أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

“ضربني وبكى سبقني واشتكى”.. يهودي يدهس عربيا عمداً في الخضيرة ويشتكي ضده

ساهر غزاوي
“ضربني وبكى سبقني واشتكى”، هو مثل شعبي معروف، ينطبق على ما يعيشه العرب من واقع في هذه البلاد، وما يتعرضون له من عنصرية وتمييز، لكنهم يتحولون في نظر الشرطة إلى متهمين، كما حصل أمس الجمعة، مع الشاب محمد علي الشوملي من مدينة الخضيرة.
فقد حدث أن تعرض الشاب محمد الشوملي (28 سنة) من مدينة الخضيرة للدهس بشكل متعمد من قِبل شاب يهودي من سكان المدينة، وقبل أن يُنقل إلى المستشفى لتقلي العلاج، اقتادته الشرطة إلى مركزها في المدينة لإخضاعه للتحقيق وتسجيل إفادته، رغم ما أصابه من رضوض وأوجاع في جسمه جراء جريمة الدهس.
وفي التفاصيل، يقول السيد علي الشوملي؛ والد الشاب المصاب: في كل يوم جمعة وكالعادة، يأتي إلى مسجد بلال بن رباح في مدينة الخضيرة العديد من المصلين العمال من خارج المدينة لأداء صلاة الجمعة، ومن أجل أن لا يسبب حضورهم بالسيارات أزمة سير وإغلاق الشوارع، يتطوع اثنان من أبنائي لتنظيم حركة السير قبل صلاة الجمعة وبعدها”.
ويتابع: بعد انتهاء صلاة الجمعة، تنبّه محمد لشاب يهودي متدين يوقف سيارته قريبا من المسجد، ويصور المكان بهاتفه النقال من مسافة قريبة، فطلب منه ابني عدم التصوير والابتعاد من المكان لكي لا يسبب أزمة سير، لكنه رفض واستمر في التصوير وأصرّ على البقاء مكانه، حينئذ منعه محمد من التصوير وأنزل هاتفه من يده، وعلى الفور ركب الشاب اليهودي سيارته وابتعد بها مسافة قصيرة ثم عاد مسرعا محاولا دهس ابني وقتله بشكل متعمد ثم لاذ بالفرار”.

علي الشوملي
علي الشوملي

إزاء ذلك، يضيف على الشوملي، تعرض ابني محمد لإصابات ورضوض في جسمه، وبلطف من الله ابتعد شقيقه الأصغر من المكان بسرعة ولم يصب بأي أذى. ويقول إنه اتصل مباشرة على الشرطة وقام بتبليغهم بما جرى، “لكنهم تجاهلونا ولم يتجابوا معنا، وبعد أن خرجنا للبحث عن المعتدي وعثرنا عليه في أحد أزقة مدينة الخضيرة قريبا من منطقة المسجد، تفاجأنا بأعداد كبيرة من الشرطة تحيط به وتمنع أي أحد من الاقتراب منه، وعرفنا حينها من الشرطة أن الشاب اليهودي قدم شكوى وادعى أنه تعرض لمحاولة اعتداء من قبلنا، وأننا نحن المتهمون، واقتيد ابني إلى مركز الشرطة للتحقيق وتسجيل إفادته بدل نقله للمستشفى لتقلي العلاج!”.
ويتابع الشوملي حديثه لـ “موطني 48” ويوضح أنه قال للشرطة إن “تصوير الشاب اليهودي للمسجد والمكان يدعو للريبة والشك وهو أمر غريب للغاية، فربما فعل ذلك بهدف حرق المسجد أو أي عمل إجرامي آخر، وهذا ليس مستبعدا، خصوصا ما نراه من الاعتداءات العنصرية الإرهابية التي تعرضت لها عدة المساجد في أماكن مختلفة من البلاد، من أجل ذلك حاول ابني محمد منع التصوير”.
ويُبين علي الشوملي أن أبنه محمدا مكث في مركز الشرطة في الخضيرة من الساعة الواحدة والنصف ظهرا وحتى الخامسة والنصف مساء دون أن يُحقق معه وتسجل إفادته، “بينما سرحت الشرطة الشاب اليهودي الذي حاول قتل ابني متعمدا، قبل ذلك الوقت بكثير، حينها غضبت ودخلت إلى الشرطة وقلت لهم: هل تتصرفون هكذا لو كان المعتدي عربيا والضحية يهوديا؟! لماذا تتصرفون هكذا؟ نحن لا نثق بكم وأنتم تجيّرون القوانين على حسب أهوائكم”.
وفي ختام حديثه لـ “موطني 48” يقول على الشوملي إن ابنه أجريت له فحوصات في مستشفى “هيلل يافه” في الخضيرة في ساعات المساء وعاد إلى بيته، لكنه يؤكد أنه سوف يقدم شكوى للشرطة ضد الشخص اليهودي بمحاولة دهس وقتل ابنه عمدا، وقال: “لن نسكت على مثل هذا التصرف الخطير الذي كاد أن ينتهي بكارثة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى