أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالضفة وغزة

مسؤولون إسرائيليون يقتحمون بيوت الفلسطينيين عبر الـ”سوشيال ميديا”

لا يمر أسبوع إلا ويخرج مسؤول إسرائيلي أو أكثر ليوجّه رسالةً لأهالي قطاع غزة أو الفلسطينيين عموماً، تتعلق بالأوضاع التي يعيشونها، وأخرى تحريضية في بعضها موجّه ضد حركة “حماس” والمقاومة الفلسطينية، مستغلين منصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي يتواجد عليها الفلسطينيون بكثرة. وأضحت حسابات الفلسطينيين عموماً، والغزيين على وجه الخصوص، مخترقة بخطابات المسؤولين الإسرائيليين من دون إرادتهم، لا سيما وأن الاحتلال يستغل التواجد المكثف لهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً موقع “فيسبوك” الأكثر رواجاً بين الغزيين، لبث دعايته وأفكاره.
ويبدو التحدي الأصعب هو استغلال بعض المسؤولين الإسرائيليين، كمنسق أعمال الحكومة للشؤون المدنية والناطق باسم جيش الاحتلال ومؤخراً وزير الحرب، أفيغدور ليبرمان، للمحتوى الفلسطيني المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، في إعادة مخاطبة الجمهور الغزي به، بما يخدم الرواية الإسرائيلية وأهدافها، إضافة إلى محاولة بث رسالة تحريضية على المواقع، كالدعوة إلى تسليم السلاح، أو الخروج بثورة شعبية لإسقاط حركة “حماس” في غزة.
ويرى مراقبون أن السبب الرئيسي لذلك يرجع إلى كون منصات مواقع التواصل الاجتماعي مفتوحة وغير خاضعة لرقابة أو سلطة مركزية تتحكم في الدعاية وطبيعة المنشورات المتداولة عبرها، وهو ما يعزز قدرة الاحتلال ومسؤوليه على استغلال الحالة المعيشية والاقتصادية للسكان لبث الدعاية والرواية التي تخدم أهدافهم.
ويقول الخبير في الشأن الدعائي، حيدر المصدر، إن المؤسسة الإسرائيلية تلجأ إلى منصات التواصل الاجتماعي لأنها تعتمد بدرجة أساسية على المحتوى الذي يبثه الفلسطينيون، ثم يعيد إنتاجه بطريقة أخرى تتلاءم مع رسالته.
والخطورة الأبرز تتمثل في الصعيدين السياسي والاجتماعي، اللذين يوفران موضوعات للدعاية بالنسبة للاحتلال. ويستدل المصدر بالواقع الاقتصادي المتردي في القطاع الذي يرزح تحت الحصار الإسرائيلي المشدد منذ عام 2006، الذي بات المسؤولون الإسرائيليون يستغلونه لإعداد الرسائل واختراق المجتمع الغزي.
وعند متابعة عشرات الصور ومشاهد الفيديو التي ظهرت على الصفحات الإسرائيلية، يلاحظ أن مصدر معظمها يرتبط بصفحات فلسطينية، وكأن الدعاية الإسرائيلية “تتغذى” على ما تنشره هذه الصفحات من محتوى، وهذه الموضوعات خضعت لمعالجات إسرائيلية متنوعة، بحسب الهدف الدعائي المركزي.
ويضيف أن منها ما استُخدم لتكذيب أطروحات حركة “حماس”، وأخرى وُظفت لشيطنتها، أو تأكيد رواية استغلالها للأطفال والنساء كدروع بشرية، وهناك ما وُظف لربطها بإيران أو بالنازية. ويمكن رد هذا الاستغلال إلى تنوع مشاركات الناشطين الفلسطينيين، وقيامهم بنشر جل ما يوثِّقونه على “فيسبوك”، بوعي أو بدونه.
وعن سبل المواجهة للدعاية الإسرائيلية، يؤكد أنه لا توجد وصفة سحرية يمكنها صد هذه الدعاية، إضافة إلى عدم توفر نمط واضح يوقف سلوك الاحتلال القائم على التنقيب الدعائي، إلا أن ذلك يمكن تحقيقه من خلال الوعي الشخصي للأفراد.
ويلفت المصدر إلى أن الناشط في مواقع الإعلام الاجتماعي الفلسطيني مطالب بامتلاك بصيرة كافية، تؤهله للتمييز بين ما هو نافع وبين ما هو ضار للقضية الفلسطينية.
من جانبه، يقول المختص في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، محمد أبو القمبز، إن الاحتلال يبحث عن الثغرات والإشكاليات الموجودة في القطاع كالواقع الاقتصادي والاجتماعي لبث دعايته واختراق المنازل الفلسطينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويوضح أبو القمبز، في حديث معه، أن الاحتلال بات يلعب على الواقع الاقتصادي السيئ بفعل الحصار، حيث أضحى بالنسبة للإسرائيليين مادة يركزون على غزة من خلالها برسائل متعددة، سواء عن طريق الصفحات الرسمية للمسؤولين أو غيرها من الصفحات.
ويحذّر من خطورة ما يقوم به الاحتلال؛ لأنه يتبع سياسة المراكمة في عملية التأثير على الرأي العام، من خلال صفحات مسؤوليه السياسيين والعسكريين، والذي يحاول أن يقنع الفلسطينيين واللعب في وعيهم، حتى وإن لم يقتنعوا في البدايات بما يجري نشره.
ويلفت أبو القمبز إلى ضرورة بناء استراتيجية حكومية ومؤسساتية تعمل للتصدي لرسائل المسؤولين الإسرائيليين وخطابهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما وأنه لا توجد حتى اللحظة استراتيجية واضحة على الصعيدين الفلسطيني والعربي.
ويستشهد بلجوء مسؤولي الاحتلال إلى مخاطبة العرب باللغة الخاصة بهم، واللعب على وتر العادات والتقاليد، وحتى المناسبات الدينية الخاصة بهم، وهو ما أنتج في بعض الأحيان ظاهرة الصهاينة العرب الذين يتبنون رواية الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى