لكل ذلك سنواصل الكتابة عن لعبة الكنيست
صحيفة المدينة
قد يقول البعض: لماذا تواصلون الكتابة عن لعبة الكنيست؟ والجواب بسيط جدا، لأننا نكتب عن قضية اسمها لعبة الكنيست ولا نكتب عن يوم انتخابات لعبة الكنيست، ولذلك سنواصل الكتابة عنها بعد يوم انتخابات لعبة الكنيست رقم 22 الذي كان بتاريخ 17/9/2019، كما كنا نكتب عنها قبل ذاك التاريخ، وسنواصل الكتابة عن لعبة الكنيست لأننا نهدف إلى الكشف عن حقيقة هذا الوهم والسراب ومضيعة الوقت وهدر الجهود والإنحراف عن المسار المطلوب كلما واصل البعض منّا اللهاث وراء لعبة الكنيست، ولذلك نحن لا نناكف أحدا ولا نناكف حزبا ولا حركة ولا قائمة عندما نواصل الكتابة عن لعبة الكنيست، بل واجب جماهيرنا الكادحة علينا ان نواصل الكتابة عن هذه اللعبة حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وحتى نسقط القناع المزيف المضلل الذي حجب قبح لعبة الكنيست عن كلنا على مدار سبعين عاما مصت، وحتى نصنع تلك اللحظة التي تتجرأ فيها جماهيرنا الكادحة وتقول بكل فهم وثقة وقناعة: كفاية!!، كفاية!!، بعد أن جرّنا البعض سبعين عاما وراء مخدرات اسمها لعبة الكنيست!! كفاية، بعد أن مللنا سماع نفس الوعود ونفس الشعارات ونفس التبريرات التي كان ولا يزال يردها البعض لتبرير جريهم وجر غيرهم سبعين عاما وراء لعبة الكنيست!! كفاية، بعد أن كدنا نتنازل عن كل ثوابتنا السياسية وقضايانا الوطنية على أعتاب لعبة الكنيست!!، كفاية، بعد أن أهدرنا أوقاتا وجهودا وأموالا سبعين عاما على أعتاب لعبة الكنيست كانت كفيلة أن تحل لنا كل مشاكلنا لو بذلناها في المسار الصحيح!! كفاية، وآن الأوان أن نتحرر من فخ كيّ وعينا حتى لا نتأسرل من حيث لا ندرك، وحتى لا نتحول إلى احتياطي أصوات لليسار والوسط الصهيوني باسم وكيل منّا، وحتى لا نصل إلى مرحلة يتجرأ فيها البعض منّا أن يطرح علينا باسم “البراعة السياسية” والحصول على “الحقوق المطلبية” إمكانية الانخراط في الخدمة الإسرائيلية على الصعيد العسكري والأمني والسياسي والإعلامي في الكنيست!! كفاية، وآن الأوان أن نشمر عن سواعدنا وأن نبني حاضرنا ومستقبلنا بأيدينا، وأن ندفع عن أنفسنا كل لوثة عنصرية بأيدينا، وأن نبني مؤسساتنا الوطنية الحضارية الجامعة بأيدينا، وأن نعزّز دور نضالنا الشعبي المتواصل المستديم محليا وعالميا بأيدينا، وأن نعيد بناء لجنة المتابعة العليا بناء على انتخابات مباشرة بأيدينا، وأن نقيم صندوقا ماليا وطنيا بأيدينا.
نعم وألف نعم، لكل ذلك سنواصل الكتابة عن لعبة الكنيست، بدافع الواجب لا بدافع التسلية والتندر والمماحكة، لذلك فلترقبوا منّا سيلا من المقالات في قادمات الأيام والأشهر والسنوات عن لعبة الكنيست، بلغة الحجة والبرهان والموضوعية والصراحة والنقد وكشف كل مستور، ملتزمين كما كنّا طوال الوقت بالنأي بأقلامنا عن خطاب التخوين بغير سبب، أو التكفير والتفسيق بلا دليل شرعي، أو المراء الأعمى والتسطيح المعيب، أو توزيع صكوك الوطنية والتعصب للموقف والانتصار للرأي وتقديس الأنا وحصد الربح المالي الموهوم والتمتع بالامتيازات الدنيوية الفتانة، لذلك لكل جمهورنا الكادح علينا أن لا نشخصن مواصلة الحديث عن لعبة الكنيست، وألا نستبيح تجريح شخص أو حزب أو حركة أو قائمة، وألا نصطنع حدثا لا أصل له، وألا نرجم في الغيب، وألا ندخل في الظنون، وألا نتتبع العورات، وألا نكيل التهم جزافا، وألا نشمت من عثرات متعثر كائنا من كان، وألا نضخم الأمور على قاعدة “عمل من الحبة قبة”، وألا نتمنى الفشل لأحد وإن خالفنا الرأي في لعبة الكنيست، وألا نستعجل نقل موقف أو قول أو تصريح أو بيان أو رأي صدر من أحد حتى نستوثق الأمر ونقف على الحقيقة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار.
ولكننا في المقابل لن نجامل أحدا لأنه فلان، ولا حزبا ولا حركة ولا قائمة لأنها تحمل هذا الاسم أو ذلك، ولن نحجب الحقيقة رغبا ولا رهبا، ولن نجمّل أي قبيح سواء كان قولا أو عملا أو موقفا، ولن نطبطب على ظهر أي متعثر علت منزلة نجوميته حيثما علت، ولن نتاجر بأقلامنا ومقالاتنا بإرضاء لأي عنوان أو اتقاء لشره، وسنعرف كيف نصل إلى الحقيقة، وإن سعى البعض إلى اخفائها في دهاليز مبنى لعبة الكنيست، أو في سراديب بعض مكاتب الأحزاب والحركات والقوائم والجمعيات الأهلية القائمة أو الوهمية، ثم سنكشف عن حقيقة كل حدث في الوقت المناسب، ليحيا من حيا عن بيّنة، وليفهم ما يدور عن بيّنة، وليحدد موقفه عن بيّنة، وليختار طريقه عن بيّنة، وإلا فبئست أقلامنا هي، وبئست مقالاتنا هي، وبئست تغريداتنا هي، وبئست صفحات ومواقع تواصلنا هي، إن قامت على ميزان ربح أو خسارة الأموال التي باتت تتدفق من الصناديق الأمريكية والإماراتية بأرقام خيالية بالملايين، لم تعهد جماهيرنا الكادحة نظيرا لها منذ بدايات نكبة فلسطين.
لكل ذلك سنواصل الكتابة عن لعبة الكنيست، مؤكدين مرة بعد مرة أننا ملتزمون بمنهج كتابة لن نحيد عنه، كما بيّناه في الأسطر السابقة، ولأنه كذلك، فلن نخاف فيه لومة لائم، وللجميع جزيل الشكر والدعاء الخالص سلفا.