أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

ظهور اسم اليمن ضمن تسجيل زعيم داعش الأخير..ما هي نواياه؟

أثار ظهور اسم “اليمن” في التسجيل الذي خرج به زعيم تنظيم “الدولة”، أبوبكر البغدادي، بعد 5 سنوات، في الأيام القليلة الماضية، مخاوف وتساؤلات حول دلالة ظهور اسم هذا البلد الغارق في حرب دامية ومجاعة هي الأسوأ في العالم.

وكان زعيم التنظيم ظهر، في فيديو دعائي قبل أيام، وبيده ملف ورقي فيه اسم “ولاية اليمن”، ضمن ملفات تحمل أسماء دول أخرى كتركيا والصومال.

وتثار أسئلة عدة حول نوايا تنظيم الدولة، وكيف سيبدو المشهد عسكريا وأمنيا في اليمن، التي تشهد حربا مدمرة بين قوات تابعة لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعوم من تحالف عسكري تقوده السعودية من جهة، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران من جهة أخرى، وعن الطرف المستفيد من أي نشاط محتمل للتنظيم.

حاجة دولية

وفي هذا السياق، يقول الكاتب والناشط السياسي والحقوقي اليمني، محمد الأحمدي، إن ظهور البغدادي الذي وصفه بـ”الخابور الكبير”، من جديد، مؤشر على جولة جديدة من العنف لتدمير ما تبقى من الحواضر العربية التي تقطنها الأغلبية السنية، كما حدث في العراق وسوريا.

وأضاف في حديث صحفي أن ظهور اليمن مؤشر على أن الأيادي التي تحرك هذا التنظيم تريد الشر بهذا البلد والبلدان الأخرى.

وأشار الأحمدي إلى أن الدولة ظهر لأول مرة في اليمن، منذ بدايات الانقلاب الحوثي مع حلفائه في حزب المؤتمر الذي كان يقوده صالح على الشرعية، ذلك أن عبارة النعت بـ”الدعشنة” للمعارضين لهذا الانقلاب، استخدمت في تبرير حربها على المدن اليمنية الواحدة تلو الأخرى.

وكان لافتا ظهور عناصر تعلن انتماءها لتنظيم الدولة، لتمنح الذريعة للحوثيين لاجتياح المدن والمناطق التي تظهر فيها، وسط غموض يلف مصير تلك العناصر أو النهايات التي آلت إليها، بينما أحكم الحوثيون سيطرتهم على تلك المناطق وإرهاب سكانها.

وأكد الكاتب اليمني أنه مرة أخرى، يظهر الدولة جليا كصنيعة استخبارات دولية، تعبث في المنطقة العربية وتحت هذه الذريعة، يظهر التنظيم ويختفي كلما استدعت حاجة الفاعلين الدوليين لظهوره أو اختفائه.

وحول الطرف المستفيد من أي أنشطة قد يقوم بها التنظيم، ذكر الأحمدي أنه لا أحد يستفيد من ظهوره سوى الولايات المتحدة، وأدواتها التي عملت على توفير الغطاء السياسي لها، طيلة السنوات الماضية، مثل الحوثيين في اليمن، والجماعات الطائفية، والأنظمة الاستبدادية، والثورات المضادة.

وأردف قائلا: هناك تخادم واضح بين هذه التنظيمات وبين أدوات الاستبداد والمستعمرين الجدد؛ لمنع أي تحول ديمقراطي في المنطقة.

وأوضح الناشط السياسي اليمني أن ظهور اسم بلده مؤخرا، بين يدي زعيم التنظيم، يثير المخاوف من أي احتمالات لتدخل معين كخطوة استباقية لأي عمليات لهذا التنظيم.

وبحسب الأحمدي، فإنها حقيقة، ستكون محاولة لإنقاذ الانقلاب الذي يقوده الحوثيون، الذين قدموا أنفسهم منذ البداية باعتباره جماعتهم؛ تحارب ما تدعيه من تنظيم الدولة، رغم عدم اختلافها معه من حيث الأيديولوجيا والتشدد، والقمع، والترهيب، بالإضافة إلى الجرائم والتنكر لمبادئ القانون الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

كما لفت إلى أن إيران والسعودية والإمارات هي “الدول الثلاث ذات مطامع نفوذ واضحة في اليمن على المستوى الإقليمي، وبالتالي ظهور أي نشاط للدولة يصب في مصلحتها”.

تغيير قواعد اللعبة

من جهته، يرى الكاتب والباحث السياسي اليمني، أنور الخضري، أن ظهور “الدولة” مجددا وفي ظل صلابة الشعوب بعد دعوى التحالف الغربي القضاء عليه يشي بأن تجربة استخدام هذا التنظيم في تفتيت جبهات الشعوب المتصلبة باتت مفضلة في معالجة الوضع.

وقال في تصريحات صحفية: فعوضا عن أن يقوم تنظيم الخلافة -حسب وصفه- من استعادة منطقة سيطرته، إذ به يلوح باستهداف دول عدة لا تزال الشعوب فيها تقاوم.

وأَضاف الخضري أن العجيب في الأمر، أن هذا التنظيم لا يتحدث عن دول خليجية شاركت في حربه.

وأكد الكاتب اليمني أن حرب اليمن أثبتت صلابة الشعب، وأن الكتلة السنية الأكبر لا تزال مقتدرة على التموضع ضمن الشرعية ومسارات المستقبل.

ووفقا للمتحدث ذاته، فإن “حضور الدولة سيفرض تغيير قواعد اللعبة، وفرض حضور دولي وقوات دولية”.

وحول المستفيد من حضور تنظيم الدولة، قال إنها دول الثورة المضادة والمعسكر الغربي الذي يترقب النزول ميدانيا.

وتابع حديثه: “انظروا إلى ليبيا وما يجري فيها الآن، في وقت يراد لليمن حضور عسكري دولي غربي رسمي”.

وأشار الخضري إلى أن الدولة سيضرب الشرعية تحت غطاء الطاغوتية والعمالة، بعد أن تركت معسكراتها تستقبل الشباب وتدربهم تحت نظر الإمارات والمليشيات التابعة لها.

وأوضح الباحث السياسي أن اليمن لا يمثل شيئا للدولة، فالدولة ذاته كفكر غلاة وخوارج هي ميدان لمعركتهم المقدسة.

لكن اليمن، بحسب الباحث الخضري، “تعني للغرب الموقع الاستراتيجي، والثروات النفطية والغازية، والكتلة السنية البشرية المحافظة المتبقية والحاملة للسلاح عبر تاريخها، وهذا أمر مقلق في أي صفقة قادمة للمنطقة”.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2017، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن قواتها قتلت عشرات من عناصر تنظيم الدولة في ضربة جوية على معسكري تدريب وسط اليمن.

وكان خبير عسكري يمني في الشؤون العسكرية والأمنية قد علق حينها على هذا الإعلان من قبل واشنطن بالقول إن تنظيم الدولة باليمن كيان غامض الهياكل، والقادة، والقيادات، وذلك ما يثير الشبهات حول حقيقته، وحجمه، وأماكن تمركزه، وحقيقة كل ما سبق من عدمه.

محاولة مكشوفة

وأضاف الخبير اليمني، رافضا الإفصاح عن اسمه، أن “وراء هذا التسويق محاولة مكشوفة لدفع التنظيم إلى الواجهة، بعد تراجع تنظيم القاعدة الذي كان مبررا لتدخل الولايات المتحدة بعد حمل اليمن على توقيع اتفاقيات أمنية سرية تبيح لطائرات الدرونز (دون طيار)، وغيرها العبث في هذا البلد تحت يافطة مكافحة الإرهاب”.

ورأى الخبير العسكري اليمني أنه “إذا أخذت ظاهرة الدولة في التنامي، فليس ذلك سوى عمل مخابراتي، لتكون ورقة المرحلة القادمة، كأحد المبررات التي تمدد من عمر التدخل الأمريكي، وتطوير التدخل الخليجي في اليمن إلى أبعد من دعم الشرعية، وهو مكافحة الإرهاب”.

وأكد أن “كل هذه العناوين مداخل استعمارية جديدة، لا تقل بشاعة عما يجري في العراق وسورية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى