أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقارير

الإخطارات والتجريف.. هكذا يكرّس الاحتلال استيطانه في الضفة

ما بين إخطارات الهدم ووقف البناء وتدمير المنازل وتجريف الأراضي والمنشآت، تتنوع معاناة المواطنين في الضفة والقدس المحتلتين من اعتداءات قوات الاحتلال، مقابل توسعات واعتداءات استيطانية لا تتوقف عن فرض أمر واقع جديد بقوة البطش.

الأسبوع الماضي كان حافلا بجرائم الاستيطان وفق تقرير صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

مخطط لهدم 100 وحدة سكنية بسلوان

الجريمة الأبرز، تجلت في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى التي اقتحمتها قوات الاحتلال صباح الخميس (4-7) لتوزع عشرات الإخطارات على سكان حيي وادي قدوم، والبستان تقضي بهدم منازلهم السكنية بادعاء أن الأراضي المقامة عليها تلك المنازل مستولى عليها لصالح البلدية.

وأكد فخري أبو دياب، الناطق باسم لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات بلدة سلوان، أن بلدية الاحتلال تخطط لهدم 100 وحدة سكنية من حي البستان لتحويل المنطقة لحديقة توراتية.

ووفق أبو دياب؛ فإن مخطط حي البستان أُجّل على مدار الـ 14 عاماً الماضية من خلال الضغط الشعبي والجماهيري وصمود الناس بمنازلهم، ورفضهم كل المخططات البديلة، إلى جانب الحراك القانوني. وبعض البنايات السكنية المهددة بالهدم مؤلفة من عدة طوابق، وقائمة منذ سنوات.

216 وحدة للمستوطنين

ومقابل خطط هدم عشرات الوحدات السكنية الفلسطينية، صادقت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، الأربعاء (10-7)، على بناء 216 شقة استيطانية جديدة، في مستوطنة “جيلو” جنوبي مدينة القدس المحتلة.

وقال موقع “واي نت” الإلكتروني التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن اللجنة المحلية في بلدية الاحتلال في القدس صادقت على بناء بُرجين سكنيين كل منهما بارتفاع 18 طابقًا في “جيلو”.

الخليل في مواجهة الاستيطان

وخلال الأيام الماضية، كانت الخليل، جنوب الضفة المحتلة، المدينة الفلسطينية الأكثر استهدافا باعتداءات الاحتلال الاستيطانية، إذ لا يكاد يمر يوم دون عملية هدم أو تدمير أو توزيع إخطار بالهدم.

الأرض وحقول المزارعين وآبار المياه هدف مستمر لقوات الاحتلال هذه النتيجة الطبيعية التي يمكن الوصول إليها من نمطية الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

ففي منطقة المسافر، جنوب شرقي مدينة يطا، جنوب الخليل أقدمت قوات الاحتلال ترافقها ما يسمى قوة من “الإدارة المدنية” (التي باتت السلطة الفعلية في الضفة المحتلة) الخميس (4-7) على اقتلاع مئات الأشجار الحرجية، وتجريف (4) آبار لجمع المياه، سعة كل واحدة منها 70م3، ومصادرة أسلاك شائكة على حدود قطعة أرض مساحتها 150 دونما.

الأرض المعتدى عليها عبارة عن محمية طبيعية رعوية دعمت من منظمة (Oxfam)، قبل نحو 5 أعوام.

وجاءت عملية التجريف بعد أقل من 24 ساعة من تجريف وتخريب محمية أم الخير الطبيعة. تدعي سلطات الاحتلال أن هذه المناطق هي أراضي تدريب عسكري، ويُمنَع إقامة أي مشاريع عليها.

وتقع خربة الدقيقة إلى الجنوب الشرقي من مدينة يطا، ضمن ما يعرف بمنطقة المسافر، وتبعد عن مدينة يطا حوالي (20 كم)، ويبلغ عدد سكانها نحو (350) نسمة، وبها مسجد أخطرت سلطات الاحتلال بوقف العمل في بنائه في وقت سابق.

ذرائع واهية للهدم

وفي اليوم نفسه اقتحمت قوة أخرى للاحتلال منطقة زيف، شمال مدينة يطا، جنوب محافظة الخليل وصادرت سيارة شحن من نوع (Volvo) ومواد بناء في موقع بناء للمواطن عيسى علي خليل أبو عرام (40 عاماً)؛ بذريعة العمل في منطقة قريبة من الطريق الالتفافية (60)، بدون إذن مسبق.

وتحت ذريعة البناء دون ترخيص في منطقة مصنفة (c)، هدمت قوات الاحتلال (في 8-7) بتجريف أرضية منزل المواطن محمد خليل عبد الفتاح صبارنة، وهو من الباطون المسلح، مساحته 140م2، في منطقة القطع، شرق بلدة بيت أمر، شمال الخليل.

أما في منطقة طريق سدة الفحص، (خربة بني دار) المؤدية إلى مدينة يطا، جنوب الخليل، أقدمت قوات الاحتلال على تفكيك بركس من مواسير الحديد والصفيح، مساحته 400م2، للمواطن حسين أحمد الجمل، 38 عاماً، يستخدم كراج قطع السيارات، ومصادرته. ادعت سلطات الاحتلال ان عملية تفكيك البركس ومصادرته جاءت على خلفية عدم وجود ترخيص.

وشهد الأسبوع الماضي تجريف قوات الاحتلال غرفة زراعية مساحتها 20م2، مبنية من الطوب وغير مسقوفة، للمواطن رشيد سليمان أبو حديد، 39 عاماً، في خربة البيروق، القريبة من قرية البويب، الى الشرق من مدينة يطا، جنوب محافظة الخليل.

وفي منطقة الراس، المحاذية لجدار الفصل العنصري، غرب بلدة إذنا، غرب مدينة الخليل. جرفت قوات الاحتلال بركسا من الصفيح، مساحته 200م2، يستخدم لأغراض بيع الخردة، للمواطن ذيب مصطفى البطران، 40 عاماً.

وفعليا تضع قوات الاحتلال عراقيل تحول دون حصول المواطنين على التراخيص اللازمة وتستخدم ذلك لاحقا ذريعة لعميات التدمير الممنهجة.

إخلاء بالقوة في القدس

وعودة لمدينة القدس المحتلة التي تواجه عملية تهجير قسري مستمرة، أقدمت قوات الاحتلال صباح الأربعاء (10-7) على إجلاء المواطنين بالقوة من عقار لعائلة صيام في حي وادي حلوة في بلدة سلوان، لصالح جمعية (ألعاد) الاستيطانية، بعد صراع دام 25 عاماً خاضته العائلة في محاكم الاحتلال.

ووفق شهود عيان اعتدت القوات يرافقها مستوطنون بالضرب المبرح على سكان المنطقة والمتضامنين معهم.

ويتألف العقار المسيطر عليه من منزل تعيش فيه المواطنة الهام صيام وأبناؤها الأربعة، إضافة إلى أرض مساحتها حوالي نصف دونم، ومخزن. ونفذت سلطات الاحتلال قرار الإخلاء مستبقة جلسة في المحكمة العليا للنظر “بملكية الأرض”، حيث قدمت الأوراق الثبوتية للمحكمة تؤكد أن الأرض المقام عليها المنزل تعود للمرحوم جميل صيام.

اعتداءات للمستوطنين

ولم تتوقف الاعتداءات على قوات الاحتلال، فقد شهد الأسبوع الماضي اعتداء للمستوطنين الذين اقتحموا الحارة الغربية من قرية عورتا، جنوب شرقي مدينة نابلس.

ووفق مصادر محلية؛ اعتدى المستوطنون على المركبات الفلسطينية المتوقفة أمام منازل أصحابها، وفي باحاتها، وفي شوارع القرية، وخطوا شعارات معادية للعرب والمسلمين على جدران المنازل، وهياكل السيارات، وجدران مدرسة الذكور الثانوية، والبوابة الرئيسية لروضة “رواد المستقبل”؛ وثقبوا بآلات حادة إطارات (10) سيارات قبل أن يغادروا القرية المذكورة.

كما أضرم المستوطنون، النيران في أراضي المواطنين في الجهة الجنوبية من قرية بورين، جنوب مدينة نابلس، حيث التهمت النيران حوالي 1500 شجرة زيتون مثمرة في مناطق كرم سليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى