أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

شبهات حول حكم الإخوان في مصر.. شبهة 3: الإخوان سرقوا ثورة الشعب المصري!!!!

مارية ماجد محاجنة
اندلعت ثورة الشعب المصري ضد نظام مبارك يوم 25 يناير2011، عقب اندلاع الثورة التونسية، فكانت ثورات الربيع العربي كحبات عقد انفرطت.
كان خروج الشعب بدايةً بدافع حالة القهر والظلم التي يحياه منذ سنوات تحت وطأة أنظمة القهر والاستبداد والطغيان، فكان الدافع شعبيا في حالة جماعية دون توجيه أو إعداد من حزب أو حركة أو تيار.. وكان الشعار حينها: “إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر !!!
وحقيقة فإن ثورات الشعوب لم تنطلق بأمر من جماعة الإخوان المسلمين؛ ولا بكلمة من المرشد العام …وهذا بشهادة الجميع، حتى الإخوان لا يدعون ذلك!!!
وفي صبيحة اليوم التالي للثورة في مصر خرجت جماعة الإخوان ببيان حول الأحداث قالت فيه ما ملخصه:
أولا: “نبارك التحرك الشعبي السلمي الناضج والمتحضر؛ ضد الفساد والقهر والظلم حتى تتحقق مطالبه الإصلاحية المشروعة، وعلى رأسها حل مجلس الشعب المزور والمطالبة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف القضاء”..
ثانيا: “يجب على النظام في مصر أن ينزل على إرادة الناس ويسارع بإجراء الإصلاحات المطلوبة وأن يتخلى عن العناد…..”
وختم البيان يقول: “الإخوان المسلمين هيئة إسلامية جامعة، وأبناؤها جميعا من نسيج المجتمع المصري يشاركونه دائما أفراحه وأتراحه ويعيشون همومه؛ ويدعون أنفسهم وأبناءهم وإخوانهم في الوطن من المسلمين وغير المسلمين إلى التعاون على البر والتقوى، وإلى العمل على تحقيق العدل وإلى إرساء قواعد الحق وتقديم مصلحة الأمة على كل المصالح الفردية والفئوية؛ ويهيبون في هذه الظروف بالجميع أن يكونوا على قلب رجل واحد ضد الظلم والجور والفساد والتزوي، وبسلمية وجدية وواقعية، دون إضرار بالمؤسسات أو الممتلكات العامة والخاصة ….”.
إذًا:
1. موقف الإخوان كان واضحا منذ البداية أنه موقفُ المبارِك والداعم والمؤيد لثورة الشعب السلمية ضد الظلم، فعن أي سرقة يتحدثون؟؟؟
2. هل تجدون في البيان استنكارا أو استهجانا لخروج الشعب إلى الميادين حتى يُقال إنه لما شارفت الثورة على النجاح، ركب الإخوان موجتها؟!
_ 28 يناير
كما أوضحت أعلاه، فإن الإخوان في صبيحة اليوم التالي باركوا التحرك الشعبي السلمي، ودعوا أيضا على لسان عصام العريان لوقفة احتجاجية تضم كل التيارات وقطاع واسع من رموز الإخوان …
وتابع العريان في تصريحه لوسائل الإعلام أن قيادة الإخوان لن تمنع كوادرها من المشاركة في الثورة، مع الحفاظ على ضوابط الجماعة؛ كأن يبقى الحراك سلميا ويمنع المساس بالممتلكات العامة أو الخاصة…
وبعد ثلاثة أيام تصدر الإخوان مشهد الحشد لجمعة الغضب في 28 يناير وأعلنوا عن مشاركتهم الرسمية إلى جانب الشعب المصري، وقد استبسل شباب الإخوان استبسالا عظيما أمام مدرعات الجيش والشرطة، وتصدوا بصدورهم العارية للقناصة والرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع والمياه العادمة؛ ودعوا الشرطة للتنحي جانبا، بل والانحياز إلى إرادة الشعب، خاصة والبلاد تحيي ذكرى “عيد الشرطة”!!!
نستنج أن الإخوان رسميا التحقوا بالثورة خلال الأيام الثلاثة من انطلاقتها؟!
والثورة استمرت نحو ثمانية عشر يوما!!!
فهل من المنصف القول إن الإخوان التحقوا بالثورة عندما شارفت على الانتصار!!!؟؟؟؟
موقعة الجمل -2 فبراير2011
ثم عاد الإخوان يتصدرون المشاهد البطولية؛ ويسجلون مواقف حاسمة رجحت كفة الثورة بشهادة الخصم قبل الصديق وذلك عندما أفشلوا مخططات الجيش والدولة العميقة وأنصار المخلوع مبارك في موقعة الجمل، وكان الدكتور محمد البلتاجي في مقدمة الثوار الذين تصدوا للعصابة وأفشلوا المخطط.
إن الوقائع تؤكد أن الذين سرقوا الثورة هم بالذات الذين اتهموا الإخوان بسرقتها، وهؤلاء ساهموا في دعم السيسي في انقلابه على الثورة وعلى الشرعية، تحت عباءة ما يسمى “جبهة الانقاذ”. إنهم لم يسرقوا الثورة فحسب، بل انقلبوا عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى