أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

عبد النّاصر كما لا تعرفونه (1)

أحمد هاني مصطفى كيوان

تقديس الزّعيم الملهم
في لفتة من لفتات الشيخ “كشك” رحمه الله، وأحسن مثواه، وجمعنا الله عند حوض المصطفى وإيّاه، عن الزعيم “الـمُلْـهَم”؛ رائد الحكم المًستبدّ العسكريّ الدمويّ، في مصر والعالم العربيّ والإسلاميّ، قال: عندما أراد عبد الناصر أن يوحّد مصر وسوريا، وقف أمام مجلس الشعب قائلًا: نحن لم نر ضرورة مُلحّة لتوحيد القطرين؛ المصري والسوريّ؛ فما كان من مجلس الشعب إلّا أن وقف جميع أعضائه مصفّقين مهلّلين، وتابع الزعيم الملهم بعدها قائلًا: ولكنّا رأينا أنّ الوحدة بين مصر والشام هي ضروريّة حتميّة، فعقدنا العزم على إنشائها، فقام المجلس نفسه الذي صفّق بعدم الوحدة قبيل لحظات، مصفّقًا مهلّلًا لهذا القرار الإبداعيّ الذي صدر عن الزعيم الملهم.
هذه اللفتة كفيلة أن تعطينا صورة عن غسيل الأدمغة التي مرّرها الحكم الناصريّ، وما زال بعضنا إلى يومنا هذا، يرى في عبد الناصر، ذلك البطل الأسطورة، والزعيم الخالد، والقائد المقدّس الذي لم تنجب الأمّة مثله.

ومن يومها أصبحت مصر كلّها كرداسة
عند غروب الشّمس، وفي يوم من أيّام أغسطس اللاذعة عام 1965، جاء ثمانية من زبانية عبد النّاصر إلى إحدى القرى للقبض على رجل ينتمي لحركة “الإخوان المسلمون”.
لم يكن “السيّد نزيلي” موجودًا في البيت ساعة قدوم الثمانية، وكان أخوه واقفًا أمام المنزل، فسألوه عن أخيه “السيّد نزيلي”، فأخبرهم أنّه موجود في القاهرة، وأنّه غير موجود في البيت هذه اللحظة، وتابع مبيّنًا أنّه لن يتأخّر كثيرًا، فاستضافهم في المنزل على عادة أهل الرّيف، وأعدّ لهم شايًا قويًّا ظنًّا منه أنّ هؤلاء هم أصدقاء أخيه.
لم يكن الأخ يعلم سرّ هؤلاء، وما العاصفة التي ستهبّ قريبًا عليه، وعلى أهل بيته وعلى القرية بأكملها.
إنّه ريفيّ الطبع، يؤمن بقرى الضيّف، وكلامه الرقيق ينسج لهم حكايات، ورايات من السكينة والاطمئنان.
اثنان يقفان على باب المنزل، واثنان يصعدان إلى الطابق العلويّ حيث غرفة النوم للعروس التي لم يمض على زواجها من “السيّد” سوى أسبوع من الزمان.
الدمّ الريفيّ الصعيديّ يأخذ بالغليان في عروق الأخ الذي يرى أنّ زوجة أخيه يدخل عليها الأغراب، دونما استئذان أو حياء.
يحاول أن يعترضهم، فينهالون عليه ضربًا وتنكيلًا، فيجرّونه وزوجة أخيه التي مزّقوا ثيابها، وأخرجوها شبه عارية.
يظنّ الأخ أنّ هؤلاء ما همّ إلّا بضعة لصوص جاؤوا في غفلة من الزمن، فيأخذ بالصراخ والاستغاثة، طالبًا العون من أهل القرية الذين لا يقبلون المسّ بأعراضهم وممتلكاتهم.
يخرج الجيران عند سماع الاستغاثة، ويحاولون الدفاع عن أعراضهم وطرد اللصوص.
تبدأ الحرب بقذف الطوب والحجارة على لصوص الليل لإبعادهم وطردهم من المنزل.
يهرب سبعة من اللصوص، ويبقى واحد منهم يتلقّى الضرب والصفع من أهل القرية، حتّى يصاب بالإغماء.
بعد معركة التّأديب، يذهب الأخ إلى قسم الشرطة، ويقدّم بلاغًا ضدّ لصوص الليل الذين حاولوا خطفه، وخطف امرأة أخيه.
الشاويش المناوب يأتي موقع الحادثة، فيتبيّن له أنّ هذا اللص الجريح، ما هو إلّا فردٌ من أفراد الشرطة العسكريّة.
يأخذ الشاويش باللطم والعويل والولولة صارخًا في أهل القرية: الويل لكم، الويل لكم. ماذا فعلتم؟ لقد مسستم بسيّد من أسياد الدولة أيّها العبيد!!!
كيف سوّلت لكم أنفسكم أن تفعلوا ما فعلتم، وتصنعوا ما صنعتم؟ وتابع مولولًا: الويل لكم… الويل لكم.
لم يدرك الناس وقتها حجم هذه الولولة، وخطورة هذا التحذير.
لحظات معدودات حتّى امتلأت القرية بالكتائب الحربيّة؛ وكأنّ جبهة الحرب الحدوديّة في سيناء حوّلت مسارها، واتّجهت للجهاد في كرداسة.
وزير الداخليّة، عبد العظيم فهمي يحضر المعركة، وعن يمينه الفريق علي جمال الدين رئيس غرفة العمليّات، وعن شماله المجرم الدمويّ “شمس بدران”، ومحافظ الجيزة ومدير الأمن ومأمور المركز؛ كلّهم جاؤوا بخيلهم وسلاحهم من أجل تأديب هذه القرية المارقة التي تطاولت على أسيادها!!!
الرجال يُسحلون في شوارع القرية، والنساء يُجرَرْنَ شبه عاريات، وعمدة القرية يربط بالحبال هو وعائلته ويساقون كالبهائم، وأصوات الكرابيج تنشد نشيد القهر والطغيان.
ثياب الرجال تمزّق، ويُتركونَ عرايا كما ولدتهم أمهاتهم أمام الزوجات والأطفال، وبعد وصلة تعذيب طوال الليل أخرجوا الرجال عرايا كما ولدوا، وجمعوا نساء القرية وأطفالها، وجعلوا الابن يصفع أباه على وجهه، والأخ يبصق في وجه أخيه ويضربه، والمرأة تصفع زوجها وتركبه كالدابة، والكلّ يشتم ويسبّ بعضه البعض بأحطّ الألفاظ، ثم بعد ما أرهقوا وأهانوا الجميع ذكورًا وإناثًا وأطفالا في شوارع القرية الرئيسية، أخذوهم كأسرى الحرب عرايا وشبه عرايا في مصفّحات إلى السجن الحربيّ، حيث كان في استقبالهم حمزة البسيوني، وسعد زغلول عبد الكريم قائد الشرطة العسكرية، وصفوت الروبي، وعلي الأسود، وفتحي النملة، وسمير إسكندر، وغيرهم من زبانية عبد الناصر، وبعد حفلات الضرب والتعذيب والجلد، والتي لم يرحموا فيها شيخًا كبيرًا، أو رجلًا ضعيفًا، أو طفلًا أو امرأة.
أغرقوا الجميع في دمائهم، أرادوا إذلالهم مرّة أخرى، فجمعوا الرجال في استعراض أمام الفريق محمد فوزي، وأمروهم بالركوع، وأمروا النساء أن تركب كلّ واحدة على ظهر رجل، ولم يستثنوا من ذلك حتى المرأة الحامل، التي يعوقها حملها عن تنفيذ هذا الأمر، فتوسلت بدموعها إليهم، ثم أمروا كلّ رجل أن يختار لنفسه اسم امرأة ينادونه به، ثم أحضروا مجموعة من الزبانية انهالوا عليهم بالضرب، وعددًا من الكلاب تنهش فيهم، فيزداد نهشها كلّما ازداد الضرب، وفى النهاية ألقوا بهم في الزنازين.
كان الرجال يسمعون أصوات صراخ نسائهم من التعذيب والاغتصاب، وظلّ الوضع كذلك حتى أفرج عمّن أفرج عنه، ومات من مات، مع العلم أنّ قائد الحملة كان قد أصدر أوامره للقوات باستباحة القرية لمدة ثلاثة أيام، نهبت فيها بالكامل، فلم سلم شيء منهم، فكان النهب والسّلب من ذهب النساء، إلى الأموال، إلى البهائم، إلى المحلات التجارية؛ حتى أصبحت القرية بيتًا من بيوت الأشباح.
وكانت النتيجة الحتمية لصنوف التعذيب الوحشي الذي وقع على أهالي القرية، هو الموت والجنون والصرع. كان هذا ملخّصًا لأحداث قرية تُسمّى “كرداسة”، وهي نموذج مصغّر لمصر وما حدث، وما يحدث بها.
ومن يومها أصبحت مصر كلّها كرداسة.

يوم أن مات الزّعيم
كان يومًا من أيام الخريف الغابرة، فالشّمس تخرج من بين ثنايا الخجل والكسوف، والريح تزمجر ناقمة صافعة وجه الشّمس كلّما ظنّت أنّها تتدخل جامحة في منطقة ليست لها، والغبار النّاقم يتنقّل متثاقلًا من زاوية إلى أخرى، والهدوء المريب يشاطر الرّيح نقمتها وحقدها.
كان الجوّ يبشّر أنّ شيئًا غريبًا سوف يأتي.
لم أكن أعلم شيئًا عن تجمهر النّاس في حارتنا الضيّقة، فالنّساء يذرفن الدّموع في نغمات سمفونيّة حزينة، وتلاطم النّبرات يتداخل في طيّات غريبة هجينة، ولطم الصّدور يعزف لحنًا قرمزيًّا حاملًا كلّ أوجاع الجسد، وطقوس اللطم تتخذ دروبًا رتيبة في أزقّة ودهاليز حارتنا الملتوية، والرّجال يجلسون مطرقين رؤوسهم، وقطرات الدّمع تنساب هادئة في أخاديد وجوههم.
كم شدّني صوت خالتي “أم جمال”!، كان صوتها ممزوجًا بنبرات من الوجع والحزن الشّديدين، وكم بـَهَرَتْني تموّجات لحنها الزّريابيّ الباكي، النّاضح من مقامات الصّبا، والذي يسابق العاطفة والثّكل والرّثاء!
عجيبٌ أمر خالتي “أمّ جمال”! فهي تتقنُ فنّ النّواح والعويل، إلى درجة تعجز السمفونيّات البتهوفنيّة والموتسارتيّة عن تدوينها وملاحقتها وعزفها. فهل درست الألحان الزّريابيّة؟ وهل تلقّت علم المقامات الموسيقيّة، والموشّحات الأندلسيّة؟!
كان صوتها معزوفة تشدّ الآذان، فتشنّفها بعَـبَـراتٍ وعبارات تعجز المعاجم عن وصفها، وتستسلم القصائد والمعلّقات أمام أطلالها الغابرة.
كيف تنجح هذه المرأة في إخراج هذه النبرات الباكية من صدرها؟! ومن هو المندوب الذي توشّحه بزفرات عويلها، والحان نعيها؟
وكلّما فجّرت لحنًا متموّجًا جديدًا، جاءت زفرات النّساء الأخريات حاضنة هذا اللحن، متلقّفة نوطاته المتفرّعة، مداعبة إيّاه في شيء من الدّلال والحنوّ الغريب، فيخرج اللحن سمفونيّة تذيب كلَّ سلاسل الجمود واللامبالاة.
كنت طفلًا كسائر الأطفال ينظر من بعيد إلى هذه الوجوه التي غيّرت جلبابها، فكان أن تملّكني الاندهاش والاستغراب كثيرًا؛ فبلدتنا صغيرة، وحارتنا أصغر من صغيرة، وأخبارها تنتقل بسرعة عجيبة، والموت وأخباره تسود الزّمان والمكان.
ما كلّ هذا التّجمهر الذي يغزو حارتنا في هذا اليوم؟! ولماذا تصرخ النّساء هذا الصّراخ الغريب؟! ولماذا يجلس هذا الكمّ الهائل من الرجال على هذه الحال؟ ولماذا هذا الجوّ المشحون بالصراخ والنّدب واللطم؟!
راجعت نفسي، وحككت رأسي علّني أتذكّر أنّ سمّاعات المساجد قد نعت أحدهم، وقلت في نفسي: إنّني لم أسمع نعيًا، أو خبر وفاة؛ فهل فاتني شيء من أخبار حارتنا؟!
قوّة غريبة تشدّني أن التحم هذا الالتحام بين الجمهور، وزاد من جاذبيّة هذه القوّة الغريبة وجود صندوق خشبيّ ترفعه أيدي الرّجال، متنقّلًا من ذراع إلى أخرى، حاضنة إيّاه في شيء من التّقديس والبركة.
الكلّ يحاول أن يلمس ولو بعضًا من هذا الصندوق الخشبيّ، فيتدافع الرجال في قوّة وعزيمة غريبة كي يصلوا إلى هذا الصندوق…
هو يومٌ من أيام الخريف التي أكرهها؛ فهذا الخريف يأتي ببشارتين لا أستطيع أن أتحمّل بعضًا منها، فيصيبني الحزن والكمد، وتتسربلني الكآبة التي لا أستطيع أن أبيّن سببها.
السّماء غيّرت وجهها، والغبار يتلاعب بأوراق الشّجر المتساقط في كل مكان، وجرس المدرسة ينذر إنذارًا نهائيا في الدخول إلى الصفوف في مدرستنا التي لا أعرف لها مكانًا محدّدًا؛ فكلّ ما أعرفه عن مدرستنا هذه الغرفة الهجينة التي امتلأت بطلّاب أعرفهم ولا أعرفهم.
كان إنذار الجرس في هذا اليوم مختلفًا اختلافًا كبيرًا عن باقي الأيّام؛ وكأنّه يدقّ مُنذرًا من يحاول الدخول إلى المدرسة!
كم فرحت أنّني اليوم لن أذهب إلى المدرسة! فلم استعلم السّبب، ولم أفكّر في سؤال أبي أو أمّي؛ فكلّ ما يهمّني الآن هو غيابي أنا، والغياب المطلق لجميع النّاس في حارتنا.
الوفود تتزايد شيئا فشيئا، وأزقّة الحارة أصبحت تضيق بهذه الجموع الغفيرة من النّاس، وتتوالى الوفود جالسة على الرصيف الترابيّ المقابل لمسجد حارتنا.
كم يبلغ عددهم؟ قلت في نفسي وأنا أحاول أن أحصيهم فردًا فردًا، وكلّما وصلت أصبعي إلى فرد معيّن، وإلى عدد، وإلى نقطة محدّدة، اكتشفت أنّ جمعًا جديدًا، وفوجًا ناهرًا قد التحم في هذه الجموع التي لا نهاية لها، فتتوقّف أصبعي عن العدّ مستسلمة مهزومة أمام الوفود القادمة المتدفّقة تَـتْـرَى.
النّعش الخشبيّ يخرجُ من المسجد، فتعالى الصّرخات القادمة من حناجر النّساء اللاطمات النّادبات، وتزداد أصوات الأنين الخارجة من أعماق الرّجال المنسوجة بسيل من الدّموع، وكلّما نظرت حولي وجدت أنّ الجوّ يخبر أنّ ثمّةَ عاصفة حزينة قادمة عن قريب.
الشوارع الضّيّقة تعجّ بالنّاس، والهواء المرّ أصبح يضيق بالمارّة، والقافلة تسير إلى جهة لا أعلمها؛ فقد تغيّر خطّ السير المعهود إلى المقبرة، واختلطت الأصوات فيما بينها، وتلاطمت صرخات النّساء متصادمة مخرجة دويًّا غريبًا لم أعهده من قبل.
كان الصّوت الذي ميّزته من بين الصّرخات والعويل يعود ويكرّر نفسه مرّات ومرّات… يا جمال… يا جمال … الأمر الذي جعل الحماس يلتهب في أحشائي، فَـسِـرْتُ مردّدًا ما تقوله الجموع يا جمال … يا جمال …
لم يهمّني من يكون هذا “الجمال”، فكلّ الذي يهمّني في هذا اليوم هو رؤية هذه الجموع الغفيرة من البشر، وعدم الذّهاب إلى المدرسة.
القافلة تسير بتسارع نحو زاوية لا أعلمها، وتلتقي قافلتنا بقافلة أخرى قادمة من الحارة المجاورة، ونصطدم بقافلة جديدة من الحارة المقابلة، وبقافلة من الحارة الموازية.
التحمت القوافل فيما بينها، واجتمعت أربعة توابيت خشبيّة تتراقص فوق أعناق الرجال، وجاءت شمس الظهيرة معلنة انتهاء هذا المأتم الجماعيّ في قريتنا.
تفرّق النّاس عائدين إلى بيوتهم والحزن بادٍ على وجوههم التي لم تعرف الرّاحة منذ دهور، فعدت إلى البيت كما عاد الآخرون.
كان أبي حزينًا جدًّا في هذا اليوم، وحتّى أمّي التي أعرفها مبتسمة طوال الوقت كانت تسبل بعض الدمعات من حين إلى آخر.
– من هو جمال؟ قلتها وأنا أستر خجلي أمام أبي وأمّي.
– لقد مات جمال عبد النّاصر؛ زعيم الأمّة العربيّة، ورئيس الشّقيقة الكبرى… قالها أبي والدّمع يفرّ من عينيه.
واستحضرت بعض الذّكريات القريبة، عندما كنت أسمع أبي يقول وهو خارج من البيت: سوف يخطب عبد النّاصر، فكنت أتبعه إلى مقهى قريب من بيتنا، فأقف بعيدًا كي لا يراني، أو يشعر بي، فأسمع تصفيق الرّجال وتكبيراتهم عند كلّ رنّة من رنّات هذه الخطاب.
عشت زمنًا طويلًا والشقيقة الكبرى تملأ كياني ووجداني الذي يبحث عن زاوية يجد السّكينة والسموّ فيها، وترعرعت على التّجربة النّاصريّة الاشتراكيّة التي احتلّت قلبي وفكري، وقلوب النّاس جميعهم، أو جلّهم.
مضت الأيام كاشفة أنّ التجربة النّاصريّة لم تكن إلا هزيمة من هزائمنا التي نفتخر بها ونقدّسها، ونجلّلها بهالة من الرّبوبيّة، ورأيت أنّنا نغدق الأوسمة على كلِّ هامة جلبت الهزيمة والذّل والخنوع لهذه الأمّة، وأيقنت أنَّ العهد النّاصريّ لم يكن إلا عهدًا من الاستبداد والقهر والدّمويّة والخيانة الأسطوريّة، فضاعت البلاد، وتفرّقت وتناثرت وتلاطمت أعناق العباد تحت سنابك المقاصل النّاصريّة.

يتبع في الحلقة القادمة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى