أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

شبهات حول “حكم الاخوان المسلمون في مصر”… شبهة 4: هل أخطأ الإخوان المسلمون حينما رفعوا شعار: سلميتنا أقوى من الرصاص؟!

مارية ماجد محاجنة
يعتقد الكثيرون خطأ شعار رفعه الاخوان المسلمون عقب الانقلاب العسكري الدامي: مفاده أن طريق السلمية في المظاهرات هو ما ستلجأ إليه الجماعة!! تماما مثل ما حدث معهم في بداية ثورة يناير وتوجسهم من أن تتحول المظاهرات الشعبية لأعمال شغب، واشاعة الفوضى في البلاد، وتخريب للممتلكات العامة والخاصة وبالتالي: إلى سيل دماء طاهرة بريئة لمدنيين عزل أرادوا بخروجهم طلبا للإصلاح السياسي والإجتماعي والنقابي والبنى التحتية والأهم منها مجتمعة: (عيش، حرية، عدالة اجتماعية.) ومطلب: الشعب يريد إسقاط النظام !! أي: إسقاط نظام قمعي جاثم منذ 30 سنة على مقدرات البلاد وخيرات العباد…
ثم توالت أحداث الفض هنا وهناك من قبل أجهزة نظام مبارك والمجلس العسكري والجيش كل ذلك والاخوان متمسكون بسلمية الاحتجاج حتى كان الانقلاب المشؤوم في 3.7.2013 وقد تم تسجيل بعض وقائع العنف ضد المدنيين من قبل الشرطة والجيش!! تبعها مجزرة الفجر والمنصة ومجزرة ميدان النهضة حتى بلغت ذروتها يوم 14.8.2013 يوم فض ميدان رابعة العدوية والذي سجل آلاف الشهداء والجرحى والمرضى وكان يوما كارثيا مهولا لم يتوقعه أحد من المختصين والخبراء في الشأن السياسي!! تبعها تجريف للجثث وحرقها ورميها!! ثم حملات اعتقالات واسعة طالت رموز وقيادات الجماعة وعدد كبير من المحركين للاعتصام مثل: د.صفوت حجازي ود. محمد البلتاجي، ود. محمد بديع (المرشد العام)، ود. صلاح سلطان ود. عبد الرحمن البر ود. عصام العريان والشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل وغيرهم الكثير ..
ومع ذلك بقيت الجماعة متمسكة بخيار: سلميتنا أقوى من الرصاص!!! فهل هذا الخيار كان ملائما لطبيعة الحدث الجلل الضخم من الاجرام وسفك الدماء!!! وخاصة أن من ينتقد الجماعة في هذا القرار معظمهم من محبيهم ومؤيديهم ولتعاطفهم معهم يقولون: أخطأ الاخوان بخيار السلمية!!! ويقصدون بهذا أن الاخوان على حق في تمسكهم بشرعية رئيسهم وشرعية انتخابهم ثم يلقوا حتفهم لتمسكهم بخيار الشعب “والديمقراطية”، فكان لا بد من الرد المناسب لحجم الجريمة!!
أقول والله اعلم:
1. لا اظن خطأ الاخوان باتخاذهم قرار: سلميتنا أقوى من الرصاص؛ لأن غير هذا سيفضي الى واقع أصعب وأكثر دموية وخرابا ودمارا ثم يحمل الناس الإسلاميين مسؤولية الدماء النازفة !!.
2. هل سبق لتنظيم الاخوان التجنيد المسلح والتدريب العسكري، أم أن أقصى ما وصلوا إليه في عملهم الدعوي الاصلاح المجتمعي ورعاية الأيتام والأرامل …وميادين السياسة كالبرلمان والمجالس المحلية!!
3. ثم هل من الانصاف ان نقيم تجربتهم من بعيد؟؟؟
وهل نجحت التجربة “الجهادية ” في سورية أولا حتى يمكننا أن نطالب بتكرارها في مصر مثلا ؟؟!!!ام أنها أدخلت على البلاد ويلات حرب وجرائم ضخمة نازفة بالبراميل المتفجرة، والاباتشي والصواريخ بل وبالكيماوي ودخول الجماعات المسلحة لسورية كان ذريعة قوية لدخول ميليشيات حزب اللات، ودول عظمى تقاتل جنبا إلى جنب بجانب نظام الأسد كإيران وروسيا!!! وكل ذلك والشعب الأعزل الذي خرج ليطالب بحرية العيش الكريم يدفع ثمنا باهظا لهذا القرار!!!
4. سلميتنا أقوى من الرصاص لأنهم لم يجدوا أصلا خيارا آخر يواجهون به بيادة العسكر!!! فكوادرهم شهداء وجرحى وقياداتهم في الزنازين!!!
5. لو عدنا لسيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: فهل أريقت قطرة دم واحدة في العهد المكي دفاعا عن واجب العقيدة المقدس أو الوطن السليب حتى نكررها؛ ونمتثل هديه فيها؟! فاذا كان العهد المكي لم يشهد كفاحا مسلحا لأن الوقت لم يحن والكوادر لم تنضج بعد أو ليست إشارة لهذا.
_أكثر من 80 عام من التربية والتكوين للشعب والأفراد في مصر لم تكن كفيلة في إنشاء جيل ينتفض ضد الظلم والظالمين في حالة شعبوية مستمرة بنفس طويل يواصل الليل والنهار حتى يغير الله حالهم إلى الأفضل فكيف نطالبهم بالخيار المسلح …!!!!
6. الدعوة السرية التي انتهجها النبي صلى الله عليه وسلم في بادئ أمر دعوته هل يعتبر عجزا أو خوفا لا سمح الله، أم أنه الإعداد الدقيق والتكوين العميق للنفس البشرية حتى ما أن تحين لحظة نداء الكفاح قام ملبيا دون تردد ولا تلعثم ولا تثاقل!!!
_ثم هل يعقل أن نكون عاجزين عن تلبية نداء واجب الرباط المقدس في مسجدنا الأقصى بشكل دوري شهريا اسبوعيا يوميا بحيث تمتلئ ساحاته بالمرابطين والمرابطات؛ وقد حقق هذا النوع من الرباط السلمي أهدافا عديدة وإنجازات عظيمة ومع ذلك كان التقصير منا والتغيب !! ثم نقول: أخطأ الاخوان في قرارهم: سلميتنا أقوى من الرصاص.
واخيرا: الاخوان نجحوا على المدى البعيد، سيكتب التاريخ أنهم لم يقبلوا الدنية ولم ينزلوا على رأي السفلة، وانهم كانوا رجالا لا يقبلون الضيم ولا الظلم، ولم يجروا البلاد والعباد لحروب أهلية وكوارث إنسانية حسبة لله رب العالمين!!
وأن الدماء الطاهرة التي أريقت في مصر من ثوري يناير الى يومنا هذا يتحمل مسؤوليتها: جبهة الإنقاذ، وتمرد وثوار 30.6، والمجلس العسكري والجيش والشرطة وعبد الفتاح السيسي !!!!
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى