خبر ووجهة نظر.. منصور عباس يدخل على خط “ترطيب” العلاقات الأردنية الإسرائيلية

طه اغبارية
في الوقت الذي تضرب سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمقتل، ما يسمى (الستاتوس كو) والوصاية الأردنية على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث تعيث المؤسسة الاحتلالية في المسجد تهويدا وتصعيدا وتوفر كل وسائل الحماية لمستوطنيها الذين “يتدرجون” في تمرير طقوسهم التلمودية داخل الأقصى خلال اقتحاماتهم لساحاته، في هذا الوقت حطّ الدكتور منصور عباس، عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس القائمة الموحدة، الشريك في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، في القصر الأردني بالعاصمة عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
دخل عباس القصر الأردني والتقى الملك عبد الله، اليوم الثلاثاء، ضمن مسار إسرائيلي لـ “ترطيب” العلاقات الأردنية الإسرائيلية التي خرّبها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، وسبق منصور عباس في جهود ترطيب العلاقات، رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بنيت، والرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ، ووزير الأمن بيني غانتس، ووزير الخارجية يائير لبيد.
وفق ما رشح من معلومات عن لقاء العاهل الأردني- عباس، فإن الأخير شكر الملك عبد الله على جهوده للحفاظ على ما يسمى “الستاتوس كو” في الأقصى، في حين أن الذي يضرب الوصاية الهاشمية على المقدسات والمسجد الأقصى تحديدا هي الحكومة الإسرائيلية التي مثّلها الدكتور منصور عباس في هذا اللقاء الذي حظي بموافقة نفتالي بينيت.
هل تحوّل الدكتور منصور عباس ممثلا للحكومة الإسرائيلية في الإقليم لتخفيف حدة التوترات التي تسببها الممارسات الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته عند الدول العربية المطبّعة مع الإسرائيلي؟! لأن النظام الأردني يجب أن يكون معنيا بتوتير العلاقات مع المؤسسة الإسرائيلية التي تهدد دوره في القدس ووصايته على المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
الزجّ بمسلم عربي فلسطيني للتهدئة وإعادة الدفء للعلاقات مع تل أبيب التي زادت اعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك في ظل حكومة بينيت-لبيد-عباس، يعني بكل موضوعية شرعنة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، لأن المملكة الأردنية الهاشمة مطالبة بأخذ دورها الحقيقي في المسجد الأقصى ووضع حد لاقتحامات المستوطنين والجهود الإسرائيلية المحمومة لتقويض الدور الأردني أو حتى في البحث عن دول أخرى لاستلام الإرث الأردني في القدس وفق معيار مفاده قبول هذه الدول المطبّعة بالأجندات الإسرائيلية المعادية للأقصى والشعب الفلسطيني.



