أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

إلى الفاضلة حرم الرئيس الشهيد

أم البراء جبارين
حضرة الفاضلة حرم الرئيس الشهيد محمد مرسي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد: فبقلوب مكلومة وعيون تفيض وألسنة تلهج بالدعاء مع رضانا بقدر الله تعالى وتوكلنا عليه، أقدم إليكم بإسمي وباسم آلاف المرابطات في القدس والمسجد الأقصى المباركين أحر التعازي القلبية لكم ولكل ذريتكم: أحمد وأسامة وعبد الله وعمر وشيماء، ولكل الشعب المصري الأصيل ولكل أمتنا المسلمة ولكل أحرار الدنيا وحرائرها.
هي لحظات ما أصعبها عندما قيل لنا اغتيل الرئيس محمد مرسي، فقد مالت بنا الأرض وزالت رواسيها وانهمرت الدموع وحشرجت الصدور وزأرت عواصف الهم والغضب، ولكن ظلت القلوب خاشعة لا تقول إلا ما يرضي الله تعالى، مرددة: إنا لله وإنا إليه راجعون.
فاصبري يا أختنا الفاضلة، فإن كان لك الرئيس الشهيد زوجا فهو لنا والد رحيم وهو لنا رئيس شرعي وهو لنا أخ شفوق وهو لنا رمز لا يغيب.
وإن كنا قد بكيناه، فقد بكته القدس المباركة التي حرموها أن تراه قادما إليها فارسا يمتطي فرسه مرددا: واقدساه ها نحن جئناك وما نسيناك، وقد بكاه المسجد الأقصى المبارك الذي حرموه أن يحتضنه عابداً، ساجدا على ثراه ساكبا دموع الفرح التي لا تزال تنتظرها الملايين يوم أن تملأ الأرض بشرى زوال الاحتلال الإسرائيلي.
وقد بكته غزة العزة وبكته أراملها وثكالاها وبكاه ايتامها صارخين من قحف قلوبهم: ما كان لنا أن ننساك أيها الرئيس الشهيد وأنت الذي تحدى صَلف الغرور الإسرائيلي وتجبر أمريكا يوم أن صٍحت في وجوههم الشاحبة: لن ننساك يا غزة.
وقد بكته الضفة الغربية رغم أنه قيل لها إحذري أن تبكيه أو أن تصلي عليه وترثيه.
وقد بكاه الجليل والمثلث والنقب، المدن الساحلية ،عكا وحيفا ويافا واللد والرملة وهاجت أمواج البحر فيها مزمجرة تتوعد السيسي وزبانيته بعقاب من الله تعالى قريب شديد، وقد بكته كل مساجد فلسطين وكنائسها، وبكاه تينها وزيتونها ولوزها وصّبارها وبكته حمائمها وشحاريرها وحساسينها، وبكته جبالها وسهولها وأغوارها وصحاريها وكل حجر فيها وكل ذرة تراب، وذبلت أزهارها تعلن الحداد وطفّت سواقيها بالدموع لا بالماء الزلال، وتساقطت أوراق صفصافها وخروبها من هول الفاجعة، وحبست بيارات البرتقال والليمون شذا رحيقها وتحولت كل فلسطين إلى بيت عزاء وبات كل ما فيها يردد: إلى جنات الخلد أيها الرئيس الشهيد محمد مرسي، إلى روحها وريحانها وسلسبيلها، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وبالله عليك أيها الرئيس الشهيد أقرئ منا رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام وقل له: تركت في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس مرابطين ومرابطات ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى