أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

الرئيس الشهيد مرسي من أسياد الشهداء

د. أنس سليمان أحمد
في كتاب الترمذي وأبي داود والنسائي عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد” قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
من الواضح وفق هذا الحديث أن من قُتل دون ماله أو دون دمه أو دون دينه أو دون أهله فهو شهيد، ولذلك فإن الرئيس الشهيد محمد مرسي هو من أسياد الشهداء بدليل هذا الحديث النبوي، لأنه قُتل دون كل مال مصر ودون كل دم مصر، ودون كل دين مصر ودون كل مصر. وكأنه يوم أن قُتل دفاعاً عن هذه الثوابت المال العام ودماء الشعب المصري ودين الشعب المصري وحياة الشعب المصري، كأنه قد قُتل كل الشعب المصري دون كل هذه الثوابت، ولذلك فإن هذا الرئيس كأنه يوم أن قُتل فقد قتل على أقل تقدير مائة مليون، وهو عدد الشعب المصري، ولذلك فإن شهادته تساوي على أقل تقدير مائة مليون شهادة، وهو شهيد يساوي على أقل تقدير مائة مليون شهيد، فكيف إذا عرفنا أنه قُتل دون هذه الثوابت التي لا تمثل الشعب المصري فقط بل تمثل كل الأمة المسلمة والعالم العربي وكل أحرار الأرض وحرائرها.
وهذا ما يجعلني أكرر وأقول باطمئنان إنّ هذا الرئيس الشهيد الذي يزيد بقيمته على المائة مليون شهيد وأكثر لهو من أسياد الشهداء، وأدعو الله تعالى أن يحشره يوم القيامة مع قافلة سيد الشهداء حمزة أسد الله تعالى وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي قافلة أسياد الشهداء وأن يجمعه مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
روى النّسائي من حديث سويد بن مقرن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قُتل دون مظلمة فهو شهيد” فإذا كان الذي قُتل دون مظلمة واحدة خاصة بشخصه فهو وفق هذا الحديث النبوي شهيد، فكيف بهذا الرئيس الشهيد الذي قُتل دون مائة مليون مظلمة أي دون مظلمة كل رجل أو امرأة في الشعب المصري، صغيراً كان أو كبيراً، ومسلماً أو قبطياً، لأن الرئيس الشهيد لم يُقتل دفاعاً عن مظلمة دنيوية تخصه لوحده، بل وقف في وجه السيسي وكل زبانيته الذين ظلموا كل الشعب المصري يوم أن انقلبوا على شرعيته ويوم أن صادروا حريته وإرادته وكلمته، ويوم ان استباحوا إراقة دمه في ميدان رابعة وميدان التحرير والنهضة وفي مساجد مصر وكنائسها، وفي سجون مصر وزنازينها وسيارات الترحيل فيها، وفي قاعات محاكمها وحرم جامعاتها، وفي كل رحاب مصر من سيناء حتى أسوان، وأمام هذا الظلم المتوحش وقف الرئيس الشهيد كالجبل الشامخ وقال صارخاً في وجه السيسي وكل زبانيته: “لا لظلمكم وصدري دون كل مظلمة استبحتم إيقاعها على كل ذرة تراب في مصر، وعلى كل نسمة حية من مصر سواء كانت إنساناً أو حيواناً أو طيراً أو أسماكاً أو نباتاً، وهذا ما يملأ صدري يقيناً أن أقول وبلا تلعثم أن الرئيس الشهيد محمد مرسي من أسياد الشهداء.
وقد روي من حديث أبي هريرة وأبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا جاء الموت طالب العلم وهو على حاله مات شهيداً ” وبعضهم يقول: “ليس بينه وبين الأنبياء إلا درجة واحدة” ذكره أبو عمر في كتاب بيان العلم، فإذا كان طالب العلم شهيد إذا جاءه الموت وهو طالب للعلم حتى لو مات على فراشه، فكيف بالرئيس الشهيد الذي قُتل ليس على فراشه وإنما قُتل ما بين زنزانته وسيارة الترحيل وقاعة المحكمة بالبث المباشر وهو طالب ليس لعلم مصر فقط، بل وهو طالب لشرعيتها، وطالب لحماية ثورتها، وطالب لحمايتها من الدولة العميقة وكل ما فيها من قطط سمان وعملاء رخاص وماسونيين عبيد، أليس ذلك يؤكد لكل حر ولكل حرة فينا أن الرئيس الشهيد يوم أن بذل دمه وروحه دون علم مصر وشرعيتها وثورتها فقد التحق بلا منازع بقافلة أسياد الشهداء رغم كل مماحك إمتهن النذالة كي يملأ بطنه الخبيث وجيبه بالمال الدنيْ.
وخرّج مسلم من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من طلب الشهادة صادقاً أُعطيها وإن لم تصبه” فإذا كان هذا الحديث الصحيح يؤكد لنا مبشراً أن من طلب الشهادة أًعطيها حتى لو مات على فراشه فكيف بالرئيس الشهيد الذي أعلن بالبث المباشر أن: “ثمن الحفاظ على الشرعية هو حياتي” وأن: “ثمن حماية الثورة هو حياتي”، ألم يطلب بذلك الشهادة فرحاً بها لا خوفا منها، دفاعاً عن الشرعية وحماية الثورة حتى لا يسرقها السيسي والأربعين حرامي؟! ألا يؤهل ذلك الرئيس الشهيد شرعاً وعقلاً وعرفاً أن يتوسد منصبه العليّ في منزلة أسياد الشهداء، سيما إذا عرفنا أنه لم يطلب الشهادة لنفسه، بل طلبها لله تعالى ولدينه ودفاعاً عن مصر المحروسة وأم الدنيا وحصن الإسلام والعروبة وأرض الكنانة وحاضنة أمجاد التاريخ الإسلامي العربي وروعة حضارته، وملجأ أنجاب مصر إلى جانب أبدال الشام وعصائب العراق ومخزن الإيمان في مكة المكرمة والمدينة المنورة وملجأ الطائفة المنصورة في القدس المباركة.
وقد روى الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الشهداء خمسة: المبطون والمطعون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله عز وجل” وقال: هذا حديث حسن صحيح. فإذا ما تأملنا هذا الحديث النبوي نجد ان كل أصناف الشهداء الخمسة التي وردت في هذا الحديث قد اجتمعت في شخص هذا الرئيس الشهيد محمد مرسي، حيث مُنع عنه الدواء فكان مبطوناً، دُسّ السُم في طعامه فكان مطعوناً، وغرق في ظلمات زنزانته فكان غريقاً، ووقعت عليه شظايا انقلاب السيسي وزبانيته التي كانت ولا تزال تحاول هدم الثورة المصرية فكان صاحب هدم، وصعدت روحه إلى الله تعالى شهيداً وفق كل الأدلة الدامغة التي أوردتها أعلاه.
أبعدَ كل ذلك يتجرأ علينا مماحك صعلوك قزم سواء كان من زمرة علماء السلاطين أو بوق إعلام السيسي المنافق أو حرسه الدموي القاتل أو طبقة المصفقين والمطبلين والمزمرين له يتقيأ من جوفه كلاماً فاسداً تعافه كل نفس سليمة مشككاً بشهادة هذا الرئيس الشهيد الذي لم يكن مجرد شهيد بل كان من أسياد الشهداء بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى