أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحلياتمقالات

لا بد من ربيع عربي في الداخل الفلسطيني

صحيفة المدينة
حتى لا نُفهم خطأ لا زلنا نؤكد أننا بحاجة إلى (ربيع عربي) سلمي مشروع في الداخل الفلسطيني، بشرط تحريم جرّه إلى أية فوضى أو جر مصيره إلى تدخلات مشبوهة سواء كانت محلية أو خارجية، وإن دوافع هذا (الربيع العربي) المطلوب هي ما يلي:
إن خانة الصفر التي قبع فيها أعضاء الكنيست العرب على مدار السبعين سنه الماضية لن يتحرروا منها وسيظلون أسرى لها في قادمات الأيام.
إن التفاهمات التي قامت عليها لجنة المتابعة العليا منذ السبعينات قد انتهى تاريخ استعمالها ولا بد من انتخاب مباشر للجنة المتابعة العليا.
إن النضال الشعبي في الداخل الفلسطيني لا يزال موسميا وعشوائيا ويفتقر الى مأسسته وتدويله وتدويل قضاياه.
إن الذي ينتظرنا ما بعد لعبة الكنيست الأخيرة التي كانت بتاريخ (9/4/2019) هي أخطر مرحلة سيعيشها أهلنا في الداخل الفلسطيني منذ نكبة فلسطين.
إن غالبية جماهيرنا في الداخل الفلسطيني في تيه، وكأنها باتت بلا بوصلة في مسيرة حياتها ولا تدري إلى أين تتجه.
إن قضايا جماهيرنا المصيرية باتت تزداد، وبات فشلنا في حلها يزداد، وبات الإحباط يزداد فينا بسبب كل ذلك.
إن فشل مسيرة التربية والتعليم في الداخل الفلسطيني إلى جانب انفتاح شبابنا على عالم مواقع التواصل المجنونة، إلى جانب اتساع مساحة الفراغ في حياة شبابنا، إلى جانب تفشي ظاهرة العنف، إن كل ذلك تحوّل إلى قنبلة موقوتة لا ندري متى تنفجر في وجوهنا.
إن عدم وجود حل موضوعي عمليّ لكل هذه القضايا الواردة أعلاه، قد بات يصنع فراغا في تطلعات الكثير من جماهيرنا في الداخل الفلسطيني وخاصة الشباب، ولأن الفراغ لا يحتمل أن يبقى فراغا، بل سيسعى البعض إلى ملأ هذا الفراغ سواء كان ملأ هذا الفراغ بالخير أو بالشر، فأنا شخصيا لم أستغرب عندما سمعت أن بعض التكتلات الشبابية التي لم تعلن عن نفسها بعد في الداخل الفلسطيني، باتت تستعد للإعلان عن مبادرة بعنوان: (المجلس الوطني المنتخب في الداخل)، حيث باتت تدرس تحديد الوقت المناسب لتنفيذ هذه المبادرة وإجراء انتخابات مباشرة لهذا المجلس الوطني في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية، على أمل أن تفرز هذه الانتخابات قيادة وطنية تتولد من جماهيرنا في الداخل الفلسطيني ولا تُملى عليها بسبب تفاهمات كانت صالحة لسنوات السبعينات ولم تعد صالحه لعام 2019 فصاعدا.
إن نتائج لعبة الكنيست الأخيرة (9/4/2019) أكّدت للقاصي والداني أن معظم جماهيرنا قد يئست من جدران لعبة الكنيست وسئمت منها وباتت ترى فيها ملهاة أضاعت سبعين عاما من عمرها، وباتت هذه الجماهير تدعو إلى انتخاب مباشر للجنة المتابعة!! والخطر كل الخطر ألا تصغي لجنة المتابعة لنبض هذه الجماهير، الأمر الذي قد يدفع بعض هذه الجماهير للإعلان عن مبادرات جديدة، ولذلك ليس من الحكمة أن تحتفظ لجنة المتابعة بموقف المتفرج، ثم إذا قام البعض بمبادرات جديدة ننهال عليهم بالاتهام والتقريع، بل المطلوب فورا أن نستبق احتمال وقوع مثل هذه المبادرات على قاعدة: درهم وقاية خير من قنطار علاج.
لكل ذلك لا بد من ربيع عربي سلمي مشروع في الداخل الفلسطيني تختار له جماهيرنا بعامة وشبابنا بخاصة ميدانا واسعا تحتشد فيه على غرار ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية وميدان الجزائر، وقد يكون هذا الميدان في الناصرة أو في أم-الفحم أو في شفا-عمرو أو في سخنين أو في الطيبة أو في رهط، بحيث تحتشد هذه الجماهير في هذا الميدان، وتعلن عن مطالبها، ولا تغادر هذا الميدان حتى تتحقق مطالبها!!
بناء على كل النقاط التسع الواردة أعلاه فلا بد من النهوض بمبادرة هذا الربيع العربي السلمي المشروع بهدف تحقيق الأصول من المطالب التي سيقود تحقيقها إلى شق طريق راشدة عملية لكل جماهيرنا تسير فيها متلاحمة مطمئنة أنها ستحافظ على صمود وجودها في الأرض والبيت والمقدسات، وأنها ستنتزع كل حقوقها على قاعدة: الحقوق تؤخذ ولا تعطى، وأنها ستتحرر من سياسات الوهم ومشاريع التلهي وإضاعة الزمن بحثا عن سراب، وأنها ستؤسس لتاريخها وحاضرها ومستقبلها كل مؤسسة عامة فوق حزبية وفوق حركية تنطلق من كل الجماهير وتبقى ملكا لكل الجماهير بهدف أن تنظم مسيرة حياة هذه الجماهير في كل مناحي الحياة العصرية الحضارية المدنية سواء كانت في منحى التربية والتعليم أو الاقتصاد أو الصحة أو الأرض والمسكن أو الهوية والانتماء أو الجذور والثوابت أو التواصل العالمي والإسلامي والعربي والفلسطيني!! وإن من الواضح أنه حتى يتحقق ذلك، وحتى يثمر ميدان هذا الربيع العربي السلمي المشروع في الداخل الفلسطيني، فلا بد فورا من انتخاب مباشر للجنة المتابعة –رئاسة وعضوية-، ولا بد من تجديد صياغة دستور لجنة المتابعة العليا، ولا بد من تجديد بناء كل لجانها العشر المتفرعة عنها، ولا بد من إقامة صندوق قومي مساند للجنة المتابعة، ولا بد من اختيار مبنى يليق بلجنة المتابعة، وإلا فإن الفراغ قد يملأه غيرنا وعندها لات مندم!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى