الضفة وغزة

رغم الوعود… البنك الدولي لا يحول الميزانيات لمحطة الصرف الصحي في غزة

يحجم البنك الدولي، رغم وعوده الواضحة، عن تحويل الميزانيات لتفعيل محطة تطهير مياه الصرف الصحي في قطاع غزة. ومن دون تحويل الميزانية المطلوبة، التي تقدر بحوالي 15 مليون دولار، لن يتم معالجة مياه الصرف الصحي وسيتواصل جريانها في الشوارع وتهديد مصادر المياه في القطاع وكذلك ابار المياه في لدى الطرف الإسرائيلي.
ويفترض الانتهاء من إنشاء المحطة في نهاية السنة الحالية، لكنه لم يتم حتى الان ضمان ميزانية تسمح بتفعيل وصيانة المحطة الجديدة التي اقيمت بتمويل من البنك الدولي، الذي يجمع الاموال من الدول المانحة من اجل تنفيذ مشاريع في غزة.
ومن المفترض أن يعالج هذا المشروع جزءا كبيرا من مشكلة مياه الصرف الصحي في شمال قطاع غزة، وجلبها إلى مستوى نقاء يسمح باستخدامها لري المزارع. ويتدفق جزء كبير من مياه الصرف الصحي حاليا إلى البيئة بسبب عدم وجود مرافق تنقية ونقص الكهرباء لتشغيل المرافق القائمة. وكجزء من المشروع، تم التخطيط أيضا لترميم وتنظيف مجمعات المياه العادمة الكبيرة والقديمة، التي تسبب تلوثا مستمرا للتربة والمياه الجوفية.
وفي العام الماضي، أبلغ البنك الدولي السلطة الفلسطينية صراحة بأنه سيحول الأموال لصيانة المرفق وتشغيله، إلا أنه أصبح من الواضح في الآونة الأخيرة أن التمويل لم يعد مضمونا. وقال البنك الدولي ردا على ذلك “ان سلطة المياه الفلسطينية اعدت اتفاقا لتشغيل وصيانة المرفق. نحن نعمل مع السلطة لإيجاد عامل يمكنه دعم تنفيذ عمليات الصيانة والتشغيل”.

ووفقا للبنك، في جميع الأماكن في العالم، وفي قطاع غزة، يكون مشغل المنشأة مسؤولا عن صيانتها وتشغيلها – حتى في المنشآت التي اقيمت بتمويل من البلدان المانحة. ويتم ذلك عادة عن طريق جمع رسوم الصرف الصحي من السكان أو من السلطات المحلية، الذين يحظون بالخدمات التي تقدمها المنشأة. وقال البنك “اننا ملتزمون بمواصلة مساعدة السلطة الفلسطينية على تحسين الوضع المالي لخدمات المياه ومعالجة مياه المجاري. من الاهمية بمكان استثمار الموارد المتناقصة للدول المانحة في تنمية الاقتصاد والمؤسسات التي تتيح الادارة المستدامة للأصول الاقتصادية في الاراضي الفلسطينية”.
ومن بين الذين يتابعون الوضع في شمال قطاع غزة بقلق، سلطة المياه الإسرائيلية، لأن مياه الصرف الصحي تتدفق من غزة إلى البلاد عبر وادي حنون، وتهدد المياه الجوفية المستخدمة للشرب في جنوب مجمع المياه الساحلي. وقالت سلطة المياه ردا على الوضع في غزة، انها على اتصال مع ممثلين عن البنك الدولي، وانه من المتوقع عقد اجتماع مع الفلسطينيين الشهر القادم لمناقشة مسألة تشغيل واعادة استخدام المياه العادمة. ومع ذلك، ومن أجل منع تدفق مياه المجاري إلى الجانب الآخر من الحدود، قامت سلطة المياه الإسرائيلية – وبمساعدة هيئة الصرف الصحي “شيكما – بشور” والمجالس الإقليمية “شاطئ عسقلان” و”شاعر هنيغف”، تم انشاء سد في وادي حنون، مما أدى إلى توقف تدفق مياه الصرف الصحي وتخزينها. وتقوم السلطة الآن بتشجيع إنشاء نظام لنقل هذه المياه إلى محطة لمعالجة مياه المجاري في سديروت.
وتجدر الإشارة إلى أنه حتى إذا تم تأمين التمويل لصيانة وتشغيل محطة التنقية الجديدة، فسيكون من الضروري التعامل مع مشكلة إمدادات الكهرباء لهذا المرفق، بسبب النقص العام في الكهرباء في قطاع غزة. ولا يوجد حاليا خط كهرباء من الجانب الإسرائيلي إلى غزة، وبالتالي سيتعين على الفلسطينيين الاعتماد على استخدام الديزل الذي لم يتم توريده بانتظام إلى قطاع غزة في العام الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى