أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلاتمحليات

سنة دراسية جديدة والتحديات في التعليم العربي – مدارس النقب والمعاناة المتواصلة- مواجهة فرض “قانون القومية” على المدارس العربية

ساهر غزاوي
بعد العطلة الصيفيّة التي استمرّت لشهرين، يستعد مئات آلاف الطلاب العرب للعودة إلى مقاعد الدراسة في كافة المراحل التعليمية، الابتدائية والإعدادية والثانوية، إضافة إلى رياض الأطفال، وذلك وسط العديد من التحديات الكبرى التي تتطلب توفير الأدوات والآليات السليمة من أجل مواجهتها في مقابل تصعيد المؤسسة الإسرائيلية لسياسة الاستخفاف والتهميش.
وأبرز هذه التحديات التي بيّنتها لجنة متابعة قضايا التعليم العربي التي يرأسها الدكتور شرف حسّان، قرار وزارة المعارف الإسرائيلية إدخال “قانون القوميّة” إلى منهاج موضوع المدنيّات، ولجم العنف في المدارس وخارجها، بالإضافة إلى نقص الخدمات التعليميّة والتربويّة في القرى مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب.
وتواصل لجنة متابعة قضايا التعليم العربي واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية وأقسام التربية والتعليم وبالتعاون مع اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلاب العرب الاستعدادات لافتتاح العام الدراسي المقبل 2019/20، لضمان عودة أكثر من 556 ألف طالب/ة و43 ألف معلم/ة لأكثر من 3000 مدرسة ومؤسسة تعليمية وتربوية عربية، في الثاني من أيلول، ومتابعة القضايا المركزية والجوهرية والاحتياجات للتعليم العربي مع وزارة التربية والتعليم والسلطات المحلية.

توجه عنصري نرفضه…
ويؤكد الدكتور شرف حسّان في حديثه لـ “المدينة” رفض لجنة متابعة قضايا التعليم العربي لقانون القومية ورفض تدريسه بالشكل الذي تريده وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية. ويقول: “نريد من طلابنا أن يكونوا على قدر كبير من الوعي بحيث يعرفوا عن القانون ودوافعه ومعانيه وتأثيره على العرب وتناقضه مع القيم الديمقراطية ومواقفنا منه”.
يضيف: “نرفض توجه وزارة التعليم الهادف إلى تذويت مضمون القانون الذي يحولنا إلى غرباء في وطننا ويريد منا أن نتقبل مكانة دونية في هذه الدولة التي تعرف نفسها بأنها دولة اليهود، وهذا توجه عنصري نرفضه. وهذا النهج المهيمن في مناهج التعليم الذي يشّن الحرب على هويتنا القومية وانتمائنا الجمعي واحتياجاتنا كمجتمع يعمق الأزمة في التعليم العربي ويزيد من حالة الاغتراب والعجز لدى المؤسسات التربوية”.
فوزارة التعليم، يتابع حسّان: “تريد أن يذوّت الطلبة القانون في وعيهم وليس أن يتعلموا عنه بشكل حقيقي. لذلك قمنا في العام الماضي بتحضير مواد تبرز مميزات هذا القانون ومواقفنا منه ونحن بصدد إعداد مواد جديدة. كذلك نعمل بالتنسيق مع منتدى معلمي المدنيات للتحضير للقاء سنوي لمعلمي المدنيات يوم 7.9 في شفاعمرو. إلى جانب أننا نعول كثيراً على المعلمين والمعلمات العرب في شتى المجالات ونعمل لتدعيمهم ورفع وعيهم النقدي تجاه مضامين التعليم وتشجيعهم على أخذ دورهم الفعال في التربية للهوية والانتماء والنقد. فكما قلنا دائماً، المعلم الواعي والمثقف بإمكانه أن يجعل حتى من المواد الإشكالية فرصة جيدة لعملية تربوية هادفة لصالح مجتمعنا”. كما يقول.

قوة مؤثرة لرفع مستوى التعليم العربي
ويشير في حديثه إلى أن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي تعالج قضايا كثيرة مقابل وزارة التربية والتعليم بكل ما يتعلق بالموارد والفجوات الهائلة بين العرب واليهود ومضامين التعليم. كما وتسعى اللجنة لتأطير التربويين العرب لأخذ مسؤولية وبناء قوة مؤثرة لرفع مستوى التعليم العربي والتأثير على مضامينه.
ويستدرك الدكتور شرف حسّان حديثه لـ “المدينة” بالقول: “هنا لا بد من التأكيد على دور السلطات المحلية والأهالي والمجتمع المدني والأحزاب إلى جانب الدور الهام والحاسم جداً للمعلمين والمؤسسات التربوية كافة. وندعو السلطات المحلية والناشطين والتربويين العرب في كافة البلدات العربية والمدن المختلطة المبادرة لإقامة مجالس تربوية ولجان متابعة للتعليم محلية تعمل بالتنسيق الكامل مع لجنة متابعة التعليم والمجلس التربوي العربي. لهذا نعمل على بناء شبكة من التربويين الناشطين ووضع قضايا التعليم على رأس سلم أولويات مجتمعنا ورفع جهوزية المجتمع لخوص نضالات متعلقة بكافة مجالات التربية والتعليم بما في ذلك مضامينه وإلى المبادرة لمشاريع وبرامج تربوية تمثل رؤيتنا واحتياجاتنا وقضايانا”.
ويلفت حسّان إلى أن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي تعد لمؤتمر كبير للمعلمين العرب في مدينة عرابة في الخامس من تشرين ثان/نوفمبر القادم، “نواصل العمل لإعداد حقائب تربوية جديدة ستصدر قريباً”. كما ويؤكد على “ضرورة مواصلة مشروع اللغة العربية والهوية وسنكرم حوالي 60 مبادرة ومدرسة عربية كان لهم مساهمات خاصة في عام اللغة العربية والهوية. وبرنامج العمل يشمل أيضاً معالجة قضايا متعلقة بالتعليم العربي في النقب وفي المدن المختلطة وقضايا التعليم العالي”.

الدكتور شرف حسّان
الدكتور شرف حسّان

مع نضال المعلمين حتى تحصيل حقوقهم
وفي هذا المضمار، من المتوقع أن تصدر المحكمة قرارًا يمنع منظمة ونقابة المعلمين، من تنفيذ الاضراب الذي أعلنت عنه بداية العام الدراسي الحالي، بعد أن هددت بإغلاق المدارس وعدم افتتاح العام الدراسي، حتى نيل الحقوق التي تطالب بها، وذلك بعد ان توجهت وزارة المعارف بشكوى للمحكمة بهذا الخصوص.
وتتلخص مطالب منظمة المعلمين بإجراء إصلاحات في ظروف المعلمين، ومنها مسألة الدروس الخصوصية، والساعات الكثيرة التي يقضيها المعلمون في تصليح امتحانات الطلاب والتي تكون على حساب الطلاب، إضافة الى المهام التي تُلقى على المعلمين اسبوعيًا ومنها ملئ استمارات حول كل طالب.
وحول ذلك يؤكد حسّان وقوف لجنة متابعة قضايا التعليم العربي التي يرأسها مع نضال المعلمين ومع منحهم حقوقهم وتعزيز مكانتهم، “فالمعلم هو أساس العملية التربوية لذلك ندعم نضالهم ونطالب النقابات بالاهتمام أكثر بمعالجة قضايا المعلمين العرب”. كما يقول.

مع النقب
وبخصوص القرى مسلوبة الاعتراف بالنقب يقول الدكتور شرف حسّان: نولي أولوية في الأيام القريبة لمعالجة مشكلة حوالي 18000 طالب من قرى غير معترف بها في النقب قد يجدون أنفسهم بدون أي إطار تعليمي.
ويوضح أن المشكلة نشأت بعد أن اضطر مجلس إقليمي القيصوم في الأسبوع الأخير الإعلان عن وقف خدمات التعليم لطلاب خارج منطقة نفوذه بسبب رفض وزارة التربية تمويل ذلك بشكل يضمن مستوى تعليمي بالحد المطلوب. الأمر الذي كان قد طالب به رئيس المجلس السيد سلامة الأطرش منذ وقت طويل لكنّ الوزارة تجاهلته.
ويؤكد حسّان في ختام حديثه: “نحن نقف إلى جانب الطلبة والأهالي في القرى مسلوبة الاعتراف ونطالب وزارة التعليم بضمان حقهم الكامل في التعلم ونعالج المشكلة بشتى الوسائل بالتنسيق مع لجنة الرؤساء والأهالي والمحامية سناء بن بري من جمعية حقوق المواطن”.

قرى مسلوبة الحقوق والاعتراف
وللوقف على تفاصيل معاناة الطلبة في القرى مسلوبة الاعتراف بالنقب عشية السنة الدراسية الجديدة يقول المركّز الميداني لمجلس القرى غير المعترف بها السيد معيقل الهواشلة في حديث لـ “المدينة”: “نعاني من عدة إشكاليات أولها أن ميزانية قرى مسلوبة الاعتراف نحصل عليها من خلال مجلسي القيصوم وواحة الصحراء، وبشكل خاص في مدرسة القيصوم هناك إشكالية بيننا وبين وزارة التربية والتعليم التي لا تدفع كل مستحقاتها، ومجلس القيصوم يطالب بحق وهو على استعداد أن يخدم هذه القرى ولكن على أساس أن يكون للطلاب نفس الاستحقاقات التي تكون في القرى المعترف بها في النقب والقرى والمدن اليهودية”.
أما من ناحية رياض الأطفال، يضيف الهواشلة: “حدث ولا حرج فهناك أكثر من 4800 طالب، وهذه معطيات من وزارة التربية والتعليم في لجنة الكنيست، وهناك طلاب من جيل 3-4 سنوات في صفوف بساتين ورياض الأطفال لا يوجد لهم أي إطار ليتعلموا فيه، ناهيك عن قضية السفريات التي تواجه القرى مسلوبة الاعتراف وهي في غاية الصعوبة، حيث أن جميع الطلاب يسافرون في حافلة واحدة، تضم طلاب من جميع المراحل التعليمية وهذه الفروق العمرية تولد مشاكل كبيرة، هذا عدا على قسم من الطلاب يمشي على قدميه مسافات طويلة ليصل إلى المدرسة”.

السيد معيقل الهواشلة
السيد معيقل الهواشلة

اكتظاظ في الصفوف يزيد عن حده
إلى جانب هذه المعاناة التي يلاقيها الطلاب، يشير معيقل الهواشلة إلى أن هناك بعض القرى مسلوبة الاعتراف مثل قرية الغرّاء موجود فيها الحضانات وروضات الأطفال لكنّ أعداد الطلاب أكثر بكثير من أعداد الغرف والصفوف كما أن قسما من الطلاب يتعلم بغرف متنقلة والاكتظاظ في الصفوف يزيد عن حده. ناهيك عن الإهمال الكبير جداً في روضات الأطفال، بالإضافة إلى أنه في هذه القرية يوجد نحو 600 طالب من جميع المرحل التعليمية لا توجد فيها مدراس مما يضطرهم إلى السفر عشرات الكيلومترات من أجل الوصول إلى مدراسهم.
ويُبين أن هناك ما يقارب من 36 قرية غير معترف بها بالنقب، قليل منها يوجد فيها مدارس، ويلفت الهواشلة في حديثه لـ صحيفة “المدينة” إلى أن “وزارة التربية والتعليم الميزانيات التي تدفعها تذهب فقط للسفريات وتستطيع الوزارة بناء مدارس داخل القرى والمجمعات والحارات وتوفر على نفسها الكثير وتسهل على الطلاب وأهاليهم وعلى الجميع وحتى لو أنها أقامت مدرسة ببناء مؤقت فهذا يساعد كثيرا الاهل ويساهم في دعم قضية التربية والتعليم في هذه القرى”.
وتوقع المركّز الميداني لمجلس القرى غير المعترف بها أن يُنفذ إضراب في بداية السنة الدراسية الجديدة في حال لم تستجب وزارة التربية والتعليم لمجلس القيصوم ومجلس القرى غير المعترف بها في واحة الصحراء مما سيؤثر سلبا على الطلاب، حيث أن هناك أكثر من 35 ألف طالب في النقب منهم نحو 1800 طالب من قرى غير المعترف بها يتعلمون في مدارس قرى القيصوم ومدارس مجلس واحة الصحراء وستتفاقم المشاكل ويتضاعف عدد الطلاب في هذه المدارس وهذا ما يُخشى منه. على حد قوله.

معاناة مضاعفة
وعلى أثار المعاناة السلبية التي تلقي بظلالها على الطلاب يقول الهواشلة: الطالب المسافر الذي يقطع مسافات طويلة يبدأ تعليمه متأخراً في ساعات متقدمة من الصباح، فلا يعقل أن جميع الطلاب في هذه الدولة يذهبون إلى مدراسهم باكراً ويصلون باكراً وهؤلاء الطلاب يخرجون من الساعة السادسة صباحا ويعودون إلى بيوتهم في ساعات متأخرة، فكيف لا يكون لهذا التأثير السلبي على التربية والتعليم؟ ناهيك أنه في نفس القرية غير المعترف بها لا يوجد أماكن ولا إطار تربوي وتعليمي ليعوض لهم ما خسروه من تعليم بسبب هذه المعاناة التي يلاقونها مما يؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي.

هل من مستجيب؟؟
ويُبين السيد معيقل الهواشلة في ختام حديثه أن مجلس القرى غير المعترف بالنقب واللجنة المحلية ولجنة أولياء أمور الطلاب قد توجهوا برسالة مستعجلة إلى وزارة التربية والتعليم بالتوقف الفوري عن سياسية التمييز والعنصرية والنظر والاهتمام في الإشكاليات والمعاناة التي يلاقيها الطلاب في القرى غير المعترف بها وطالبوها بدفع الميزانيات المستحقة لمجلس القيصوم والعمل على بناء مدارس في هذه القرى، كما قد توجه الهواشلة شخصيا إلى النائب د. يوسف جبارين بصفته عضو في لجنة التربية والتعليم في لجنة الكنيست وطلب منه أن تعقد اللجنة جلسة في هذا الشأن وتبحث المعاناة والمشاكل التي يعيشها طلاب المدارس عشية افتتاح السنة الدراسية الجديدة لهذا العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى