أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

على موعد قريب مع جيل التغيير

صحيفة المدينة
في رحم هذه الأحداث يتخلق جيل ليس ككل جيل، هو جيل التغيير الذي بشّرنا به القرآن الكريم في قول الله تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) والذي تحدث لنا القرآن الكريم عن دوره في قوله تعالى: (ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة) والذي وصف لنا القرآن الكريم أدبه في قول الله تعالى: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)، وهو جيل التغيير الذي بشّرت به السنة النبوية في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله)، والذين تحدثت لنا السنة النبوية عن دورهم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحيون كتاب الله ويحيون سنتي، والذين وصفت لنا السنة النبوية أدبهم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطّعان ولا اللعان، ولأن جيل التغيير هذا قد بشر به القرآن الكريم والسنة النبوية وقد تحدثا عن دوره ووصفا أدبه، فإن ميلاده القريب حتمي وقد بات على الأبواب ولن تنجح كل قوى الشر على اختلاف شعاراتها ولغاتها وراياتها ومؤامراتها بوأد ميلاد هذا الجيل، لأن حتمية ميلاده أقوى من كل حتمياتها المدّعاة، ولأن ميلاده قدر رباني وهل هناك راد لقدر الله تعالى، ولأن استواءه على سوقه وعد من الله ولن يخلف الله وعده، ولأن ظهوره بحقه على كل ما ناوأه من باطل هو سنة إلهية ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا، لكل ذلك فان ميلاده القريب قادم، وانتصابه على طريق الحق قادم، وسيره السويّ نحو التغيير قادم، وها أنا أراه اليوم بعين البصيرة، واسأل الله تعالى أن أراه غدا بعين البصر، وسلفا تعرفوا على خصائصه حتى تعرفوه عندما تبصرونه ولا تخطئوا بالإشارة إليه، وحتى يجتهد كل واحد منا الآن أن يتحقق بهذه الخصائص عساه أن يكون من جيل التغيير هذا أو ممن يدور في فلكه وذلك أضعف الإيمان، وحتى ندعم مسيرته إن لم نكن جزءا من مسيرته، وحتى نتقي الله فيه ونحسن أدب التعامل معه، ونحفظ له أدب اللسان والقلم، وسلامة الصدر والسر والسريرة، وحتى لا نتوانى عن نصرته ولو بالدعاء في ظهر الغيب، تعرّفوا على خصائه:
هو جيل رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
هو جيل عاضّ بنواجذه على كل ثوابته الإسلامية العروبية الفلسطينية.
هو جيل فخور بانتمائه إلى تاريخ وحضارة إسلامية عربية، وفخور بانتمائه إلى أمة إسلامية عالم عربي وشعب فلسطيني.
هو جيل فخور بلغته العربية، وفخور أن يتحدث بها في كل شؤون حياته، ويجتهد ألا يرضى بأي لفظ أو تعبير أو مصطلح بديل عنها، بغض النظر عن مصدر هذا اللفظ أو التعبير أو المصطلح، حتى تبقى اللغة العربية مميزا هاما من هويته وشخصيته وانتمائه.
هو جيل حريص على نصرة القضايا الإنسانية بعامة، وعلى نصرة القضايا الإسلامية والعربية بخاصة، وعلى نصرة القضية الفلسطينية ونصرة كل ثوابتها بإخلاص يأبى عليه أن يتاجر بها، أو أن يتخذ منها شعارات للاستهلاك وجني الأرباح.
لأنه كذلك فهو جيل يدعو إلى أن تسعد الأرض بالقسط والعدل والسلام العالمي في الوقت الذي يخنقها الآن الظلم والجور وقوى الإمبريالية والاستبداد ومصاصي دماء الشعوب وعرق جبينها.
ولأنه كذلك فهو جيل يدعو إلى نصرة القدس والمسجد الأقصى المباركين ورفع القيود وأذى الاحتلال الإسرائيلي عنهما.
ولأنه كذلك فهو جيل يدعو لإقامة دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس المباركة، وإلى التمسك بحق العودة وحق المهجّرين، ونصرة أسرى الحرية وحفظ كرامة الشهداء والجرحى.
ولأنه كذلك فهو جيل يدعو إلى حفظ مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، وحفظ هويته وانتمائه ولغته وأخلاقه وسلوكه وولائه بكل أصولها الإسلامية العروبية الفلسطينية.
ولأنه كذلك فهو جيل يدعو ويعمل على تحقيق مشروع المجتمع العصامي في مسيرة مجتمعنا في الداخل الفلسطيني كمقوم أساس لصمود هذا المجتمع في أرضه وبيوته ومقدساته.
هو جيل يسعى لتمكين مجتمعنا كل مجتمعنا في الداخل الفلسطيني وحمل همومه ونصرة قضاياه مع حفظ سلامة النسيج الاجتماعي لهذا المجتمع وتحويل مظاهر تعددياته الدينية والسياسية والجغرافية إلى مصدر قوة وتماسك لا مصدر ضعف وتفكك.
هو جيل يمقت أكثر ما يمقت الطائفية العمياء والحزبية العصبية والعنف الأهوج والنفعية الرخيصة والأنانية الهوجاء والفجور الأخلاقي.
هو جيل يرحّب بالحوار ويرى فيه ضرورة، ويصر أن ينضبط هذا الحوار بأدب خالص بريء من لغة التخوين والتكفير والتجريح وسلاطة اللسان وانحراف القلم وإشاعة الشتيمة والتنابز بالسباب وغلظة الألفاظ وسقط الكلام.
هو جيل يأبى على نفسه أن يجعل من فهمه وفكره وطموحه وإرادته رهينة للعبة الكنيست التي لا يزال يتضح عوارها.
هو جيل يأبى الانجرار تحت أي مبرر وراء صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية ووراء أجنداتها.
هو جيل يدرك أن الوقت هو الحياة، ولذلك فإن وقته أثمن من أن يضيعه على (قيل وقال) مستهجن ومرفوض ولا محل له من الإعراب ولا يسمن ولا يغني من جوع.
هو جيل يرى في لجنة المتابعة العليا على صعيد الداخل الفلسطيني مشروعا وطنيا لا بد من صيانته ودعمه وتحسين دوره وتقوية إمكانياته وحتى يتم ذلك لا بد من انتخاب مباشر للجنة المتابعة.
هو جيل يرى بالنقد والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة لا بد منها في مسيرة مجتمعنا في الداخل الفلسطيني حبا بهذا المجتمع وحرصا على استقامة مساره، مع الإصرار على أداب النقد ونقاء النصيحة وأداء مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.
هو جيل يرفض الإكراه الفكري أو التسلط الفكري أو سياسة كسر الأقلام وتكميم الأفواه بشرط الحفاظ على المناخ الصافي الذي يتحرى الحقيقة ويتمسك بأدب القول.
هو جيل لن ينكسر للمؤسسة الإسرائيلية مهما طاردته بلغة الاضطهاد الديني والتمييز القومي والمطاردة المخابراتية ولغة السجون ونبرة التهديد والوعيد وسوط الحظر.
هو جيل يحب الحياة ولكنه لا يحرص عليها ويصر على أن تكون في سبيل الله تعالى ثم في سبيل نصرة كل قضايانا الإسلامية العروبية الفلسطينية ثم الإنسانية، ولا يحرص على المتاعب والشدائد واللأواء، ولكن إذا نزلت عليه سيثبت بإذن الله تعالى، ولن يرتد عن طريقه.
هو جيل يتحلى بخطاب التفاؤل ولسان حاله ومقاله سيبقى يردد (إعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا)، والله غالب على أمره، وانتظار الفرج من العبادة.
هذه خصائص جيل التغيير هذا، وهو قادم، وقدومه قريب ويقين لا ريب فيه، وله جذوره الضاربة في أعماق أرضنا، وله وجوده الممتد في الجليل والمثلث والساحل والنقب، وإلى هذا الجيل المرتقب سنكتب كثيرا في قادمات أعداد صحيفة المدينة. أليس الصبح بقريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى