أخبار عاجلةمقالات

أنت ياقوتة مكنونة بحجابك مصونة

أمية سليمان جبارين (أم البراء)

في ظل الهجمات الشرسة من قبل الجمعيات النسوية تارة ومن قبل من يدّعون أنهم من الكُتّاب والإعلاميين تارة أخرى على كل ما هو إسلامي، وبالذات الهجمات المتكررة على الحجاب حيث يدّعي هؤلاء المأجورون أن الحجاب ما هو إلا صورة من صور الظلم المجحف بحق المرأة، وتسَلّط الذكر عليها بإجبارها على لبس الحجاب، وأن عهد الحجاب قد ولّى منذ زمن.
2- فها هي الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي (المعتنقة للإسلام في سنوات الستينات) تُفتي لنا! وتقول إن الحجاب ليس فرض وإنما هو لباس أو زي للنساء بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- وها هو الكاتب شريف الشوباشي يُطلق حملة مليونية لخلع الحجاب في ميدان التحرير على غِرار ما قامت به هدى شعراوي في سنة 1921.
3- والممثلة صابرين تخلع الحجاب وتقول (إن الحجاب رمز لقمع النساء).
وغيرهم الكثير ممن جعلوا أنفسهم أبواقا لمحاربة الإسلام لغاية في نفس يعقوب أو نكاية بالإسلام وأهله.
وهنا أود أن أتوجه بسؤالي إلى كل أنثى خلقها الله عز وجل، سواء كانت شابة يافعة أو امرأة مكتملة النضوج أو إمرأة تقدمت بها سنون العمر، هل أنتِ مؤمنة بالله؟! وهل تؤمنين أن أي فرض أو حكم من الله هو لصالحنا بالمطلق؟!
إذا كان جوابك لا والعياذ بالله فلا حاجة لأن تقرأي ما سأكتب عبر مقالتي هذه، وإن كان جوابك بنعم أنك تؤمنين بالله وتؤمنين بكل فروضه وأحكامه التي شرعها لنا في القرآن والسنة فإنني أطلب منك يا غاليتي أن تقرأي بتدبر وبموضوعية ما سأكتب لك بقلب مُحبة تتمنى لك كل الخير بالدنيا والآخرة.
بداية، نحن نعلم أن أجمل مخلوقات الله الإنسان لقوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، وقوله جل جلاله: (وصوّركم فأحسن صوركم)، فمن خلال هذه الآيات يُخبرنا وُيعلمنا الله أن الإنسان (الرجل والمرأة) أحسن وأجمل مخلوقاته، فمن البديهي أن تكون المرأة أجمل من الرجل ِلما حباها الله به من رقة وحنان، وأنوثة، إذن فمن الطبيعي أيضا أن نحافظ على هذا المخلوق الجميل ونهتم به خوفا أن يصيبه أي سوء أو مكروه تماما كما نهتم بأشيائنا الثمينة حيث نغلفها ونضعها في مكان مناسب خوفا عليها من العطب لأنها حساسة. وكذلك المرأة ذلك المخلوق الناعم الجميل، علينا حمايته وإبعاده عن متناول أيدي أصحاب النفوس الضعيفة الذين يطمعون بالمرأة إذا كانت تُظهر هذه المفاتن والميزات، لذلك جاء أمر الله لكل النساء دون استثناء أن يرتدين الحجاب لقوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين) صدق الله العظيم. أمر واضح وصريح لا لُبس فيه ولا تشكيك، فعلى المرأة الحُرة العفيفة أن تبادر هي من تلقاء نفسها للبس الحجاب تنفيذا لأمر الله حتى من غير وصاية أو توجيه من أحد، لِما في الحجاب من خير لها.
قد تقول بعض الفتيات أنا مؤمنة ومقتنعة بفرضية الحجاب، لكنه يجعلني بشعة، أو يُظهر مساوئي، فأقول لها لو كانت لديك ثقة بنفسك لتقبّلتها كما هي ورضيت بشكلك كما هو، لأن الجمال الحقيقي جمال الروح والقلب بل على العكس أقول لك عزيزتي: الحجاب يستر عورات الجسد والتقوى تستر عورات القلب.
وقد تقول أخرى: لا أستطيع لبس الحجاب فأنا ما زلت صغيرة أريد أن أعيش وأن أبرز مفاتني وجمالي لدي الوقت الكافي لارتداء الحجاب (صراحة لبس الحجاب كمن تدفن نفسها بالحياة) فأقول لك بنيتي لا تظني أن هذه السعادة التي تشعرين بها وانت تتبذلين وتتعرين وتبرزين المفاتن والزينة للمحارم هي سعادة حقيقية!!! صدقا لو جلست مع نفسك لحظة صدق حقيقية لعلمت أنك تجعلين من نفسك كقطعة حلوى مكشوفة يتهافت عليها الذباب من كل حدب وصوب يفرغ جُلّ جراثيمه وأوساخه على تلك القطعة فيصيبها العفن والتشوه، بينما الحلوى المُغلّفة بورق السوليفان النظيف والجميل تُحافظ على قيمتها وطعمها من المؤثرات الخارجية فتبقى هي الأغلى والأكثر قيمة.
لكن لو كان الحجاب موضة في أوروبا للبسته جميع بنات المسلمين من غير تفكير ولا نقاش (لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه).
وهناك من تدّعي أن الإسلام فرّق بين الرجل والمرأة وإلا لماذا لم يفرض لباس معين على الرجال؟!
وهنا أعود وأكرر أن الإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة لا بالتكليف ولا التشريف فلكلاهما نفس العمل ونفس الثواب والعقاب في كل الأحكام الشرعية، لكن كما جعل الله ذروة سنام الإسلام لدى الرجال الجهاد في سبيل الله لمشقته عليهم، فقد جعل العفاف ذروة سنام الإسلام لدى المرأة وقد تستغرب إحدانا هذا التصوّر!! ولكن لا وجه للغرابة بذلك فالرجل بجهاده يحمي حدود الوطن الخارجية، والمرأة بحجابها وعفتها تمنع تفكك المجتمع والأسر. فإن المرأة حين تتحجب وتتستر باللباس الشرعي فإنها بذلك تمنع التحرش بالرجال!! نعم التحرش بالرجال الذي يؤدي بصورة تلقائية للتحرش بالنساء!! الذي يؤدي في أغلب الأحيان للسقوط في الرذيلة والعياذ بالله فأنت يا من لست محجبة عندما تتبذلين وتتفننين وتلاحقين الموضة في العري فأنت من غير أن تدري تتحرشي بالرجال من غير كلام ومن غير لمس، لأن ملابسك الفاضحة تنادي على الرجال أن هلمّوا تعالوا وتحرّشوا بي، وحوادث التحرش الجنسي المنتشرة والمتزايدة بوتيرة عالية في هذه الأيام خير شاهد ودليل.
وهنا أريد أن أقص عليك بنيتي هذه القصة التي شاهدتها قبل فترة على محطة إقرأ حيث كانت مقابلة مع أحد القتلة المغتصبين للفتيات في مصر، حيث كان هذا الشاب يغتصب البنات ثم يقوم بقتلهن وفي سياق المقابلة معه سألته الباحثة الاجتماعية: لماذا كنت تغتصب تلك الفتيات؟! فأجاب لا دخل لي السبب لباسهن الفاضح المغري الذي ينادي على الشباب هيت لك!! وعندما سألته الباحثة: لو رأيت أحدا أراد التحرش بامرأة متحجبة ماذا تفعل؟ أجاب بكل وضوح أقتله وفي إستفتاء آخر شاهدته على إحدى القنوات كان المذيع يسأل الشباب في الشارع بشكل عفوي هل يمكنك التجرؤ على معاكسة الفتاة المحجبة؟! فكان الجواب الغالب: أكيد لا أتجرأ بل إنني أنحني احتراما لها.
فيا أختي ويا بنيتي لا تقبلي أن تكوني ممن عصين الله ورفضن أوامره بل كوني الملكة والسيدة والوريثة التي تستحق نعيم الله في الأرض وجنانه والخلود فيها في السماء. كوني بحجابك الرباني كالشمس تسطع نورا ولا يقوى أحد على التحديق فيها.
فألف تحية لك أختاه المحجبة كم أنت في عفافك رائعة وجميلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى