أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحليات

“خشم زنة” مسلوبة الاعتراف في النقب تقاوم مخططات التهجير والاقتلاع ونبش مقبرتها التاريخية

طه اغبارية

بادرت اللجنة المحلية في قرية “خشم زنّة” مسلوبة الاعتراف في النقب، أمس الاثنين، إلى نصب خيمة اعتصام، بدعم من “المجلس الإقليمي” للقرى غير المعترف بها ولجنة التوجيه العليا في النقب، وذلك احتجاجا على مخططات المؤسسة الإسرائيلية وشركة المياه القطرية “مكوروت” بناء خزان مياه فوق مقبرة القرية.
وتقع قرية خشم زنة، التي تتعرض لمخططات تهجير واقتلاع، على جانب شارع 25 في النقب، جنوبي البلاد، وهي جزء من المنطقة ذات التركيز الأكبر للقرى التي سلبتها السلطات الإسرائيلية الاعتراف.
وشارك في انطلاق فعاليات خيمة الاعتصام، الاثنين، العشرات من الأهالي وقيادات النقب من مختلف القوى السياسية العربية، وتستمر فعاليات الخيمة حتى يوم الجمعة القادم، حيث دعت اللجنة المحلية والجهات المبادرة إلى المشاركة في صلاة الجمعة هناك تعزيزا لصمود أهل القرية في مواجهة المخططات الإسرائيلية.
وتعاني قرية “خشم زنه” البالغ عدد سكناها على ما يزيد عن 3 آلاف نسمة من نقص شديد في الخدمات الحياتية الأساسية، وهي متجذرة على أرض النقب قبل عام 1948 وإقامة إسرائيل، وفيها عدة مرافق تاريخية هامة منها بئر مياه أغلقت من قبل السلطات الإسرائيلية، وبعض المساكن القديمة والكهوف المنحوتة لتخزين المحاصيل.
وقال الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، إن “إقامة خيمة الاعتصام تندرج في إطار المعركة التي يديرها أهل القرية ضد مخطط نبش المقبرة التاريخية والسطو على رفات الأموات منذ سنوات، بزعم إقامة خزان للمياه مكانها”.
وأكد العقبي في حديث لـ “موطني 48″، أنه “نقف مع إخواننا في اللجنة المحلية في “خشم زنة” قلبا وقالبا، في كل نشاطاتهم ضد مخططات نبش المقبرة وانتهاك حرمة الأموات، ولا نسمح بأي شكل من الأشكال بنبش مقابر آبائنا وأجدادنا في النقب وفي كل فلسطين الرباط، لأن المحافظة على مقابرنا ومقدساتنا هي الشاهد الحي والدليل القاطع على صمودنا ووجودنا على هذه الأرض قبل مجيء هؤلاء القوم، وسنبقى بعدهم إن شاء الله رب العالمين”.
واعتبر العقبي، أن أهداف المخطط الإسرائيلي في “خشم زنة” سياسية من الدرجة الأولى بهدف مواصلة التضييق وسياسات التهجير على الأهل في النقب، وقال: “الادعاء الإسرائيلي بأن الهدف هو إقامة خزن مياه على أنقاض المقبرة، يخفي الدوافع الخبيثة للمؤسسة الإسرائيلية، لأن المساحة في منطقة المقبرة تتسع لخزان المياه دون المس بالمقبرة التاريخية القائمة منذ مئات السنين”.
ولفت عضو لجنة التوجيه، إلى أنه سينظم قريبا معسكر عمل في أرض المقبرة لتنظيفها وتسييجها ضمن الفعاليات التي تعزز المحافظة على المقبرة في وجه الأذى الإسرائيلي.
وحذر الشيخ أسامة العقبي من الركون إلى أصوات ما يسمى “اليسار الإسرائيلي” التي تزعم دعمها لأهل النقب، مشيرا إلى أنها أداة من أدوات الاختراق الإسرائيلي للمجتمع العربي في النقب.
هذا وتعود تسمية القرية بـ “خشم زنّة”، وفق الرواية الشعبية، إلى امرأة صالحة تدعى زانة مدفونة في ثرى خشم زنة، وبسبب الموقع الجغرافي للقرية على تلة تشبه أنف المرأة أطلق عليها اسم خشم زنة.
وذكرت خشم زنة بشكل واضح في الوثائق البريطانية الخاصة بالنقب، وهي موجودة أيضًا في الخرائط العثمانية التي سبقتها، غير أن القرية مهددة بالاقتلاع والترحيل بشكل كامل من قبل السلطات الإسرائيلية، بهدف تهويد المكان.
ويقضي مخطط تهجير القرية المقترح من قبل ما تسمى “سلطة تطوير النقب” بنقل سكان خشم زنة إلى منطقة تقع ضمن نفوذ مخطط منطقة الصناعات الأمنية الإسرائيلية “رمات بيكع” ما يهدد السكان في حال التهجير بالتعرض لخطر التدريبات العسكرية للجيش الإسرائيلي والصناعات الكيماوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى