أخبار رئيسيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

خبير إسرائيلي يتحدث عن “فشل مضمون” لصفقة القرن

أكد خبير وباحث إسرائيلي أن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن” سيكون مصيرها “الفشل”، وفق ما نشره في مقال بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية.

وقال رئيس ما يسمى “مركز القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية” أفرايم عنبار إن “الفشل المضمون لصفقة القرن هو فرصة لإسرائيل من أجل التوجه نحو إدارة النزاع مع الجانب الفلسطيني”.

وأوضح عنبار، أن بيان جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي بأن خطة السلام ستنشر في بداية شهر حزيران، “يطرح السؤال عن ما إذا كان بإمكان ترامب أن يحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.

ولفت إلى أن “تفاصيل الخطة أبقيت في السر، ولكن يبدو أنها تعنى بالمسائل الجوهرية كالحدود والقدس واللاجئين، وإدارة ترامب ستعرض سكاكر اقتصادية على الفلسطينيين كي تحلّي الصفقة”، مضيفا أن “الخطة تقوم أغلب الظن على أساس الافتراض الدارج في الأسرة الدولية، أن السلام يستوجب تنفيذ مبدأ دولتين للشعبين”.

وتابع الباحث الإسرائيلي: “بلا شك أن الحكومة التالية ستبحث الخطة مع واشنطن حتى لو كانت لها تحفظات على الحماسة الأمريكية لجلب السلام لمنطقتنا، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وافق في الماضي على خطة بلورتها إدارة بارك أوباما، سيتمسك بالوعد وبالترحيب بالبشرى من واشنطن”.

ورجح أن “تواظب القيادة الفلسطينية، التي تقاطع قنوات حوار عديدة مع واشنطن على رفضها للخطة”، لافتا إلى أنه “من الصعب الافتراض أن عرض ترامب سيكون أكثر سخاء من العروض لتنازلات كبيرة سبق أن وضعها على الطاولة إيهود باراك أو إيهود أولمرت ورفضها الجانب الفلسطيني”.

وأشار إلى أن “التنازلات الإسرائيلية التي لعلها كانت ممكنة في الماضي، تعتبر اليوم خطيرة للغاية، للسبب البسيط في أن معظم الإسرائيليين لا يرون في الفلسطينيين جيرانا يمكن التعايش إلى جانبهم بسلام”.

وأوضح بالقول: “معظم الجمهور الإسرائيلي، يفهم أن فجوة المواقف بين الحركة الصهيونية والحركة الوطنية الفلسطينية غير قابلة للجسر”، مضيفا أنه “تبين مع مرور الأيام، أن الفلسطينيين غير قادرين على أن يقيموا دولة اختبار، وليس لهم القدرة على الاحتفاظ ببنية تحتية دولية وأن يسيطروا على الفصائل المسلحة”.

ويرى عنبار أن “صفقة القرن لن تنجح في إنهاء النزاع، وستنضم لباقي المبادرات الأمريكية التي طرحت في الماضي دون جدوى، وفي المقابل، فإن الشخصيات التي تقف خلفها تترك مجالا للتفاؤل”.

ويعتقد أن “إدارة ترامب لا تتمسك، بالصيغ الدبلوماسية المقبولة والسليمة سياسيا، ويحتمل أن يشجعها فشل صفقة القرن ويشجع رجالها أيضا على تبني فكر آخر”، منوها إلى أنه يتوجب على “إسرائيل أن توضح لواشنطن أن محاولة إقامة دولتين للشعبين الآن ليست عملية ولن تضمن الاستقرار”.

وتابع: “في ظل غياب إمكانية إنهاء النزاع ومع الفهم أن المحاولات لإنهائه تتسبب فقط بالإحباط وبالأضرار، ينبغي السعي لهدف أكثر تواضعا، ولكنه مجد أكثر، وهو إضعاف وتقليص المعاناة للطرفين في نزاع متواصل وغير قابل للحل”.

وقال: “ينبغي استغلال حقيقة أن المسألة الفلسطينية لم تعد توجد في مركز جدول الأعمال العالمي، كما أن إحساس الإلحاح لحلها قد تبدد، كما أنه يحتمل مع مرور الوقت أن ينشأ في أوساط الفلسطينيين جيل قيادي جديد ذو فكر عملي أكثر”، وفق تعبيره.

ودعا إلى “ضمان حياة مريحة قدر الإمكان لمعظم الناس بين البحر والنهر عبر سياسة رقيقة وعاقلة”، موضحا أن “إدارة النزاع هي استراتيجية حذرة تمتنع عن الاستجابة للمطالب الديماغوجية من الطرفين؛ إما الحسم العسكري أو الانسحاب أحادي الجانب”.

وختم بالقول إن “الفشل المضمون لصفقة القرن، هو فرصة لإسرائيل لفتح عيون الولايات المتحدة على الواقع المعقد في منطقتنا وحملهم على تأييد إدارة النزاع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى