أيها الحجاج الكرام: بلّغوا عنا السلام من المسجد الأقصى للمسجد الحرام
الشيخ كمال خطيب
إذا كان الأخوان الشقيقان هما من ظهر واحد هو ظهر الأب، وحملهما بطن واحد هو بطن الأم فإن المسجد الحرام والمسجد الأقصى شقيقان قد جمعا في نصف آية واحدة ومتن حديث واحد، وأن أمر بنائهما كان من الله تعالى. إنه الله تعالى الذي قال {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} آية 1 سورة الإسراء.
وإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال لما سئل: “يا رسول الله، أي المساجد بني في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قيل: ثم أي يا رسول الله؟ قال المسجد الأقصى وبينهما أربعين عامًا”.
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جمع في حديثه الشريف بين الأشقاء الثلاثة الذين لا تشد الرحال إلا إليهم لما قال: “لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا”.
الفلسطيني صاحب الحظ السعيد
ونحن في أشهر الحج المعدودات والمعلومات {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} آية 197 سورة البقرة. بل إننا نوشك أن نبدأ بالأيام العشر المباركات من ذي الحجة {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} آية 12 سورة الفجر. وها هم ضيوف الرحمن من الحجاج منهم من وصل إلى الأرض المباركة، ومنهم من يستعد للمغادرة من كل أصقاع الدنيا تلبية لنداء إبراهيم عليه السلام {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} آية 27 سورة الحج، حيث هناك سيزورون المسجد الحرام وما حوله في منى وعرفات ويؤدون أركان الحج وسيزورون كذلك المسجد النبوي الشريف للسلام على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
ليظل الحاج الفلسطيني هو الوحيد من بين كل الحجاج المسلمين الذي كتب الله له شرف الجمع بين المساجد الثلاث وزيارتها وشد الرحال إليها، المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. فإذا كان الحجاج سيزورون المسجدين الشقيقين في مكة والمدينة ثم يرجعون إلى أوطانهم، فإن الحاج الفلسطيني هو وحده من سبق وزار المسجد الأقصى وشد الرحال إليه قبل سفره إلى الحج، لا بل منهم من يبدأ رحلة الحج أو العمرة محرمًا من ساحات المسجد الأقصى المبارك، أو أنه مباشرة بعد عودته فإنه سيزور المسجد الأقصى المبارك، مع أن هذا الشرف قد حرم منه الفلسطينيين من أهلنا في غزة والضفة الغربية ممن تحول إجراءات الاحتلال الصهيوني دون تحقيق هذا الشرف الذي كتب الله لأهل القدس الشريف وأهل الداخل الفلسطيني أن ينالوه حيث أهلنا في الضفة الغربية وفي غزة ممنوعون من الوصول للقدس الشريف والمسجد الأقصى إلا في حالات نادرة.
يا راحلين إلى منى بقيادي
أنتم أيها الحجاج الذين سترحلون عنا فإنها وصيتنا لكم بل سلامنا نحملكم إياه، بل سلام المسجد الأقصى تحملونه إلى شقيقيه المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. سلام الحبيب إلى أحبابه والشقيق إلى أشقائه والمشتاق لمن يتلهف للّقاء بهم كحال طفل انتزع واختطف من حضن أمه ومن بين أخوته، ثم يبدأ يتنسم أخبار وموعد اللقاء القريب برجوعه إليهم. أليس المسجد الأقصى قد اختطف من حضن الأمة وحيل بينه وبين شقيقيه من يوم النكسة والهزيمة والفضيحة العربية الكبرى في عام 1967.
ولعل أجمل ما نعبر به عن حب وشوق للمسجد الأقصى المبارك لأخيه المسجد الحرام والمسجد النبوي هو تذكيرهما بأن شقيقهما ما يزال أسيرًا وحزينًا ومدنسًا، لا بل أن المغتصب الصهيوني قد جعل أحد حيطانه مصلّى له ولأتباعه وأسماه كذبًا حائط المبكى وهو ليس إلا حائط البراق. لا بل إنه قد اغتصب بواباته ويتحكم بمن يدخل للصلاة فيه، لا بل إنه يحفر من تحت أركانه وأساساته حيث يريد تقويضها ليعجّل في هدمه والبدء بمشروعه الأسود مشروع بناء الهيكل الثالث المزعوم.
ولأن من أهل فلسطين من لا يستطيعون أداء فريضة الحج ولا حتى سُنّة العمرة بفعل قيود الاحتلال الصهيوني وإجراءاته، وبفعل المواقف الظالمة التي تتخذها أجهزة النظام السعودي ممن ينتقدونها ويخالفونها في سياساتها، فإنه السلام نحمّله ويُحمّله المحرومون من هنا من فلسطين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي بواسطتكم أنتم أيها الحجاج الراحلون يرددون ما ردده الشاعر اليمني إبراهيم البرعي لما مرض وحيل بينه وبين الوصول إلى الديار المقدسة وزيارة بيت الله الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشد قائلا:
يا راحلين إلى منى بقيادي هيجتموا يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي الشوق أقلقني وصوت الحادي
يا رب أنت وصلتهم صلني بهم فبحقهم يا رب فك قيادي
فإذا وصلتم سالمين فبلغوا مني السلام أهيل ذاك الوادي
بالله يا زوار وقبر محمد من كان منكم رائحًا أو غادي
فلتبلغ المختار ألف تحية من عاشق متفتت الأكباد
قولوا لهم عبد الرحيم متيم ومفارق الأحباب والأولاد
صلى عليك الله يا علم الهدى ما سار ركب أو ترنم حادي
اصبروا فإنما الصبر عند الصدمة الأولى
رغم مشاعركم الفياضة أيها الحجاج، ورغم أمنياتكم أنه لو كانت لكم أجنحة تطير بكم وتوصلكم بأسرع من أجنحة الطائرات إلى مكة والبيت الحرام لتبلغوا السلام وتصلوا الأرحام بين المسجدين الشقيقين المسجد الأقصى والمسجد الحرام، ولكن على رسلكم أيها الحجاج، وطّنوا أنفسكم على الصبر واحتمال ما سترونه من مشاهد ومظاهر ومواقف ستجعلكم تساءلون هل نحن في أرض الحجاز بلاد الحرمين، أم أنها الجاهلية الأولى قد عادت إلى جزيرة العرب؟
إنها مدينة جدة التي أول ما ينزل بها حجاج الجو وحجاج البحر القادمون عبر مينائها الجوي والبحري، والتي لا تبعد عن مكة المكرمة إلا سبعين كيلو مترًا حيث فيها سترون أيها الحجاج صنمًا كبيرًا اسمه صنم وتمثال الحرية قيل أنه يخلد إلٰه الحب عند الرومان وقيل أنه يخلد زوجة النمرود ملك بابل الذي ألقى إبراهيم عليه السلام في النار عقابًا له على تحطم الأصنام. إنها الأصنام التي حطمها حبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم وطهّر منها البيت الحرام، اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، ليعود محمد بن سلمان وينصبها قريبًا من البيت الحرام وتكون أول من يراها الحاج، والعجيب أن هذا الصنم قد نُصب مع بدايات الأشهر المعلومات أشهر الحج.
إنها مدينة جدة التي تعجّ هذه الأيام، أيام الحج بالحفلات الغنائية والموسيقية وحفلات الرقص التي أقيمت لها المسارح الفارهة حيث وصلت إلى حد أنها كانت ستستضيف أشهر مغنية إباحية أمريكية يوم 18/7/ 2019 لولا أنها ألغت مشاركتها بدعوى التعاطف مع المرأة والشواذ جنسيًا الذين يعاملون معاملة سيئة هناك حسب قولها.
لقد وصل الأمر أن يقول ويصرح مسؤولون في نظام بن سلمان أنه سيتم استغلال هذه المسارح لإقامة حفلات تستقطب الحجاج قبل بدئهم بأداء مناسك الحج، وكأن هؤلاء الحجاج تنقصهم في بلادهم مثل هذه الحفلات الماجنة وما علموا أنهم جاؤوا للحج ليطهروا أنفسهم من آثام ارتكبوها في بلادهم بمثل هذه المظاهر وغيرها، وليس ليعودوا ويقعوا في هذا الرجس، وأين؟ قرب بيت الله الحرام!
ولقد وصل الأمر أن بعض شركات الحج المصرية تعرض زيادة مبلغ 400 جنيه على سعر تكلفة الحج مقابل المشاركة في حفلة في موسم جدة قبل بدء موسم الحج في مكة، أي حال وصولهم إلى جدة جوًا أو بحرًا.
وإذا كان مشركو العرب وكما وصفهم القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بأنهم كانوا يطوفون حول البيت الحرام بالتصفيق والتصفير والغناء {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} آية 35 سورة الأنفال، وجاء الإسلام وأنهى مظاهر الشرك والإساءة للبيت الحرام، فها هو ابن سلمان وأركان حكمه يجعلون مقدمات موسم الحج حفلات الرقص والغناء والمجون في جدة، وإن كانت وجدت مقدماتها حتى في فنادق مكة. إنهم أقاموا موسم جدة للعهر ليفسد موسم الحج والطهر.
إنه نظام بن سلمان الذي ألغى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمنع ومحاربة كل مظاهر المنكر وكل ما ينافي الأخلاق ويتعارض مع الدين ومع حرمة المسجد الحرام، واستبدلها بهيئة الترفيه التي جلّ همها وأساس تكليفها الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف وإشاعة الفاحشة وفتح دور السينما والمسارح وإقامة حفلات الديسكو وفتح البارات والمراقص، وكل ما يتنافى مع الإسلام وقيمه ورسالته.
ضيوف الرحمن وضيوف ابن سلمان
تباهى حكام تلك البلاد واستغلوا وجود الحرمين الشريفين هناك لإضفاء هالة من القداسة والورع على أنفسهم مستغلين الإمكانيات المادية الهائلة التي جعلها الله بين أيديهم من عائدات النفط التي أودعها الله في بطن تلك الأرض المباركة. لقد أطلقوا على الحجاج مصطلح ضيوف الرحمن وهو مصطلح صحيح استعمل قبل إذ يتسلط آل سعود على الحكم هناك، فالحجاج هم ضيوف الله على بيته الحرام.
لكن ما يجري في فترة حكم محمد بن سلمان بشكل خاص أن ضيوف الرحمن هؤلاء قد أصبح يتعامل معهم كأنهم ضيوف على محمد بن سلمان نفسه فيرحب بمن يشاء ويمنع من يشاء. أليست قطر دولة جارة ولها حدود برية مع السعودية فلماذا يمنع حجاجها، بينما إيران التي قام حجاجها في أكثر من مناسبة بإشاعة الفوضى والخوف في البلد الحرام وتزعم السعودية أن إيران عدوها الأول فإنه يتم زيادة أعداد حجاجها عن النسبة المتعارف عليها وهي حاج لكل ألف، أي أن إيران مثًلا التي يبلغ تعدادها ثمانين مليونًا، فإنه يسمح لثمانين ألف حاج وقد أعطيت عشرة آلاف زيادة. ولماذا إن كان الحجاج ضيوف الرحمن وليسوا ضيوف ابن سلمان، فلماذا يمنع العديد من الدعاة والعلماء والمفكرين ولا يعطوا تأشيرة الحج ودخول السعودية بدعوى أنهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها السعودية أنها تنظيم إرهابي؟ وإذا كان الداخل إلى البلد الحرام قد قال الله عنه {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} 97 آية سورة آل عمران. فكيف يتم اعتقال حجاج في البيت الحرام ويتم تسليمهم إلى الأنظمة الحاكمة الجائرة في بلادهم كما حصل لأخوة ليبيين وسوريين ومصريين لمجرد أنهم ضد السيسي وبشار وحفتر. لقد أصبح ضيوف ابن سلمان المبجلين والذين يلقون الحفاوة وهم المغنون والرقّاصون والرقّاصات الذين تفتح لهم أبواب السعودية بينما تغلق في وجه الدعاة والعلماء والمفكرين أصحاب المنهج الوسطي والمواقف الوطنية الصادقة.
المنابر الحزينة والخطباء المتزلفون
إنه منبر المسجد، أي مسجد يجب أن تدوي منه كلمة الحق ونصرة الدين ومحاربة الفاسدين والظالمين. فكيف إذا كان هو منبر المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينبغي أن يكون محور خطبة الجمعة فيه هو الذي يشغل الأمة الإسلامية كلها من المحيط إلى الخليج ومن شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها.
لكن ومع الأسف فإنه وفي الوقت الذي فيه يتم اعتقال وسجن وتعذيب علماء وشيوخ ودعاة ومفكرين أمثال الشيخ سلمان العودة وسفر الحوالي وعوض القرني وناصر العمر وعلى العمري ومحمد موسى الشريف وعلي بادحدح وغيرهم، بل والحكم بالإعدام على بعضهم إضافة إلى الفصل والاقصاء والحرمان من الوظيفة والمنع من الخطابة والتدريس لكثير من العلماء وأساتذة الجامعات، فإنه يتم حصر الخطابة في المسجد الحرام والمسجد النبوي لأبواق النظام ومتزلّفيه أمثال عبد الرحمن السديس وعبد اللطيف آل الشيخ.
لقد أصبح منبر المسجد الحرام والمسجد النبوي دائمًا وفي موسم الحج خاصة، إضافة إلى منبر مسجد نمرة في خطبة يوم عرفة، لقد تحولت هذه المساجد إلى منابر للإشادة بالنظام الفاسد هناك للمديح والثناء على السياسات الرعناء والهوجاء والخرقاء للشاب المراهق الليبرالي المتهور محمد بن سلمان. لقد تحول أمثال الشيخ عائض القرني والعريفي والكلباني وغيرهم لأبواق لمحمد بن سلمان حيث يروجون لسياسته وانقلابه بل وردته عن الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
إنه وبدل أن تكون منابر المسجد الحرام والمسجد النبوي ومسجد نمرة نصيرًا وظهيرًا لقضايا الأمة عمومًا وفي مواجهة الظلم ونصرة المسجد الأقصى، فإن جلّ الحديث هو الإشادة بالطاغية الفاسد بن سلمان والحديث عن التطرف والإرهاب. وإذا كان الحديث عن فلسطين والمسجد الأقصى فإنه الحديث العابر ولتسجيل المواقف ليس أكثر.
سلّم على الأقصى وقبّل صخره
إن مما يكثر سماعه في مجالس توديع الحجاج الراحلين إلى الأرض المقدسة والبلد الحرام قول غير الحاج للحاج – ادع لنا في الحرم، سلّم على الرسول صلى عليه وسلم. إنهم أولئك الحجاج الذين يحملون معهم سلام المسجد الأقصى لأخيه المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
فما إن ينتهِ موسم الحج ويتهيأ الحجاج للعودة إلى ديارهم وإذا بالحاج من أرض الإسراء يحمّل بالرسائل يضعها في عهدته ويأتمنه عليها من يتعرف عليه من حجاج الجزائر وماليزيا والباكستان والعراق وغيرها من بلاد المسلمين، يطلبون منه الدعاء له في المسجد الأقصى بل وأن يتكرم بأداء صلاة ركعتين في المسجد الأقصى يدعو فيها لهم بالتوفيق بل وبصلاة فيه.
وليس هذا وحسب بل إنكم أيها الحجاج الراحلون إلى المسجد الحرام إنكم تحملون سلام شقيقة المسجد الأقصى، فإنكم سترجعون محملين كذلك بسلام المسجد الحرام إلى أخيه المسجد الأقصى، لكنه السلام الذي سيكون مغموسًا بالرهبة والخوف حيث يخشى المسجد الحرام الذي جعله الله أمنًا وأمانًا من أن يسمع همسه المخبرون من أتباع الظالمين.
لقد تخيّل هذا المشهد ذاك الحاج الشاعر الفلسطيني وكأن الكعبة الشريفة ترفع كسوتها وتخبؤه تحتها لتفشي له سرها وسلامها للمسجد الاقصى فقال أبيات شعره:
أما أنا فالبيت أرخى ستره فوقي أسر إلي بالسر الدفين
سلم على الأقصى وقبِّل صخره بلغه شوقي والتحسر والحنين
بلغه أني ضارع متبتل والمسجد النبوي يشكو من سنين
حدثه أنا كلنا في أسرنا ما زال فينا الغاصبون الحاقدون
بلغ رسالتنا لكل المسلمين فلعلهم يستيقظون ويعملون
ولعلهم يتذكرون رسالتي ولعلهم يسترشدون وينقذون
إنه المسجد الحرام الحزين يرسل سلامه وأشواقه لأخيه المسجد الأقصى الأسير يغمره فيها بكل معاني الحب والأخوة ردًا على سلامه الذي حمله إليه الحجاج القادمون من أرض الإسراء والمعراج.
إنها مساجد الإسلام الحزينة والمكلومة، منها من يتحكم بها صبيان النظام السعودي كحال الحرم المكي والحرم المدني الشريفين، ومنها من يحتلها ويدنسها حثالات المشروع الصهيوني كحال الحرم القدسي الشريف. لكنه اليقين والثقة بالله أن هذا الحال لن يطول، وأن الله سبحانه وتعالى سيغضب وينتصر لحرماته وحرمه في مكة المكرمة وطيبة الطيبة والقدس الشريف.
وإنني على يقين أنه لن يطول الزمان الذي فيه ستتناقل الدنيا أخبار ما سيحدث في أرض الحرمين وزوال الظلم والفساد هناك، ولتكون ولتصبح منابر الحرمين هناك نصيرة وظهيرة للحرم القدسي هنا في فلسطين. وليس أنها ستكون بداية جمع شمل الأشقاء الثلاثة، وإنما جمع شمل الأمة الإسلامية كلها تحت راية واحدة وخليفة واحد وجيش واحد وعاصمة واحدة، لكن هذه المرة لن تكون بغداد ولا دمشق ولا اسطنبول ولا مكة ولا المدينة، إنها ليست إلا القدس الشريف عاصمة دولة الخلافة الإسلامية الراشدية.
نحن إلى الفرج أقرب، فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لنفسه ولي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون



