المحامي خالد زبارقة: مسيرة المستوطنين الاستفزازية كانت هزيلة واحتشاد أهلنا لحماية مقدساتهم ووجودهم أسقط رهانات المأفونين
طه اغبارية
حيّا المحامي خالد زبارقة، عضو اللجنة الشعبية في مدينة اللد، وقفة جماهير اللد والرملة الحضارية، مساء الأحد، واحتشادهم لحماية مقدساتهم ووجودهم في وجه مجموعات المستوطنين التي اقتحمت اللد والرملة، مساء أمس الأحد، في مسيرة استفزازية عنصرية.
وقال زبارقة لـ “موطني 48” في معرض قراءته لأهداف ونتائج مسيرة المستوطنين، إن “هذه المسيرة، هي الأولى من نوعها التي تقوم بها المجموعات اليهودية المتطرفة القادمة من بؤر الكراهية والإرهاب في المستوطنات الإسرائيلية، بحجة الاحتجاج وممارسة الحق في التظاهر، ولكن شعار المسيرة كان عنصريا وموجّهًا ضد الوجود العربي في اللد والرملة. كنّا في اللجنة الشعبية قد قلنا في لقاءات، قبيل المسيرة، مع الشرطة والبلدية، إنه لا يمكن أن يكون هدف هذه المسيرة مشروعا، وأن يقوم القانون والشرطة بحماية الأهداف العنصرية لهؤلاء الأوباش، والتي تتمحور في نشر الكراهية ضد العرب في اللد والرملة”.
وأوضح زبارقة أن “المجموعات التي نظّمت المسيرة، هي مجموعات متطرفة يقودها بن غفير وسمخا روتمان وأمثالهما مع النواة التوراتية المتواجدة في اللد، كان هدفهم بطبيعة الحال استفزاز مشاعر الفلسطينيين في اللد، ومحاولة تهويد الحيز العام في المدينة وممارسة التهديد للوجود العربي وشرعنة تهديد هذا الوجود، ليتم لاحقا استهداف وجودنا بشكل مباشر”.
واستدرك بالقول “لكن أهداف هذه المسيرة باءت بالفشل الذريع، حتى من حيث عدد المشاركين فيها، ثم بفضل الله وهبة ووقفة أهلنا، بالرغم مما تعرضت وتتعرض له اللد منذ أحداث هبة الكرامة وإلى يومنا هذا، من: ضربة أمنية وشرطية على المجتمع العربي في اللد وتدخل جهاز الأمن (الشاباك) والإعداد الكبيرة للمعتقلين (نحو 300 معتقل)، وتقديم لوائح اتهام (نحو 43 لائحة اتهام) ضد الشبان، هذا إلى جانب الملاحقات المتواصلة والتعذيب داخل أقبية الشاباك والسجون الإسرائيلية. رغم كل هذا الاستهداف، كان حضور أهلنا بالأمس لافتا وقويا، سواء أمام المسجد الكبير في اللد أو حول المساجد الأخرى في المدينة”.
وأضاف “كان مهما جدا، ألا يختفي الوجود العربي في هذا اليوم، فقد ظنّ هؤلاء أن يختبئ العرب خلال المسيرة، لكنهم خرجوا من بيوتهم ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي وفتحوا محالهم التجارية، لم ولن نسمح أن يمس روتين حياتنا كعرب في المدينة بأي حال من الأحوال”.
وأثنى عضو اللجنة الشعبية في اللد، على الوفود التضامنية العربية من خارج اللد، وفد النقب وعلى رأسه الشيخ أسامة العقبي، ووفد يافا تقدّمه عضو الكنيست الدكتور سامي أبو شحادة.
وحول الرّسالة التي أراد أهل اللد والرملة إيصالها من خلال وقفتهم واحتشادهم، شدّد المحامي زبارقة “كانت رسالتنا في اللد أننا نريد أن نحمي مساجدنا وبيوتنا وممتلكاتنا، فكان التفافنا حول المساجد من أجل إظهار حقيقة هؤلاء الأوباش، وأنّهم جاؤوا للاعتداء على العرب وتهديدهم، هم تصرفوا بهمجية وعنصرية، بينما كان العرب يحمون مساجدهم بصورة حضارية، فكانت رسالتنا سامية وراقية، ونجحنا في تمريرها بشكل حضاري ومسؤول وبتوازن صحيح مع الحدث”.
وكشف زبارقة “قبل هذه المسيرة مورست علينا ضغوط من قبل البلدية والشرطة من اجل أن نصمت ونجعل المسيرة تمرّ دون أن نرفع صوتنا، ولكننا قمنا بإصدار بيان واضح، الأسبوع الماضي، ضد المسيرة، وحركنا الشارع اللداوي نحو الهدف الصحيح، كذلك كانت خطبة الجمعة للشيخ يوسف الباز في المسجد الكبير والتي حدّدت معالم الصراع. وأكدنا أننا لا نريد الاحتكاك مع هؤلاء، ولكن لن نسمح أن يتم المسّ بحياتنا الطبيعية بأي شكل من الأشكال وناشدنا أهلنا وشبابنا التواجد بالمساجد، لأنه كانت هناك تخوفات فعلية من قيام هؤلاء الأوباش باعتداءات على ضوء ما حدث في هبة الكرامة. يمكننا في نهاية الأمر التأكيد أن مسيرة هؤلاء العنصريين كانت فاشلة وكل رهاناتهم على تهديدنا وانكفائنا كانت خاسرة”.
في سياق متصل، تعرض المحامي خالد زبارقة والمحامي تيسير شعبان للتحريض من قبل رئيس بلدية اللد المتطرف يئير رفيفو، وذلك في أعقاب بيان اللجنة الشعبية في اللد، الأسبوع الماضي، الذي كان ضد المسيرة. وقد نشر رئيس البلدية رسالة صوتية وزّعها على مجموعات الواتس أب تضمنت تحريضا سافرا على زبارقة وشعبان. صرّح المحامي زبارقة معقّبًا “كان هذا التحريض انعكاسا للنقاشات الداخلية في الغرف المظلمة بين رفيفو وبين المتطرفين في بلدية اللد، ونحن نحمل رئيس البلدية مسؤولة أي أذى قد يصيبنا أنا وزميلي تيسير شعبان جراء هذا التحريض المنفلت”.