أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

دجّال صغير اسمه لعاعة الكنيست

د. أنس سليمان أحمد

يا أبناء المشروع الإسلامي الذين أحمل لهم الخير في صدري، والأدب على لساني وقلمي، لقد قرأت أنا وأنتم الأحاديث النبوية الصحيحة التي تحدثنا عن الدجال، وعن أوصافه الخلقٍية وعن سلوكه المفسد وادعاءاته الباطلة وأهدافه الشريرة، فما أشبه لعاعة الكنيست به في كل هذه الجوانب:

1- فهو الدجال مشوه الخلق، وهو الذي إحدى عينيه طافية والعين الأخرى حمراء منتفخة، وهو الذي يتحلى بمنظر قبيح قد يكون أقبح منظر إنسان على وجه الأرض، ومع عجزه عن علاج ما يعاني من تشوه وعن تجميل ما يعاني من قبح إلا أنه يخرج على الخلق ويدّعي خداعاً وزوراً وبهتاناً أنه خالق ورب وإلاه، ومع شديد الأسف سيجد من يصدقه ويصفق له ويهتف باسمه ويطوف حوله ويرفعه على الأكتاف، ولو أحسن هؤلاء البسطاء أتباع الدجال التفكير لقالوا: أنت دجال! لأنك لو كنت خالقاً ورباً وإلهاً كما تدّعي لعالجت ما فيك من تشويه وجمّلت ما تعاني من قبح، ولكنك لمّا كنت عاجزاً عن ذلك فأنت عاجز عن الخلق!! ولكن هؤلاء البسطاء لم يحسنوا هذا التفكير لأن الدجال سحر عيونهم ومسخَ عقولهم وصادر تفكيرهم وباتوا كالرجل الآلي لا يحسنون الانقياد إلا لوليّ نعمتهم الدجال!! يا للخجل!!

وهكذا هي لعاعة الكنيست، فهي امتداد للمشروع الصهيوني الذي ارتكب نكبة فلسطين، وهي بمبناها المادي تقوم على أرض وقف إسلامي، وهي بإسمها مأخوذة من (المشناه) إحدى الكتب الدينية اليهودية، فهي صهيونية المولد والمظهر والجذور، فكيف لنا أن نصدق أنها قد تكون في يوم من الأيام منبرا لإحقاق حقوقنا ودفع الظلم عنا، وها هي سبعون عاماً مضت على وجود أعضاء كنيست عرب فيها، نقول: إنهم ما جنوا إلا وهم فيها!

2- وهو الدجال الذي يسعى في شرق الأرض وغربها فساداً، وهو الذي يتحرك بنشر فساده سريعاً كالغيث إذا استدبرته الريح، وهو الذي يخصص من أتباعه عصابات مهمتها قتل كل من يرفض الاستجابة لألوهيته الكاذبة أو يرفض إتباعه، وهو الذي يهمّ بتخريب المدينة المنورة ويهمّ بتدمير المسجد النبوي الشريف فيها وتدمير الروضة الشريفة، لولا أن ملائكة مسلطة السيوف تقف بأمر الله تعالى في وجهه، وهو الذي يهمّ بتخريب مكة المكرمة وهدم الكعبة المشرفة، لولا أن ملائكة مسلطة السيوف تقف بأمر الله تعالى في وجهه، ثم هو الذي يهمّ بعد ذلك بتخريب القدس والمسجد الأقصى المباركين لولا أن نبي الله عيسى بن مريم سينزل بأمر الله تعالى من السماء إلى الأرض ويقتل الدجّال عند باب لُدّ الشرقي ويطفئ فتنته، ومع أن الدجّال يحمل هذا السجّل الدموي الحافل بالإرهاب والإفساد والقتل والتخريب، إلا أنه يخرج إلى الناس ويدّعي أنه ملك السلام، وأن مُنى حياته أن يحقق السلام العالمي في كل الأرض، ومع ذلك سيجد هؤلاء البسطاء الذين سيصدقونه وسيمجدونه وسيسبحون باسمه وسيدبجون له تغريدات التأييد والمناصرة في مواقع التواصل وصفحاتها، يا للخجل!!

وهكذا هي لعاعة الكنيست!! فمنها صدرت القوانين التي صادرت أرضنا وأوقافنا! ومنها صدرت القوانين التي صادرت مقدساتنا وانتهكت حرمتها!! ومنها صدرت القوانين التي هدمت بيوتنا!! ومنها صدرت قرارات إعلان الحرب في عام 1967م واحتلال الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى المباركين واحتلال سيناء والجولان وجيوب من الأردن ولبنان!! ومنها صدرت قرارات كل الحروب بعد ذلك في عام 1973م وفي عام 2006م، وسلسلة قرارات الحرب على غزة العزة!! ومنها صدرت قرارات تهويد الضفة الغربية والقدس المباركة، وفرض سيادة الاحتلال الإسرائيلي الباطلة على المسجد الأقصى المبارك، وضم الجولان السوري المحتل ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة وجيوب من سيناء والأردن المحتلة إلى سيادة الاحتلال الإسرائيلي الباطلة، ومنها صدرت أوامر القضاء بيد من حديد على الانتفاضة الأولى والثانية، ومنها صدرت أوامر مواصلة حصار غزة العزة براً وبحراً وجواً، ومها صدرت كل القوانين العنصرية التي باتت تستهدف وجودنا وهويتنا وحقوقنا والتي كان آخرها قانون القومية العنصري، ومع هذه القائمة السوداء المنتنة التي تتمتع بها لعاعة الكنيست والتي تفوح منها رائحة العنصرية والظلم والقهر والاضطهاد الديني إلا أن لعاعة الكنيست تحاول أن تستغفلنا، وتحاول أن تُنصّب نفسها وكأنها ملك السلام في العالم وواحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وملتقى الفصل بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية، وأنها نصيرة الشعوب وحق هذه الشعوب في تقرير مصيرها، ومحضن وحدة النضال العربي – اليهودي المشترك، وفرصة الالتقاء بين القائمة المشتركة واليسار الصهيوني أو حتى الوسط الصهيوني أو حتى اليمين الصهيوني عند بعض مرشحي القائمة المشتركة!! وأنها أيقونة النضال الشجاع وإسقاط حكومات اليمين الاستيطانية!

3- وهو الدجّال الذي سيغري أتباعه البسطاء بحبال من لحم ورز وأودية من ماء زلال، وهماً لا حقيقة، وهو الذي سيفرض الحصار والتجويع على كل الأحرار والحرائر الذين سيقفون في وجهه وخاصة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وسائر بلاد الشام، وهو الذي سيفتل عضلاته أمام أتباعه والمتمردين عليه وسيدّعي أنه يشبع من يشاء ويجيع من يشاء ويسقي من يشاء ويعطش من يشاء ويحيي من يشاء ويميت من يشاء، ومع شديد الأسف سيجد معسكراً من البسطاء يؤمّنون على كل يقول ويلهثون خلفه ويشترون وهمه!! يا للخجل!! وهكذا هي لعاعة الكنيست التي باتت تعرض على من يحوم حولها المنصب المغري والمال المغري والامتيازات المغرية والفنادق المغرية!! وكأنها تشبع وتسقي من تشاء، وتجيع وتعطش من تشاء!! وكأنها تحيي من تشاء وتميت من تشاء!! وكأنها تغرق بالمال من تشاء وتحجب بالمال عمن تشاء!! وكأنها ترفع من تشاء وتخفض من تشاء!

4- وهو الدجّال الذي سيفرح أتباعه قليلاً ثم سيتحسرون حسرة لا حدود لها، وهو الذي سيتألم الأحرار والحرائر الواقفون في وجهه قليلاً وسيفرحون فرحاً أبدياً في الدنيا والآخرة، وهي لعاعة الكنيست التي سيفرح الباحثون عنها قليلاً ثم سيعضون على أصابع الندم في يوم لات فيه مندم، وهي التي سيتألم الواقفون في وجها قليلاً وسيفرحون فرحاً أبدياً في الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى