أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلاتمحليات

إضراب لليوم الثالث… طلاب القرى مسلوبة الاعتراف يتظاهرون الخميس ضد سياسات “المعارف” الإسرائيلية في التنكر لحقوقهم التعليمية

طه اغبارية

لليوم الثالث على التوالي، يواصل نحو 18 ألف طالب من قرى النقب مسلوبة الاعتراف، إسرائيليا، إضرابهم وعدم افتتاح السنة الدراسية، بسبب سياسات الإجحاف والإهمال الإسرائيلية تجاه أبسط حقوقهم في بيئة تعليمية وتربوية آمنة، بحيث يحرمون من السفريات وتفتقر مدارسهم لمختلف الخدمات التعليمية والتربوية.

وينظم أهالي هذه القرى، غدا الخميس، مظاهرة أمام مقر وزارة المعارف الإسرائيلية في مدينة بئر السبع، في العاشرة صباحا.

ويدور الحديث عن 18 ألف طالب في قرى مسلوبة الاعتراف تقع على طريق 31 من “أم نميلة” شمالا، وحتى قرية “الفرعه” قرب عراد، ومنها: البقيعه، غزه، الزعروره، قطامات، الباط، الفرعه، تل الملح، الغراء، خربة الوطن، الميكيمن، وادي الخليل، تل عراد، السرة، سعوة، القرين الشرقي، بير الحمام، الرويس، أم قبو وعوجان.

وبحسب اتفاق سابق بين وزارة التربية والتعليم ومجلس إقليمي “قيصوم”، فإن الأخير هو ذراع تنفيذي لتوفير خدمات التربية والتعليم لطلاب هذه القرى، والتي تتواجد فيها أو في محيطها المدارس إلى جانب تلقي عدد من طلاب القرى مسلوبة الاعتراف، تعليمهم في مدارس ضمن حدود نفوذ مجلس “قيصوم”.

لن نكون شاهدي زور على مأساة ومعاناة أبنائنا

غير أن مساعد رئيس المجلس في قرى “قيصوم” عقاب العواوده، أكد في حديث لـ “موطني 48” أن الاتفاق المذكور مع الوزارة، كان تفاهما منذ سنوات ولا يحمل صفة قانونية، وأن إدارة المجلس برئاسة السيد سلامة أطرش، تحمّل وزارة المعارف المسؤولية القانونية عن المدارس في تلك القرى.

وأضاف العواوده: “المشاكل التي يعاني منها القطاع التعليمي في القرى الغير معترف بها والتي كان مجلس القيصوم يقدم لها الخدمات ليست وليدة اللحظة وليست مشكلة آنية، بل هي مشكلة ممتدة منذ سنوات عديدة، وسبب إثارتها هذا العام فقط انه توجد ادارة جديدة تعرف معنى الامانة وتهمها مصلحة أبنائنا بالدرجة الأولى، أما قبل ذلك فالمشاكل كانت قائمة لكن للأسف لم يكترث ويهتم لها أحد”.

وقال إن “المشكلة ليست مشكلة سفريات فقط، فهنالك مشاكل في ميزانيات الصيانة والبناء وحتى دفع أجور المساعدات ومشكلة تصاريح البناء والأمان، ومشكلة إضافة غرف دراسية جديدة أو حتى إحضار ابسط اللوازم لرياض الاطفال والمدارس، ناهيك عن انعدام ميزانيات التعليم اللامنهجي، من فعاليات ورياضة وغيره، بالإضافة لمشاكل المياه والكهرباء والامان وقلة ميزانيات النظافة وهنالك الكثير الكثير، فمثلا أغلب المدارس ورياض الاطفال لا تصلح بكل معنى الكلمة للتعليم واستقبال الطلاب من كل النواحي، لا من ناحية الامان ولا من ناحية الاجواء التعليمية”.

وأردف مساعد رئيس مجلس “قيصوم”: “لذلك المشكلة أكبر مما يتصور البعض ناهيكم على أن طلابنا في القرى الغير معترف بها لهم الحق الكامل في نيل كل حقوقهم أسوة بكل طلاب البلاد. هذه أمانة فإما أن نؤديها كما يجب وإما هنالك دولة وواجبها القانوني تحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها. ليس من السهل علينا ألا ينتظم الطلاب في مدارسهم لكن في نفس الوقت ليس سهلا علينا أن نقبل بتجاهلهم وهضم حقوقهم والعبث في مستقبلهم ولن نقبل أن نكون شركاء في هذا التجاهل”.

ولفت إلى أن “المجلس قام وبعد مفاوضات شاقة امتدت لشهور مع وزارة المعارف بنقل المسؤولية للوزارة، بعد أن رأى تجاهلا تاما من قبل الوزارة لحقوق أبنائنا، والقانون يلزم الوزارة بتحمل مسؤولياتها كاملة، كما ننوه أن قرار نقل المسؤولية لوزارة المعارف لم يكن في افتتاح السنة الدراسية بل قبل ذلك بكثير. ولأن أبناءنا أغلى ما نملك ولأن الأمانة كبيرة قمنا بكشف هذا الاجحاف والظلم ولن ولم نقبل بأن نكون شاهدي زور على مأساة ومعاناة أبنائنا”.

الشيخ أسامة العقبي: فلنشارك جميعا بالمظاهرة لانتزاع حقوقنا

من جانبه، دعا الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه في النقب، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، الأهل في النقب وعموم الداخل الفلسطيني، إلى أوسع مشاركة في مظاهرة غدا الخميس (العاشرة صباحا)، بمدينة بئر السبع أمام مكاتب وزارة التربية والتعليم، محمّلا المؤسسة الإسرائيلية مسؤولية الإجحاف والظلم اللاحق بطلاب هذه القرى وحرمانهم من مقاعد الدراسة في أجواء تعليمية وتربوية كما هو الحال في المجتمع اليهودي.

وقال العقبي في حديث لـ “موطني 48”: “لقد بلغ الظلم الإسرائيلي وسياسات الإجحاف بحقنا في النقب، كل مبلغ، في كل المجالات، ألا يكفي ظلمهم بهدم منازلنا ومصادرة أراضينا، فهل يريدون الآن هدم الطفل الفلسطيني حتى لا يكون له مستقبل على هذه الأرض، لن يكون لهم هذا بإذن الله”.

وطالب عضو لجنة التوجيه في النقب “وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أن تقوم بمسؤوليتها تجاه طلاب القرى مسلوبة الاعتراف في تلك البلدات، وتوفير الميزانيات اللازمة لترميم وإصلاح المدارس”، وشدّد “لن نسمح بهذا العنت وسيبقى شعارنا بإذن الله بالعلم والإيمان سنحافظ في النقب والداخل الفلسطيني عموما على البيت والأرض والإنسان، حتى ننتزع كل حقوقنا، مهما بلغ جبروت الظالمين”.

تمييز صارخ في الميزانيات

المركز الميداني للقرى غير المعترف فيها، معيقل الهواشلة، قال إن المشكلة القائمة تتحمل مسؤوليتها وزارة التربية والتعليم التي ترفض منح الميزانيات اللازمة لمجلس “قيصوم” من أجل تقديم الخدمات التعليمية لطلاب القرى. وأشار في حديث لـ “موطني 48” إلى أن المفاوضات بين المجلس والوزارة متواصلة منذ عدة أشهر لكن الأخيرة تماطل في الاستجابة لمطالب المجلس.

وقال “مجلس قيصوم يضم 7 قرى ويعطي خدمات لنحو 70 ألف نسمة، منها خدمات التعليم للقرى غير المعترف فيها على شارع “31”، فكيف يمكن لهذا المجلس أن يقوم بكل هذه الخدمات دون وجود حد أدنى من الميزانيات المطلوبة، لذلك نطالب بإقامة مدارس داخل البلدات مسلوبة الاعتراف، فمثلا قرية الغراء، يضطر طلابها للسفر إلى 3 بلدات معترف فيها من أجل الدراسة، فأي ظلم هذا!

وشدّد الهواشلة أن “المشاكل الناجمة عن هذا الوضع مركبة ومعقدة، فمثلا في موضوع سفريات الطلاب، كان الطلاب من كل المراحل التعليمية يتنقلون في حافلة واحدة قديمة، للتعليم خارج بلداتهم!!، فهل هذا معقول في دولة تدّعي احترامها لحقوق الإنسان، لا يمكن أن يبقى هذا الوضع قائما، فالفرق في الميزانيات بين الطالب العربي في النقب عموما وفي القرى غير المعترف فيها، والطالب اليهودي شاسع جدا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى