أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

رئيس الموساد يوسي كوهين يستعد لخلافة نتنياهو

قال يوسي كوهين رئيس الموساد، إنه معني بأن يرث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي سبق وأشار نحوه كأحد المرشحين لخلافته.
وفي حديث مع صحيفة ” يديعوت أحرونوت” قال يوسي كوهين إنه تحقق من مقولة نتنياهو حول خلافته في واحد من اللقاءات المغلقة قبل سنوات، واليوم بعدما بدا أن نتنياهو دخل مرحلة النهاية تلقى مكالمات تستفسر عما إذا كان معنيا بهذه الورثة.
وعن ذلك يضيف: “نعم. بطبعي أنجذب للقيادة والريادة في السياسة والدبلوماسية والقضايا الاستراتيجية، وربما تدفعني هذه للتفكير بأمر ما بهذا الاتجاه”.
كوهين الذي تنتهي ولايته في رئاسة الموساد عام 2021، يقول إنه سيصغي ويفكر جيدا بهذا الخيار بعد انتهاء عمله في الموساد رغم أن آلاف الردود الإيجابية قد وصلته بعدما نشر موضوع وراثة نتنياهو. وردا على سؤال لماذا صدرت عن نتنياهو مقولة الوريث؟ يرجح كوهين أن الدافع لذلك رغبته بعدم فتح المجال للقول إن نتنياهو لم يربّ وريثا يخلفه”.
وتابع: “بالمناسبة نتنياهو لم يقل ذلك مرة واحدة، فقد قال عدة مرات إنني أستطيع أن أكون رئيسا للحكومة”. وتقول الصحيفة إن كوهين المقرب جدا من نتنياهو بخلاف رؤساء سابقين في أجهزة الأمن الإسرائيلية، هو نجم كبير وتتمتع شخصيته بالكاريزما المتوفرة لدى نتنياهو، وبمظهر وسيم مثل بيني غانتس، وصاحب تجربة وعلاقات مع دول عربية وأجنبية وقدرات إقناع وتجنيد، خاصة أنه واحد من أهم مجندي العملاء في الموساد. وتنقل الصحيفة عن زميل له قوله إن كوهين مهتم جدا بشكله الخارجي وبصورته: “عندما كنا نذهب بحذاء رياضي كان كوهين يصل للمكتب بحذاء جلدي فاخر وبقميص أبيض وبيده قميص آخر ليستبدله خلال النهار”.
محترف في تجنيد العملاء
وتنوه “يديعوت أحرونوت” إلى كون يوسي كوهين رئيس سابق لـ”مجلس الأمن القومي” وابنٌ لعائلة يهودية متدينة من القدس. لكنه شخصيا غير متدين وحائز على جوائز تقدير على أعماله ومبادراته داخل وحدة “تسومت” لتجنيد العملاء في الموساد. كما تنقل عن زميل سابق له قوله إن هناك غيرة لدى بعض زملائه في الموساد ممن حاولوا في الماضي إلصاق صورة “الرجل الوسيم” له وتجاهل قدراته وثقافته الواسعة.
ويضيف: “كان لكوهين شخصيا دور في قرار الرئيس الأمريكي ترامب بفرض عقوبات قاسية على إيران بعدما التقاه في البيت الأبيض ووضع بين يديه تقارير مفصلة “. ويرى زميل آخر أن كوهين فعلا في طريقه لقمة العمل السياسي في إسرائيل بعدما هرب الجيّدون من الساحة بسبب نتنياهو، أو لأن هذا جفف مياهها فلم يبقِ فيها من يستحق مثل هذا المنصب.
وتتفاوت التقييمات والمعلومات حول كيفية تطور علاقات كوهين بنتنياهو، وهناك من يعتقد أن الأول تقرب للثاني من خلال التقرب من رجل أعمال صديق للثاني، وهناك من يشير لتقرب الأول للثاني من خلال الاهتمام بزوجته سارة نتنياهو كونها “صاحبة القرار” وهناك من يذهب لحد القول إن كوهين عبد في خدمة الزوجين نتنياهو ويتلقى هدايا منهما ومن مقربين منهما.
ويقول مصدر في المؤسسة الحاكمة إن نتنياهو كان يرغب بتعيين “ن” في رئاسة الموساد قبل ثلاث سنوات، لكنه رفض اشتراطه بأن يكون مخلصا له، مؤكدا أنه سيكون مخلصا لإسرائيل. وعندئذ سارع كوهين للتوسط لدى نتنياهو من خلال زوجته.
وتنقل الصحيفة عن صحافي إسرائيلي بارز قوله إن نتنياهو يعتمد على كوهين بثقة كبيرة، خاصة في مهماته الخارجية وفي اللقاءات مع رؤساء إفريقيا وبعض الدول العربية في الخليج.
كوهين الذي يتقن العربية والإنجليزية والفرنسية، يقول في الحديث معه إنه يرفض إدخال هواتف محمولة لمكتبه خشية التجسس، ويكشف عن انتحاله عدة شخصيات خلال عمله في الموساد منها انتحال شخصية رجل لبناني ثقافته فرانكوفونية.
ابن معاق
ويقول كوهين إن “ابنه المعاق يونثان علّمه لماذا يجب أن يبقى إنسانا؟ وأن يرضى بما هو موجود، والبحث عن السعادات الصغيرة رغم الصدمة التي تلقيناها أنا وأمه عندما ولد مع إعاقة، وأنا في أول عملي مع الموساد في أوروبا”.
وكسابقيه في رئاسة الموساد، تمير فاردو ومئير داغان، يعتبر كوهين أن إيران هي القضية الجوهرية الأولى بالنسبة له وللموساد، وربما يكون هذا القاسم المشترك بين كوهين ونتنياهو وسر قربهما من بعضهما البعض.
وردا على الانتقادات من جهات أمنية حول الكشف عن قيام إسرائيل بسرقة أرشيف المفاعل النووي الإيراني بدلا من إبقاء الأمر طي الكتمان، ينفي كوهين أنه استجاب لطلب نتنياهو لاعتبارات شعبوية وسياسية داخلية، ويقول إن الكشف كان حيويا ضمن المعركة على الوعي رغم المخاطر المحفوفة بالقيام بوضع “الإصبع الوسطى بعيني طهران”.
وتساءل: “لو قمنا بسرقة الأرشيف ووضعناه في خزانة عندنا، فأي أثر دولي سيتحقق، خاصة أن إيران بطبيعة الحال تهدد أصلا بأنها ترغب بإبادة إسرائيل؟”. وردا على سؤال عن حجم تعقيب الموساد لقائد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي؟ قال كوهين إنه يتابع عن كثب حالة خامنئي الصحية. وتابع: “ربما أرجح أي وجبة فطور يتناول كل صباح، لكن استراتيجيا أعرف ماذا يريد، وليَ اتفاق مع الإسرائيليين بمنعه من حيازة قنبلة نووية”.
ويزعم أن الأرشيف النووي الإيراني أطلع إسرائيل على أسرار لم تعرفها من قبل. ويرجح كوهين أن إيران بعيدة مدة عام أو عامين من حيازة سلاح نووي، لكنها لم تقرر بعد ما إذا كانت تريد حيازته وبحال قررت ذلك، فهو لا ينفي احتمال القيام بمهاجمتها عسكريا ضمن “الدفاع عن النفس” وبالتنسيق التام مع الولايات المتحدة كما يجري اليوم أيضا.
القضية الفلسطينية
وبخلاف رؤساء موساد سابقين ممن قدموا سيناريوهات سوداء حول مستقبل إسرائيل، يرى أنها بحالة جيدة غير مسبوقة من الناحية الاستراتيجية. وتنقل الصحيفة عن مسؤول كبير سابق في الموساد قوله إن إعلان نتنياهو عن كوهين كوريث له يثير سخط قادة “الليكود” ممن يرون أنفسهم خلفاء له.
وردا على سؤال عما إذا كان يعي أن السياسة في إسرائيل لا تقل خطورة عن عملية خلف خطوط العدو في دولة معادية؟ قال كوهين إنه مطلع على تجارب مأساوية لرجال أمن سابقين قفزوا في بحر السياسة ولم يحققوا نجاحا.
ويتابع: “لكنني أعي إن لكل شخص أساسين وهما القدرة والطبع. والعمل الدبلوماسي يستهويني وتجربتي في الموساد ومجلس الأمن القومي مدرسة للعمل الاستراتيجي”.
وتنقل “يديعوت أحرونوت” عن صحافي مجرب، أن هناك احتمالا بأن يكون كوهين رئيسا للحكومة، وبذات المقدار ربما يفشل. ويضيف معللا فشل كوهين: “هذا يذكرني بمقولة لرئيس إسرائيل الحالي رؤوفين ريفلين عن أمراء الليكود: هؤلاء كالزبدة.. كبار في الثلاجة ويذوبون تحت الشمس”.
كما تنقل عن وزير سابق قوله إن مثل هذا السيناريو سيشعل حربا داخل الليكود وتمردا على نتنياهو تستل فيه السيوف. فالإتيان بكوهين مثله مثل “إصبع وسطى في عين كل منهم”.
في المقابل يقول وزير آخر للصحيفة، إن كوهين من الممكن ألا ينافس على رئاسة الوزراء من خلال الليكود، لاسيما أن لديه مواقف تختلف عن مواقف الحزب الحاكم كما هو الحال في القضية الفلسطينية. موضحا أن كوهين يعتقد بأن مصلحة إسرائيل العليا تقتضي تسوية الصراع مع الفلسطينيين، لكنه لا يقول ذلك بوضوح وقوة لنتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى