أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

شهادتي على انطلاقة العمل الإسلامي في كفر قرع (3)

الشيخ محمود عبد الجبار أبو عطا

بين الأعوام 1981 وحتى عام 1995، وبعد العام 1996، عمل الشيخ رائد صلاح في كفر قرع كثيرا للحفاظ على تميز الحركة الاسلامية، وأسهم في بناء عميق بناءً على قناعته المعروفة، واستمر ذلك حتى حظر الحركة الاسلامية عام 2015، وقد خرجت قيادات من كفر قرع أسهمت في البناء الدعوي والحركي المحلي والقطري (طبعا وكما هو معروف فإن الحركة الإسلامية في كفر قرع انقسمت عام 1996 إلى فريقين- وهذه الفترة سيكون لها تفصيلاتها المناسبة في حينه- بالذات على المستوى الشخصي).

لا ننكر في حال من الأحوال دور الشيخ عبد الله نمر درويش- رحمه الله تعالى- في كفر قرع، وانا أعرف ذلك شخصيًا، لكن ممّا لا شك فيه، ميدانيا وتراكميا وتاريخيا، أن الدور الكبير كان للشيخ رائد صلاح في كفر قرع والمنطقة، بل في كل البلاد.

بفضل من الله تعالى، رافقت العمل، يوميا عند بناء مسجد عمر بن الخطاب، طيلة أعوام، وقد افتتح المسجد رسميا في رمضان عام 1993، وأشغلت مهمة الإمامة والخطابة، رسميا، من عام 1993 حتى نهاية العام 2002، باستثناء مدة محدودة. كما وكنت عضوا في الإدارة المحلية للحركة الاسلامية في أغلب السنوات، وكنت رئيسا لها لسنوات أيضًا.

في كفر قرع، أسست مع باقي الأخوة مشاريع معسكرات العمل الإسلامية كان الأول منها في العام 1990 ثم توالت المعسكرات حتى عام 1998، كما وأسسنا فرقة للنشيد الإسلامي باسم “نداء الحق” (وأذكر أننا أصدرنا شريطا مسجلا)، ثم لجنة الإغاثة، ولجنة الزكاة، ولجنة الطلاب المحلية، ولا ننسى العمل الدعوي النسائي الكبير، وقد ساهمت زوجتي “أم الرائد” بشكل كبير منذ البدايات ولسنوات طويلة، هي وعدد من الأخوات اللواتي درسن الشريعة الاسلامية في (كلية الدعوة الاسلامية في شرقي القدس المحتلة – بلدة بيت حنينا)، ولاحقا في الثمانينيات كنا وزوجتي نتوجّه أسبوعيا وأحيانا كل شهر- وبمساهمة وتوجيه من الشيخ رائد صلاح- إلى أم الفحم لإحضار الداعية الأخت أميرة والأخت منتهى لإعطاء دروس دعوية بيتية في كفر قرع، وكان لهذا الجهد الدعوي للواعظتين الأثر الكبير في البلدة والحمد لله.

إلى جانب بداياتي الدعوية مع الشيخ رائد صلاح لسنوات طويلة، فإن هناك معرفة شخصية وقريبة مع قدامى أبناء الدعوة والحركة الاسلامية في مدينة أم الفحم، حتى أن كثيرا من الناس حينها وبعدها كانوا يظنون أنني من أم الفحم.

من بدايات العام 2003 وحتى العام 2015 عملت كصحفي وإعلامي، ثم مديرا للإعلام في مؤسسة الأقصى- وكانت مكاتبنا في منطقة الباطن في مدينة أم الفحم (لهذه الفترة تفاصيلها الكثيرة كوني كنت قريبا جدا من فضيلة الشيخين رائد صلاح وكمال خطيب بما يخص ملف المسجد والاقصى والقدس والمقدسات).

 

عرفت الشيخ كمال خطيب في مرحلة مبكّرة

تشرفت بالتعرف على الشيخ كمال خطيب في مرحلة مبكرة جدا، وقد جالسته أول مرة عندما كان طالبا في كلية الشريعة في الخليل، خلال زيارة قمت بها إلى الخليل وكان الشيخ كمال يسكن قريبا من مسجد الحرس، وعلى ما أذكر كان من بين الحضور: الشيخ رائد صلاح، والشيخ هاشم عبد الرحمن، والشيخ حسن مرعي من قرية الفريديس. ثم بعد ذلك عايشت الشيخ كمال خطيب، عن قرب، دعويا وإداريا في منطقة الجليل، عندما كنت إماما وخطيبا في أحد مساجد بلدة الجديدة (1987-1989) حسبما أذكر والله أعلم. كان الشيخ كمال خطيب حينها، مسؤولا ومربيا لنا أنا وعدد من الأخوة والمشايخ في منطقة الجليل. ولا أنسى الجلسات في بيت شيخنا وحبيبنا الشيخ فتحي زيدان من كفر مندا، عندما كان إماما وخطيبا في أحد مساجد قرية كابول.

 

الشيخ رائد يحل إشكالا بكفر قرع وهو في السجن

عندما كان الشيخ رائد صلاح سجينا في ملف “رهائن الأقصى” بين الأعوام 2003-2005، ساهم في حل إشكاليات عصفت في بلدتي كفر قرع، فأرسل رسالة من داخل السجن، توجّه فيها إلى اهالي كفر قرع، وقد طُبعت وجرى توزيعها على كل بيوت البلدة، وقد أسهمت تلك الرسالة في تهدئة الأوضاع، ثم الصّلح بين أهلنا الأحباب. للشيخ رائد صلاح محبة وتقدير خاص في كفر قرع، بسبب دوره المذكور وأكثر.

كل من عرفني طيلة أكثر من 40 عاما، يعرف مدى محبتي وتقديري لفضيلة الشيخ رائد صلاح، وقربي منه على المستوى الشخصي والعائلي، فقد كان الشيخ رائد صلاح، قريبا مني وخير معين لي في كل تفاصيل مراحل حياتي منذ الصف العاشر وحتى السنوات الأخيرة (من أول يوم عرفته كنيت نفسي باسمه “أبو رائد”). كما لا أخفي قربي كثيرا من الشيخ عبد الله نمر درويش- رحمه الله تعالى- في بعض المراحل الدعوية، ولهذا تفصيلاته ربما أتعرض لها في مرحلة لاحقة، إن شاء الله تعالى.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى