيره مثل دانا.

الغيرة، هي إحدى الظواهر التي تنتج من الاختلاف بين الناس، هي شعور طبيعي لدى كل البشر. تدفعنا أحيانا نحو التنافس والتقدم. لكن في بعض الأحيان تؤدي الغيرة إلى نتائج سلبية- الى حسد وتمني زوال النعمة عن الغير. حيث تعيق التقدم وتولد ضغوطات نفسية سلبية (مثل غضب تجاه نجاح الآخرين أو شعور بالدونية الخ). وسنتطرق للحلول لهذه الظواهر السلبية لاحقا. تتراوح الغيرة بين شخص وآخر، بعضنا يغار بدرجة كبيرة والبعض الآخر لا يغار حتى في مواقف مسببة للغيرة. باستطاعتنا التنبه لغيرة سلبية لدى أطفالنا عن طريق الإصغاء لشعورهم في هذه المواقف، والنظر في كمية إعاقة هذه الغيرة لأداء الطفل في مهامه اليومية، مثلا: إذا كانت تؤدي إلى انحطاط في تصوره الذاتي أو تشويش في علاقاته الاجتماعية.

من هو الطفل الذي سيعاني من الغيرة السلبية؟

طفل يعيش ظروف حرمان عاطفي وطوّر الغيرة نتيجة الحرمان، أو إذا كان لدى الطفل أب أو أم يعبران عن غيرتهما من الآخرين (يتعلم الطفل الغيرة من الآخر بتقليد والده/والدته). أو إذا كان الطفل ذا مكانة منحطة في عائلته (بالنسبة لإخوته) فهو يعيش في مقارنة دائمة مع الآخرين.

ما هي الطريقة السليمة لمساعدة الطفل في هذه الحالة؟  نعالج مشاعر الغيرة، عن طريق الاعتراف بالمشاعر والتعبير عنها أولا (لا تقل لطفلك: “لا يوجد داعي للغيرة”. لا تلمه وتلصق عليه تهمة بالعار كقول: “أنت غيور/ أنت دائما تغار”. بل قل له: “هل تشعر بالضيق من مشهد ابن صفك الذي يملك كذا وكذا..”. على الأهل مساعدة الطفل باحتواء هذه المشاعر والتعايش مع الصعوبات والتفكير في كيفية التقليل من حساسية هذه المواقف عند الطفل، وبأي طرق، بإمكان الأهل عدم تطوير هذه الحساسية. عندما نقارن بين طفلنا وبين الآخرين فإننا نساعد على تطوير مشاعر الغيرة لديه. عندما نقلل من المقارنات بين طفلنا وبين الآخرين، وعندما نشجعه أكثر بأن يرى قدراته وتحصيله وتميزه، فإننا نقلل بشكل ملحوظ من قوة الغيرة ومن حساسية طفلنا لها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى