أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

متى نكتفي بوليمة (على قد الحال) في أعراسنا

أم البراء جبارين
ها هي حفلات أعراسنا قد بدأت تتواصل على مدار أيام كل أسبوع، وسلفا أبارك لكل عروسين وأدعو الله تعالى أن يجمع بينهما على خير، ولكني أصارحكم القول إني بت أشفق على كل عريس وعلى والديه في هذه الأيام التي استبحنا فيها صناعة العجائب في حفل كل عرس من أعراسنا، وهي عجائب مفرطة في التبذير والمباهاة، ما أنزل الله بها من سلطان، وإلا قولوا بربكم:
١-ما معنى أن يبدأ العريس المسكين إقامة احتفالات تمهيدية على مدار أسبوعين أو شهر قبل عرسه، حيث بات يضطر في هذين الأسبوعين أو الشهر أن يولم لكل الحضور الذين قد يكونون بالمئات كل ليلة، وقد يضطر أن يجود عليهم بالفواكه والكنافة الساخنة والفستق والقهوة والبوظة كل ليلة!! هل ورد ذلك في كتاب أو سنة، أم هو البطر المذموم والتباهي المقيت والتبذير المعيب.
٢-ما معنى أن يضطر العريس المسكين في يوم عرسه أن يستقبل المدعوين بأفخر الطعام الذي يكون معظمه (للكبب) كما يقال، لولا أن منً الله علينا بمؤسسة (حفظ النعمة) التي باتت تجمع كل هذا الطعام وتوزعه على الأسر المستورة وهكذا باتت هذه المؤسسة ترفع عنا بعض أثم هذا التبذير.
٣-ثم يضطر هذا العريس المسكين بأن يستقبل كل المدعوين بعد الطعام الفاخر بالكنافة الساخنة التي يستعين بحلواني كي يعدها فورا امام أعين كل المدعوين، ثم يستقبلهم بالقهوة الساخنة بواسطة جهاز القهوة المظغوطة (اسبرسو) ثم يستقبلهم بزاوية الفواكه والمكسرات والمشروبات الغازية، التي يتحول معظمها إلى الكبب لولا مؤسسة حفظ النعمة، هل قال بذلك أحد من المذاهب الأربعة أم هو التقليد الأعمى.
٤-ثم الأنكى والأنكى من كل ذلك، أن بعض العرسان المساكين قد يدفع أحدهم جهلا إلى استئجار (طخيخ رصاص) أو (خبير مفرقعات) كي يطلق له مئات الرصاصات أو المفرقعات القبيحة المزعجة تعبيرا خاطئا عن نشوة الفرحة التي غمرت العريس وأهله!! هل هذا فنون ام جنون!!!
٥-ثم الأدهى والأمرّ أن هذه النفقات المالية التي تتحول إلى دين ثقيل يغمره من رأسه حتى أخمص قدميه، ويحيل حياته وحياة عروسه إلى نكد مر بعد انتهاء حفل عرسه مباشرة، لدرجة أنه يبدأ بالتواري عن الأنظار خجلا ممن لم يسدد لهم حقوقهم المالية!! متى نصحو من هذه الغيبوبة الاجتماعية؟
ومتى نكتفي بوليمة على (قد الحال) في أعراسنا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى