ضمن الحرب على المحتوى الفلسطيني… “فيسبوك” يحذف صفحة “صحيفة فلسطين” بعد وصولها لـ 2.2 مليون متابع

حذف موقع التواصل الاجتماعي الشهير “فيسبوك” صفحة “فلسطين أون لاين” الخاصة بصحيفة فلسطين اليومية الصادرة في قطاع غزة تعسفيا دون إبداء الأسباب.

وقالت إدارة الصحيفة في بيان، إنها تفاجأت بإقدام “فيسبوك” على حذف “فلسطين أون لاين”، مساء الجمعة الماضية، بعد سلسلة تضييقات غير مبررة استهدف أغلبها حذف المنشورات والأخبار المرتبطة بتغطية الشأن الفلسطيني وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

وتجاوز عدد متابعي “فلسطين أون لاين” قبل حذفها أكثر من 2.2 مليون متابع من مختلف دول العالم.

وأشار البيان إلى أنه قبل إغلاق الصفحة أقدمت إدارة “فيسبوك” على حذف حسابات عدة لمديري ومحرري “فلسطين أون لاين”، ومنع استخدام العديد من المميزات.

بدوره استنكر مدير تحرير الصحيفة مفيد أبو شمالة حذف الصفحة، عادًّا أنها “خطوة تعسفية” أقدمت عليها إدارة فيسبوك في سياق محاربة المحتوى الفلسطيني وإخفائه عن الجمهور، مقابل الانحياز للاحتلال وإفساح المجال له لنشر روايته دون أي معيقات.

وقال أبو شمالة: إن “فريق العمل الخاص بـ”فلسطين أون لاين” التزم منذ إطلاق الصفحة في 8 فبراير 2010، بمعايير سياسة مجتمع فيسبوك، وحرص على تقديم رسالة مهنية موضوعية”.

وأوضح أبو شمالة أن تقييد الوصول إلى الصفحة بدأ منذ منتصف العام الجاري، مع التغطية الإعلامية الواسعة التي رافقت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مطلع مايو الماضي.

وطالب أبو شمالة إدارة “فيسبوك” بالتراجع عن حذف الصفحة وإعادة تفعيلها دون قيود على معدلات الوصول والنشر للجمهور، والالتزام بالأهداف المُعلنة لفيسبوك التي تتحدث عن “تمكين الأشخاص من إمكانية المشاركة لجعل العالم أكثر انفتاحًا واتصالًا”.

وبذلت إدارة صفحة “فلسطين أون لاين” خلال اليومين الماضيين جهودا واسعة للتواصل مع إدارة فيسبوك، بهدف إعادة تفعيل الصفحة، ولكن دون أي استجابة تذكر حتى هذه اللحظة.

وكان مركز صدى سوشال قد وجه رسالة شديدة اللهجة إلى مديرة قسم السياسات العامة في فيسبوك بالشرق الأوسط نشوى حسين، قدم خلالها شرحًا للتضييق الذي ارتفعت وتيرته مؤخرًا تجاه المحتوى الفلسطيني.

وجاءت الرسالة عقب محاربة الفيسبوك للعديد من الكلمات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وإدخالها حيز الكلمات المحظور تداولها عبر الموقع الأزرق، ما عرض مئات الحسابات والصفحات الفلسطينية للعقوبات المتنوعة من إدارة فيسبوك، ووصلت هذه العقوبات إلى إغلاق حسابات وصفحات عمرها يصل لأكثر من 10 سنوات.

وبين مدير مركز صدى سوشال إياد الرفاعي أن إدارة فيسبوك أصبحت تحاسب مستخدمي الموقع على منشوراتهم بأثر رجعي، بحيث تفرض عقوبات على حسابات وصفحات استخدمت كلمات في منشوراتها قبل سنوات، وعندما حظر الموقع استخدام هذه الكلمات، أصبح الموقع يفرض عقوبات بأثر رجعي على ناشري هذه الكلمات.

وطالب المركز إدارة قسم السياسات بالنظر بعين الموضوعية للحالة الفلسطينية، والأخذ بعين الاعتبار أن من حق الفلسطينيين استخدام فيسبوك للتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم كما يفعل مستخدمو هذا الموقع حول العالم.

وأشار المركز أنه ورغم اعتراضه وتحفظه على حظر كلمات معينة، إلا أنه أيضًا يرى من غير العدل سن سياسات جديدة وحظر كلمات معينة ومحاسبة مستخدميها بأثر رجعي، فالعديد من المستخدمين لم يكن لديه العلم بأن مثل هذه الكلمات من شأنها تعريض بياناتهم وحساباتهم الشخصية والعملية لخطر الضياع.