أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

حقوق الإنسان في المشروع الإسلامي

د. أنس سليمان احمد

قرر الإسلام منذ أربعة عشر قرناً ما تتغنى به الإنسانية اليوم، ويظنه بعض الجاهلين من ثمار العصر الحديث، وأعني به ما يطلق عليه “حقوق الإنسان”، وهاكم الخطوط العامة عن “حقوق الإنسان” في القرآن:
حق الإنسان في حرية النظر والفكر والبحث: قرره القرآن في قوله تعالى: {قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
حق الإنسان في حرية الاعتقاد: قرر القرآن في مثل قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}.
حق الإنسان في المساواة بغيره من الأجناس والألوان والأنساب: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
حق الإنسان في الاستمتاع بطيبات الرزق ومن زينة الله التي أخرج لعباده: قرر القرآن في مثل قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}.
حق الإنسان في الزواج، رجلاً كان أو امرأة، قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
حق الإنسان بعد الزواج بالإنجاب: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً}.
حق ذرية الإنسان بالحياة بنين كانوا أو بنات: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}، وفي قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كبيرا}.
حق الإنسان في الحياة: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} ومعنى {بِالْحَقِّ} أي ما لم يرتكب جرما موجبا إباحة دمه شرعاً.
حق الإنسان في العمل: نجده في مثل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ}.
حق الإنسان في تملك ما كسب من حلال، رجلاً كان أو امرأة: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}.
حق الإنسان في المسكن وحفظ حرمة هذا المسكن: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ}.
حق الإنسان في صيانة دمه وماله وملكه الحلال: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}.
حق الإنسان في صيانة عرضه وكرامته: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ}.
حق الإنسان في مقاومة المعتدي: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.
حق الإنسان في العدل والأنصاف ولو كان كافراً أو عدوا: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} ـ وفي مثل قوله تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ علـى ألاَّ تَعْدِلُوا اعْدلُوا هُوا أقْرَبُ للتَّقْوَى}.
حق الإنسان أن ينعم بالعدالة الاجتماعية وكفاية العيش إن كان عاجزاً أو فقيرا: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {وَفِي أَمْوَالهمْ حَقّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم}.
حق الإنسان في نقد أولى الأمر ومخالفة رأيهم: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}.
حق الإنسان في إنكار المنكر ورفض الفساد ومقاومة الظلم البيّن والكفر البواح: قرره القرآن في مثل قوله تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} وفي مثل قوله تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْر الْمُسْرِفِينَ* الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ}.
وهكذا فإن المشروع الإسلامي يصبو إلى إنقاذ البشرية كل البشرية مما غرقت فيه من جور وظلم وفساد في الأرض واستباحة قوى الشر على اختلاف أسمائها وأعلامها لأرواح الناس وأعراضهم وأرزاقهم، ويصبو كذلك إلى ملء الأرض بالقسط والعدل كي تنعم البشرية كل البشرية بحقوقها التي قررها القرآن للإنسان لأنه إنسان، سواء كان مؤمناً أو كافراً، وبغض النظر عن جنسه ونسبه ولونه، وإن المشروع الإسلامي يكيل في كل ذلك بمكيال واحد فقط هو مكيال القرآن والسنة، وليس بمكيالين أو أكثر كما درجت على ذلك معسكرات الاستكبار العالمي اليوم على اختلاف أسمائها وأعلامها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى