أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

خطاب المشتركة في مواجهة الحقائق

حامد اغبارية
عندما تقرأ خطاب القائمة المشتركة، الذي تعبر عنه في نشراتها الانتخابية التي تعممها على الجمهور، فإنك ستذهل من المضمون ومن الرسائل، وستذهل أكثر من مستوى الخطاب ومستوى التضليل الذي تمارسه على الجمهور.
المقال التالي هو عبارة عن مجموعة أسئلة وجهتها إلى القائمة المشتركة في صفحتي على منصة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وفيها محاولة لقراءة الحقيقة التي تقف خلف الجمل والصياغات المضللة التي تحاول المشتركة من خلالها إيهام الجمهور بسراب لا نهاية له.
ومن البداية أقول إن القناعات الحقيقية التي تقف خلف هذا الخطاب هي في الحقيقة ما تريده المشتركة وما تسعى إلى تحقيقه، لأنها لا تستطيع أكثر من ذلك داخل دائرة لعبة السياسة الإسرائيلية. وجميع ما تقوله المشتركة في خطابها يصب في مكان واحد: الأسرلة والاندماج الكامل في البوتقة الإسرائيلية.
1- تقول المشتركة في نشراتها الانتخابية إنها مع السلام العادل والشامل، ومع المواطنة الكاملة!
فما هو السلام العادل والشامل الذي تروج له المشتركة؟ هل هو ذات السلام العادل والشامل الذي تتبناه منظمة التحرير والأنظمة العربية، والقائم على أوسلو؟ ولماذا لا تشرح المشتركة للجمهور، وبالتفصيل الممل تفاصيل هذا السلام الشامل والعادل؟ وكيف يمكن أن يتحقق العدل لشعبنا الفلسطيني من خلال أوسلو؟ بماذا تختلف المشتركة إذاً عن الأنظمة العربية التي تسير هي أيضا كالقطيع في موجة التطبيع، التي هي من ثمار أوسلو؟ ألم يتبين لكم أن أوسلو (المليئة بكل أصناف الظلم لشعبكم الفلسطيني) هي أطول كذبة في التاريخ، ذلك أنه حتى أوسلو منتوفة الريش، لم تحقق شيئا للشعب الفلسطيني سوى المزيد من الإذلال، والتنسيق الأمني، والقمع والقتل، ونهب المزيد من الأراضي، وتصعيد الاستيطان، وتصعيد مشروع التهويد في القدس والأقصى وسائر أرجاء الوطن الفلسطيني؟ طبعا ستقولون إن المقصود هو حل الدولتين. فما هو مضمون حل الدولتين؟ ثم ألا ترون أن هذا الحل لم يعد واقعيا، وأن جميع الأطراف، بما فيها واشنطن ومقاطعة رام الله شطبت هذا “الحل” من خطابها؟ وما هو شكل الدولة الفلسطينية التي ستقوم بناء على هذا الطرح، وأنتم تسمعون أطراف الطيف السياسي الصهيوني، الذين في أيديهم القرار، يقولون بصراحة إنهم لن يسمحوا بقيام دولة فلسطينية؟
2 – ماذا تعني المواطنة الكاملة؟ هل تعني مواطنة كمواطنة الفرد اليهودي؟ هل تعني حقوقا مقابل واجبات؟ وهل تشمل الواجبات أداء الخدمة؛ سواء كانت عسكرية أو مدنية أو أي شكل آخر من أشكال الخدمة؟ (في مقابلته مع رمزي حكيم قبل أسبوعين قال السيد وليد طه؛ المرشح السادس في القائمة، إنه يترتب على المواطنة الإسرائيلية حقوق وواجبات).
3- تتحدثون عن المطالبة بالمسكن ونصرة الأوقاف وتحقيق الحياة الآمنة للناس، ومناهضة الاستيطان… والعنصرية وقانون القومية.. الخ..
ألا يمكن المطالبة بحقنا في المسكن من خارج الكنيست؟ ألا تكفي الأطر من خارج الكنيست (كالمتابعة مثلا) للمطالبة؟ مجرد المطالبة؟ علما أن المطالبة لا تعني تحقيق شيء، بل تبقى مجرد مطالبة. وهذا تضليل وتلاعب بالألفاظ.
وهل وجودكم في الكنيست هو الذي سينصر الأوقاف؟ ماذا كنتم تفعلون طوال السنوات الماضية إذًا؟ لماذا لم يتحقق هذا الوعد (إن كنتم صادقين) حتى الآن، رغم مرور ٧٠ سنة على نهب الأوقاف ونهب مدخولاتها؟
وهل تريدون أن تقنعوا الناس أن وجودكم في الكنيست هو فقط الذي يحقق حياة آمنة؟ وإذا كان الأمر كذلك، لماذا لا تتوفر للناس حياة آمنة رغم وجودكم في الكنيست منذ ٧٠ سنة؟ أم أن حياة الناس كانت آمنة في الماضي، ولم تعد الآن كذلك، فجئتم لتحقيق الأمن والأمان للناس؟
وهل وجودكم في الكنيست هو الذي سينهي الاحتلال والاستيطان؟ إذا لم تتمكنوا من منع هدم “خربوش” في النقب، فهل ستمنعون الاستيطان وتنهون الاحتلال؟ قبل يومين فقط هدمت جرافات الداخلية قرية العراقيب للمرة 160، فهل عندكم جواب للجمهور الذي يسألكم: كيف ستمنعون الاستيطان وأنتم لا يمكنكم منع هدم العراقيب؟
لطفا، نرجوكم أن تشرحوا لنا كيف سيحل وجودكم في الكنيست مشكلة العنف والجريمة وفوضى السلاح؟
هل لديكم خطة مفصلة حول الموضوع؟ وإذا كانت لديكم خطة، لماذا لا تعرضونها على الجمهور؟ وإذا لم تكن لديكم خطة (وأغلب الظن أن هذه هذا هو الواقع) فكيف ستعملون على تحقيق هذا الهدف دون خطة؟
إن العنف والجريمة وفوضى السلاح وهدم البيوت والعنصرية والتهميش؛ تصفع وجوهنا منذ وجدت المؤسسة الإسرائيلية، التي قامت أساسا ليس على هدم بيوت، بل على هدم قرى بأكملها (أم تراكم نسيتم؟!!)، وكل هذه المصائب ازدادت بكثافة مرعبة منذ ٢٠١٥!! وهذا يعني أن المشتركة (التي بلغت أوج عزَّها- قبل أن تظهر حقيقتها- في تلك السنة) لم تفعل شيئا.. فما الذي سيتغير الآن؟ أنا أجيبكم من أفواهكم!! أنتم لا تريدون تحقيق شيء، بل تريدون مجرد الوصول إلى الكنيست. وهذا ما تقولونه أنتم للناس في دعايتكم الانتخابية. فهذه دعاية مثلا تظهر فيها فتاة تقول باستلطاخ مهين للناخب: صوِّت هذه المرة فقط ويعطيك العافية. ما معنى هذا الكلام؟ يعني: دخيلك، خلينا نصل للكنيست، وبعدين اعمل شو بدّك. أهذا خطاب تخاطبون به الجمهور الذي تزعمون أنكم تتحدثون باسمه؟ هذه إهانة لا تغتفر… وهي أسوأ من الاستغاثة بمكبرات الصوت في المساجد في ربع الساعة الأخيرة!!
– إن مضمون قانون القومية يطبق علينا منذ سبعة عقود. أفلا شرحتم لنا كيف ستوقفون تطبيق بنود قانون القومية من خلال وجودكم في الكنيست، وهو قانون أساس وليس مجرد قانون عادي، يعني بند دستوري عند الدول الحقيقية التي لها دساتير! يعني أن إلغاءه أو تغيير بنود فيه يحتاج إلى إجراءات تشريعية، وربما قضائية، يبدو تحقيقها شبه مستحيل من ناحية واقعية بحتة. أضف إلى ذلك أن المؤسسة الإسرائيلية عرفت نفسها (قبل هذا القانون) بأنها الوطن القومي للشعب اليهودي (وبالمناسبة، هناك شركاء في المشتركة كان لهم دور تاريخي في تثبيت يهودية الدولة)، وطابعها اليهودي برموزها مثبتة في القانون الإسرائيلي العام، وفي وثيقة الاستقلال التي يشملها قانون الأساس كذلك.
4- هل يمكن مواجهة التجنيد والخدمة المدنية من خارج الكنيست؟ وإذا كان هذا غير ممكن، فماذا كان يفعل رئيس المشتركة عندما كان رئيس لجنة مناهضة الخدمة المدنية المنبثقة عن لجنة المتابعة؟ وكيف ينسجم هذا الطرح مع دعمكم للمواطنة الكاملة، ومع طرح السيد وليد طه بخصوص “الحقوق والواجبات”؟!
5- تتحدثون أيضا عن مواجهة التطرف والفاشية؟ فهل يمكن تحقيق هذه المواجهة بالكلام والشعارات؟
إن التطرف ظاهرة فكرية إيديولوجية تزداد في المجتمع الصهيوني الذي قام أصلا على التطرف والفاشية وسفك الدماء من ٧٠ سنة.. فهل وجودكم في الكنيست سيوقف الظاهرة أو حتى يقلل منها؟ وما هي خطتكم؟ وإذا فرضنا (جدلا) تراجع عدد أعضاء اليمين المتطرف في الكنيست (بحسب تعريفاتكم لليمين والوسط واليسار)، فهل هذا يعني تراجع التطرف والفاشية والعنصرية في المجتمع اليهودي؟
– منذ ١٩٤٩ لغاية اليوم ونحن نعاني من منهاج تعليم تدجيني ساهم فيه كثيرون من أبناء شعبنا، وهم يحملون وزره إلى يوم القيامة، ومن بينهم شخصيات تقدمونها أنتم للجمهور على أنها قامات وطنية لا يشق لها غبار!! وفي كل دورة انتخابية ترفعون نفس الشعار منذ الكنيست الأولى حتى الآن. فهل وجودكم في الكنيست هو الذي سيوقف سياسة التجهيل في المناهج التعليمية؟ وهل يمكن أن نقول نفس الكلام من خارج الكنيست؟ إذا كان الجواب “لا”، فهل كل اللجان والأيام الدراسية والمؤتمرات التي رعتها المتابعة ومتابعة التعليم كانت مضيعة للوقت؟ ولماذا لم يتحقق إنقاذ منهاج التعليم رغم وجودكم في الكنيست منذ ٧٠ سنة؟!
إن المليون صوت التي تريدون الحصول عليها في انتخابات عبثية ومعها مليون آخر، يعانون منذ ٧٠ سنة من هضم الحقوق وهدم البيوت والعنصرية والفاشية والتجهيل والإفقار والعنف الرسمي والقمع وتقييد الحريات والسجن والملاحقة الأمنية والتهميش ومصادرة الأراضي والبطالة وغسل الدماغ وتشويه الهوية ونهب الأوقاف وتدنيس المقدسات ونهبها، وسرقة الآثار وتزييفها، وتزوير الرواية وتشويه التاريخ، والتضييق في كل مجالات الحياة!! فهل تريد أن تقنع الناس أن وجودك في الكنيست هو الذي سيعالج كل هذه القضايا؟؟
إن كان هذا هو خطابكم فإنه إهانة لذكاء ووعي أبناء شعبكم الذي تزعمون أنكم تحقيق لإرادته.
6. في نشرتكم الانتخابية الأخيرة تحت بند {في مكافحة العنف والجريمة} تقولون: “مشتركة أكبر وأقوى يمكنها الضغط أكثر من أجل خطة حكومية شاملة لوضع حد لمنظمات الإجرام.. وتطوير برامج تربوية وثقافية لتقديم بديل للشباب ومنعهم من الانحراف”..
والسؤال: لماذا يجب الضغط على الحكومة…؟ لماذا لا تملكون أنتم خطة ومشروعا؟!
ثم أنتم تمارسون “الضغط” منذ سنوات طويلة دون فائدة ودون نتيجة.. فما الذي سيتغير هذه المرة؟ وإلى متى سنبقى نطالب ونسعى ونضغط؟ متى سننفجر من كثرة الضغط؟ أي متى سنرى النتائج؟ ترى أي جيل من الأحفاد وأحفاد الأحفاد سيحظى بهذه الكرامة وهذا الشرف؟!
ثم من هي الجهة التي ستطور البرامج التربوية والثقافية للشباب؟ أنتم أم الحكومة التي ستضغطون عليها؟ إذا كنتم أنتم فمعنى هذا أن عندكم خطة؟ فأين هي؟ أم أنكم ستنتظرون أربع سنوات لإعداد الخطة، ثم نبدأ من جديد من حيث انتهينا؟!
وإذا كانت الحكومة القادمة هي التي ستضع الخطة، فكيف يمكن الثقة بالمضمون، هذا على فرض أنها ستستجيب للضغوط؟ ألا يشبه هذا مضامين منهاج التعليم التخريبية على سبيل المثال؟ هل تريدون من الحكومة أن تربي أبناءنا وتثقفهم؟
أيها السادة؛ إن التربية والتثقيف منظومة كاملة ومتكاملة، لها أسس وقواعد وآليات، وهي في التالي ليست مجرد خطط وبرامج. فهل تظنون أن مجرد وضع خطة سيمنع الشباب فعلا من الانحراف؟
حسنا! في السنوات السابقة كانت هناك خطط كثيرة فلماذا لم تنجح؟ ولماذا تفاقم العنف والانحراف؟ ألم يكن عضو الكنيست السابق طلب الصانع رئيس لجنة مكافحة العنف؟ ماذا عملت اللجنة حتى الآن؟ هل كان عندها هي أيضا خطة أم كانت ترتجل؟ ولماذا هي فشلت وتريدون أن يقتنع الناس أنكم ستنجحون هذه المرة؟
وهل تصدقون فعلا أن الحكومة (وليس مهما أي حكومة) تريد فعلا أن تتعاطى بجدية مع هذه الملفات؟! ألا تقولون طوال الوقت إن الحكومة (وسائر الأجهزة الإسرائيلية) تتعامل معنا كخطر أمني وديمغرافي؟ هل أنتم الذين ستغيرون هذه المعادلة؟ كيف؟ ما هي أدواتكم لتحقيق هذا؟
ثم أنتم أنفسكم تحمِّلون الحكومة (وسائر أجهزتها) المسؤولية الأولى والأكبر عن العنف، فكيف تطلبون الحل من المجرم؟ كيف تطلبون الدواء من الذي سقاكم السم؟
7- في نشرتكم الانتخابية الأخيرة (من تاريخ 6\9) تقولون تحت عنوان (نواب أكثر للتعبير عن موقفنا الوطني والسياسي):
فما هو (الموقف الوطني)؟ وما هو الموقف السياسي؟ وهل يمثل هذا الموقف الوطني والسياسي كل الداخل الفلسطيني؟ من حق الناس أن تعرف بوضوح، ودون تأتأة: ما هو الموقف الوطني، وما هو الموقف السياسي، حتى يعرف من سيمنحكم صوته إلى أين تذهبون به! فهذا حق أساسي من حقوق الإنسان. بل هو مبدأ في البيع والشراء: دعني أرى البضاعة حتى أقرر شراءها من عدمه. فما هي بضاعتكم المتعلقة بالموقف الوطني والموقف السياسي؟
8- تقولون: مشتركة أكبر يمكنها التعبير أكثر عن مواقفنا الوطنية والسياسية في كافة المجالات برلمانيا وإعلاميا وميدانيا، ضد هدم البيوت ومصادرة الأراضي، ضد الاعتداء على المقدسات وعلى الناس وضد القوانين العنصرية!
“التعبير”؟؟! أهذا كل شيء؟؟ كل هذه الزوابع والملايين التي تنفق فقط من أجل التعبير عن المواقف؟؟ وطالما أن المسألة هي مجرد تعبير، فما الحاجة إلى الكنيست في الوقت الذي يمكنكم ممارسة هذه الهواية من خارج الكنيست؟
وهل تريدون إفهامنا أن وجودكم في الكنيست هو فقط للتعبير عن المواقف ضد هدم البيوت؟ إذاً لماذا تغضبون عندما نقول إن الكنيست ليس أكثر من منبر احتجاجي؟
وهل هذا التعبير غيّر من الواقع شيئا؟ في 2015 كنتم ١٣ عضوا، وكنتم كل الوقت تعبِّرون، فكيف تفسرون ازدياد جرائم هدم البيوت؟ ولماذا ازدادت مصادرة الأراضي؟ ولماذا كثُر الاعتداء على المقدسات؟ ولماذا زادت الاعتداءات الرسمية والشرطية على الناس؟ ولماذا ارتفعت نسبة الاعتداءات العنصرية على الناس من طرف الشارع اليهودي؟ ولماذا أصبحت الأنفاس العنصرية تزكم أنوفنا وتملأ فضاءنا؟ وبماذا تفسرون ازدياد القوانين للعنصرية؟
وعلى ذكر المقدسات: ماذا فعلتم من أجل المقدسات؟ هل منعتم نبش مقابر أهلكم في مقبرة القسام أو مقبرة طاسو أو مأمن الله؟!! وكم مرة كنتم في مواقع المقدسات التي تنتهك حرمتها كل يوم؟؟ إنكم حتى لم تكلفوا أنفسكم عناء إصدار بيانات “شديدة اللهجة” إزاء هذه القضية الحارقة!
9- في عام ٢٠١٧ بعد قضية البوابات الالكترونية قرر نتنياهو منع أعضاء الكنيست من دخول الأقصى، فلماذا رضختم للقرار واستجبتم مثل الأوادم؟ لماذا لم تتحدَّوْا قرارا كهذا وتدخلوا الأقصى، في وقت كانت قوات نتنياهو تفتك بأهلكم المرابطين من القدس والداخل؟! ماذا يعني التزامكم المثير للتساؤل بذلك القرار الاحتلالي؟
لماذا لم تنفخوا عضلاتكم في ذلك اليوم وتدخلوا الأقصى رغم أنف الاحتلال (الذي تدْعون إلى مواجهته!!) كما نفختموها في رسالة الدعاية الانتخابية التي عممتموها مع صورة عضلات منفوشة، تعبرون فيها عن “معركة إفشال نصب الكاميرات في يوم الانتخابات”؟!
بالمناسبة: استخدام الأيقونات والرموز الإلكترونية من قيادات سياسية ذات شأن، مثل رمز نفخ العضلات، يدل على سذاجة ومراهقة وطفولية.. إنه أشبه بحالة طفل فرح بالعثور على دميته فراح يصفق بيديه جذلا! واعذروني على التشبيه، لكنني لم أجد أفضل منه للتعبير عن الحالة.
ثم هل تريدون أن يصدق الناس فعلا هذا الفيلم المحروق؟ لماذا ملأتم أفواهكم ماء حيال التحقيقات في تزوير الانتخابات السابقة، وفي تقاسم الأصوات مع أحزاب صهيونية وفاشية دينية؟!
10- تقولون في نشرتكم الانتخابية من يوم ٦/٩ إن مشتركة أكبر “يمكنها… ضمان رفع نسبة تشغيل العرب في المرافق الحكومية والاقتصادية المختلفة..”.
ماذا تقصدون بـ “يمكنها”؟ ولماذا فقط “يمكنها”؟ ألا يعني هذا أنه قد “لا يمكنها” أيضا؟ أنتم بالتلاعب بالألفاظ تضللون الناس وتبيعونهم أوهاما.
ثم السؤال الأهم: أليس التشغيل أكثر في المرافق الحكومية معناه الاندماج؟ أليس الاندماج انغماسا في الأسرلة؟ وهل أنتم مع الأسرلة أم ضد الأسرلة؟ وهل الأسرلة والاندماج ينطبق عليهما مصطلح “تحقيق المصالح الوطنية” الذي تتحدثون عنه؟
وسؤال آخر: من قال لكم إن شعبكم يريد الاندماج والحصول على وظائف حكومية؟ هل سألتموه؟ هل استفتيتم رأيه؟
ونريد أن نفترض أنكم ستحققون هذا الهدف (علما أن لحس الكوع أسهل من تحقيقه كما تعلمون من تجربة 70 سنة لأن المسألة بالنسبة للمؤسسة الإسرائيلية مسألة أمن قومي من الدرجة الأولى)، فهل تعلمون أن الوظائف الحكومية لها شروط ومواصفات؟ يعني بالعربي: لا يُقبل فيها إلا العربي الجيد!! يعني بوضوح أكثر: بإذن من الشاباك يا محترم، وتصنيف أمني دقيق لبعض الوظائف، ومنها وظائف لا يصل إليها العربي إلا إذا أنهى (بتفوق) سنواتٍ في إلحاق الأذى بأبناء شعبه (في الخدمة العسكرية يعني) …!
فإلى أين تريدون إيصال الناس؟
وعن أية مرافق حكومية واقتصادية تتحدثون؟ إذا كانت أماكن العمل العادية مغلقة أمام شعبكم، فهل تريدونه أن يصدق أنكم ستفتحون قسطنطينية الوزارات الحكومية أمامه؟ وماذا عن آلاف الأكاديميين والأكاديميات الذين يجوبون الشوارع كالمجانين؟
وهل تريدون إقناع الناس أن الشركات الكبرى مثل شركة الكهرباء ومصانع الأدوية وبيزك وغيرها ستتلقف العرب بالآلاف، في الوقت الذي لا يمكنكم إلغاء قرار مشغّل يهودي عادي فصل عاملا عربيا لمجرد أنه أضرب في يوم الأرض مثلا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى