أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

إذا أردنا أن نعرف من الذي قتل الشهيد مرسي فعلينا أن نعرف من الذي قتل الشهيد حسن البنا

عبد الإله المعلواني
لسنا عبر هذه السطور بصدد محاكمة الملك فاروق أو الرئيس جمال عبد الناصر أو الرئيس أنور السادات أو الرئيس حسني مبارك، أو بصدد النيل من أحدهم أو الهمز واللمز فيه، حاشا لله تعالى فهذا ليس من نهجنا ولن يكون، وسلفا نقول رحمة الله عليهم جميعا، ولكن وجدنا مضطرين أن نعرّج على كل واحد منهم للوصول الى كشف كل الغموض عن عنوان هذا المقال: (إذا أردنا أن نعرف من قتل الشهيد مرسي فعلينا أن نعرف من قتل الشهيد حسن البنا؟!). كان الملك فاروق “قطروزا” للإنجليز، وكان خادما مطيعا لهم، يأمرونه فيطيع، وينهونه فينتهي، ويملون عليه برنامج سياسته مفصلا لإدارة مصر داخليا، ولإدارة علاقاتها مع كل امتدادها الخارجي الإسلامي والعروبي والعالمي، مقابل أن يحافظ الإنجليز على عرشه ويدافعون عن سلطان ملكه، ولذلك يوم ان أمروه بقتل الشهيد حسن البنا لم يتردد ولم يتلعثم بل قال لهم: سمعنا وأطعنا، ثم مكر مكره وتآمر مع زبانيته وقتلوا الشهيد حسن البنا، وما أن شاع مقتل الشهيد حسن البنا حتى دقت أجراس الكنائس الصليبية فرحا في أوروبا وأمريكا، وهذا يعني أن الملك فاروق يوم قتل الشهيد حسن البنا فقد قام بدور القاتل المأجور الذي اعتاد البعض منا أن يشاهده في أفلام (الكاوبوي) الأمريكية!!
وهذا يعني أن الملك فاروق كان في قضية مقتل الشهيد حسن البنا عبارة عن دمية ضمن دمى مسرح الدمى الذي تحركه بعض الأصابع من الخلف، والتي لا يراها المشاهدون!!
فمن هي تلك الأصابع الخفية التي حرّكت الدمية فاروق، ودفعته لقتل الشهيد حسن البنا؟! ولماذا؟! وماذا كانت دوافع تلك الأصابع الخفية؟! وماذا كانت أهدافها؟!
نعتقد وفق قناعتنا وانتصارا لمصر، لا للشهيد حسن البنا فقط، يجب ان نعرف الأجوبة الواضحة الوافية حول كل هذه الأسئلة التي لا تزال محل بحث الباحثين إلى الآن!!
ثم جاءت ثورة 1952 وقيل إن مصر قد تحررت من الملك فاورق والإنجليز، وحكم مصر أول ما حكمها بعد تلك الثورة محمد نجيب ثم فجأة انقلب أحد ضباط الرئيس محمد نجيب، وهو الضابط جمال عبد الناصر على الرئيس محمد نجيب، وتم فرض الحبس المنزلي على محمد نجيب حتى مات!!
وبدأ عهد عبد الناصر الذي كان في سنواته الأولى على علاقة وثيقة متينة مع أمريكا لدرجة أن عبد الناصر قام ببناء برج القاهرة المشهور الذي أخذ شكل زهرة اللوتس-مشربا-من أموال الدعم الأمريكية واشتدت تلك العلاقة مع مرور الايام بين أمريكا وعبد الناصر ومن أراد أن يقرأ عن بعض تفصيلات تلك العلاقة فليقرأ كتاب (لمصر لا لعبد الناصر) للصحفي الأمريكي محمد حسنين هيكل.
وبعيدا عن هذه التفصيلات، فقد كانت العلاقة في ظاهرها متينة بين عبد الناصر وقيادات المشروع الإسلامي الوسطي الراشد الذي حمل اسم جماعة “الإخوان المسلمين” كالشهيد سيد قطب والشهيد عبد القادر عودة وغيرهم.
ثم فجأة وكما انقلب عبد الناصر على رئيسه محمد نجيب، فقد انقلب على الشهيد سيد قطب الذي كان يرى فيه أحد منظري الثورة المصرية، ثم قام بإعدامه لا لأي سبب يُذكر، بل أعدمه بهدف إعدامه فقط!!
وإلى جانب ذلك انقلب عبد الناصر على الشهيد عبد القادر عودة المرجعية القانونية الاولى في مصر وقام بإعدامه على أثر محاكمات عبثية قام بها قضاة عبد الناصر، كتلك المحاكمات العبثية التي لا يزال السيسي يقوم بها اليوم عابثا بمصر وأحرارها وحرائرها، وعلى أثر تلك المحاكمات العبثية أعدم عبد الناصر المئات من قيادات ذاك المشروع الإسلامي الوسطي الراشد ومن أحراره وحرائره وكان في مقدمتهم كلا من هؤلاء الشهداء: محمد فرغلي ويوسف طلعت وهنداوي دوير ويوسف هواش!!
فلماذا أعدمهم عبد الناصر؟! وماذا كانت دوافع إعدامهم؟! وماذا كانت أهداف إعدامهم؟! وما هو الدور الحقيقي الذي كان لعبد الناصر في تلك الإعدامات؟! هل كان آخر من يعلم عن تلك الإعدامات كما يقول البعض؟! وهل كانت الدولة العميقة على عهد عبد الناصر هي التي تقوم بتلك الإعدامات كما يقول البعض الآخر؟! وهل تمرد السفاحون أمثال حمزة البسيوني وصلاح نصر على عبد الناصر في الخفاء وأخذوا حريتهم المطلقة بإعدام من يشاؤون كما يقول البعض الثالث؟!
إذن ماذا كانت حقيقة سلطة عبد الناصر في مصر ومن كان صاحب السلطة الحقيقية في مصر؟! ومن الذي ألزمهم أن يكونوا مجموعة دمى على مسرح الدمى تحركهم الأصابع الخفية من وراء الستار، كما كانت تحرك الدمية فاروق؟! ومن كانت تلك الأصابع الخفية؟!
أكانت أمريكية أم روسية أم صهيونية أم بريطانية ام خليطا من كل ذلك؟!
إنه من باب الانتصار لمصر لا للانتصار للشهيد سيد قطب وإخوانه فقط يجب أن يتواصل البحث عن الإجابات العميقة والوافية والشافية حول هذه الأسئلة، فهي مصر وهي أم الدنيا وهي حصن الإسلام والعروبة وأرض الكنانة.
ثم طويت صفحة عبد الناصر المثقلة بالهزائم، وتولى شؤون مصر قهرا وظلما الرئيس أنور السادات، وتواصلت على عهده إعدامات أبناء ذاك المشروع الإسلامي الوسطي الراشد، وإن لم تكن بذات الحدة التي كانت على عهد عبد الناصر، فهو السادات الذي قال عن الشيخ عبد الحميد كشك ذات يوم: (ده هو مرمي في الزنزانة زي الكلب) ؟!
لذلك فإن الأسئلة التي تبحث عن إجابات عن عهد فاروق وعبد الناصر، هي نفس الأسئلة التي تطرح نفسها عن عهد السادات وهي نفس الأسئلة التي تطرح نفسها عن عهد حسني مبارك، لأن سنة إعدام أبناء ذاك المشروع الإسلامي الوسطي الراشد تواصلت على عهد السادات وعهد مبارك، وإن كانت أخف مما كانت عليه في عهد عبد الناصر!!
وهكذا ظلت الدولة العميقة تلقي بقبضتها الدموية على مصر منذ فاروق وعبد الناصر والسادات ومبارك، تعدم من تشاء، وتنقلب على من تشاء، وتحفظ كرسي من تشاء، وفق ما يملي عليها أسيادها أصحاب تلك الأصابع الخفية!! ومع ثورة الربيع العربي في مصر التي كانت في الحقيقة ثورة على تلك الدولة العميقة وعلى تلك الأصابع الخفية، خرجت تلك الدولة العميقة من أوكارها وانقلبت على الرئيس الشرعي المنتخب الشهيد محمد مرسي، ونصّبت القطروز السيسي، وبأمر منها، ومن تلك الأصابع الخفية، أعدم السيسي الشهيد محمد مرسي!!
لذلك، إذا أردنا أن نعرف من الذي قتل الشهيد مرسي فيجب علينا أن نعرف من الذي قتل الشهيد حسن البنا وسائر قافلة الشهداء التي امتدت من عهد فاروق ثم عبد الناصر ثم السادات ثم مبارك ووصولا الى القطروز السيسي!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى