يعيش الشعب المصري ويسقط نظام السيسي

المحامي علي حيدر
إن المشهد المصري الراهن، المفاجئ والشجاع، والذي تخرج من خلاله المظاهرات في الكثير من المحافظات المصرية، هو مشهد؛ يحرك الميدان، يعيد الأمل ويحي الثقة بالشعب المصري. ان الحراك الشعبي والعفوي، الذي يطالب بشكل واضح وصريح برحيل الرئيس المستبد والطاغية عبد الفتاح السيسي هو كسر لحاجز الخوف وتحدي لسلطة الحاكم المستبد الذي قمع الحريات السياسية وأسهم اسهاما كبيرا في تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
إن هذه الشرارة الجديدة للحراك الشعبي والغير مخطط لها من قبل قوى سياسية معينة أو من قبل نخب معروفة، تعبر عن غضب حقيقي لدى أبناء الشعب المصري الراغبين في تحقيق طموحاتهم وآمالهم في العدالة والديمقراطية والكرامة والحرية.
نحن أمام لحظة مهمة في تاريخ الشعب المصري، مرحلة تثير الكثير من الاسئلة.
عبد الفتاح السيسي رفع شعار مكافحة الارهاب، وهو بنفسه مارس الارهاب الذي أدى الى قتل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وإلى أعتقال الناشطين السياسيين وذوي الرأي وضرب المعارضة وتعطيل مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والبرلمان والحكومة والمؤسسات…الخ.
من الصحيح ان هنالك عدم وضوح وضبابية تكتنف شخصية محمد علي المقاول والفنان الذي كان مرتبطا بالنظام، والذي بث الفيديوهات التي أشعلت وألهمت الاحتجاجات الا أنه كما يبدوا فقد خرجت الامور من بين يديه، وتلقاها الشعب المصري المتعطش للحرية.
لا نعرف ما الذي تخبئه وتخفيه الايام القادمة، وكيف ستستجيب وتتعامل القوى العسكرية والجماهيرية مع هذا الحراك، في ظل وجود رئيس لا يبدوا أنه سوف يفرط بسرعة بالسلطة.
نحيي الشعب المصري على روحيته الثورية وعلى مبادرته وصموده وقوة ارادته.