أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

المئات يحتفون بتحرير الأسير محمد خلف من طمرة

ساهر غزاوي

وسط حضور جماهيري كبير من الداخل الفلسطيني، أقيمت في مدينة طمرة مساء السبت 28 نسيان/أبريل 2018، أمسية يوم الأسير الفلسطيني واحتفاء بتحرير الأسير محمد خلف من طمرة الذي نال حريته الاثنين الماضي بعد اعتقال دام نحو 8 أشهر في السجون الإسرائيلية.

وتحدث في أمسية يوم الأسير التي أقيمت بجانب بيت الأسير المحرر محمد خلف في (خلة الشريف) في مدينة طمرة: السيد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة، الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات، الدكتور سهيل ذياب رئيس بلدية طمرة، والأسير المحرر محمد خلف، فيما تولى العرافة السيد محمد حسن كنعان عضو اللجنة الشعبية في طمرة.

وافتتحت الأمسية بأيات من القرآن الكريم تلاها الشاب محمد أمين شعّار، فيما استهل السيد محمد حسن كنعان عرافته بالترحيب بالأسير المحرر محمد خلف قائلاً: “محمد سجنته المؤسسة الإسرائيلية لا لسبب يذكر إنما ملاحقة سياسية لشبابنا وتحديدا لشبابنا المسلم، والشاب محمد كان يدرس في جامعة النجاح الوطنية في سنته الأخيرة وكما يظهر أن المؤسسة الإسرائيلية التي تلاحق شبابنا في المؤسسات الأكاديمية والجامعات والكليات حرصت على أن تمنع هذا الشاب من الاستمرار في دراسته ولكن خرج من سجنه بارداه صلبة وعزيمة قوية جدا”.

وأضاف كنعان: “نقول لحكومة نتنياهو والمؤسسة الإسرائيلية: لن تستطيعوا ثنينا عن واجبنا الوطني والإنساني والأخلاقي تجاه أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن هنا من مدينة طمرة نبعث بأحر تحياتنا إلى جميع أسرى الحرية في سجون الاحتلال الذين ناضلوا من أجل حرية وكرامة شعبهم واستقلاله، ومن هنا أيضا نبعث بتحياتنا إلى شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح الذي ما زال يحاكم على خطبة جمعة أو خطب مختلفة بتفسير القرآن الكريم، فنحن نقول لهم خسئتم أن تنالوا من إرادة هذا الشيخ البطل، خسئتم من أن تنالوا من ثوابته الوطنية والإسلامية”.

طمرة تفتخر بمحمد خلف

وقال رئيس بلدية طمرة الدكتور سهيل ذياب: “الحمد لله عاد إلينا الأسير وعاد إلى حضن أمه وإلى مدينته طمرة، وأقول لابننا محمد، لو فتحت قلوب جميع الطمراويين لوجدت اسمك مكتوب في قلبونا لأنك مثالا يحتذى به، إنسانا يريد تطبيق الشريعة الإسلامية ولن تمنعه أي حكومة عنصرية من ذلك، وأقول لأم الأسير رأيناك في أكثر من محكمة تذرفين الدموع، لكنك قد وحدتي جميع الأمهات في طمرة وبكيت عندما رأيت جميع الأمهات يحتضنونك ويبكون إلى جانبك وسألتيني أكثر من مرة: هل يستطيع أن يكمل محمد تعليمه؟ وأنا وعدتك أن محمد سيخرج من سجنه مرفوع الرأس وسيكمل تعليمه وسيكون بإذن الله من أعز الشباب الذين نفتخر بهم”.

ولفت ذياب في كلمته إلى أن مدينة طمرة “عادت لتكون عاصمة القومية والوطنية بعد غياب عنها لعشرات السنين وفي الفترة الأخيرة عادت لتحتضن جميع المناسبات الوطنية” مشيرا إلى أن “اليوم في مدينة طمرة يوجد إدارة تؤمن بالوطنية والقومية ولكل شباب طمرة أقول ارفعوا رؤوسكم فأنتم من مدينة الخير ومن عروس الجليل فأنتم من مدينة الشهيد عدنان خلف مواسي وارفعوا رؤوسكم فأنتم من مدينة الأسير المحرر محمد خلف مواسي”.

مناصرة الأسرى موقف اجماعي

وبعد أن قدم رئيس لجنة المتابعة السيد محمد بركة التهنئة لعائلة محمد خلف بتحرره قال: المؤسسة الإسرائيلية تحاول أن تظهر نفسها أمام العالم أنها دولة ديمقراطية في الشرق الأوسط، ومن متابعتنا اليوم للانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى وضد المسلمين الذين يؤدون شعائرهم وصلواتهم في المسجد الأقصى وتفرض قيودا مشددة عليهم، نسأل هنا لماذا سجن محمد خلف؟ سجن على عقيدته من خلال محكمة ملفقة، وعلى ماذا يحاكم أخانا القائد الرمز في هذا المجتمع الشيخ رائد صلاح؟ يحاكم على عقيدته ويريدون ادانته بأي ثمن”.

وتابع بركة: “المشروع هو مقاومة الاحتلال والغير المشروع هو الاحتلال، المشروع هو مقاومة الظلم والغير المشروع هو ممارسة الظلم، هم يريدون أن يقلبوا الأمور رأسا على عقب لكن من يسير في طريقه وينظر إلى الامام يعرف أنه سيدفع ثمنا ومحمد خلف دفع ثمنا نيابة عنا والشيخ رائد صلاح يدفع الثمن نيابة عنا وعشاق الأقصى يدفعون الثمن نيابة عنا، لذلك نحن نقف إلى جانبهم كلجنة متابعة ومن خلال لجنة الحريات التي يقف على رأسها فضيلة الشيخ كمال خطيب، نحن لن نفرط بأي من أبناء شعبنا إن كان شابا، طالبا، او قائدا من قيادة شعبنا، هذا موقف إجماعي في لجنة المتابعة في كل مركباتها وتلوينتها السياسية والاجتماعية”.

محمد سجن لقناعات دينية

رئيس لجنة الحريات الشيخ كمال خطيب قال في كلمته: “محمد أسيرنا المحرر الذي نعلم أنه ما غُيب خلف القضبان لجريمة ارتكبها، ولكنه غُيب لقناعات حملها ولمعاني دينية ترسخت في صدره ويقينه، غاب بجسده لكن معه كل الوقت كان قلب أم لا يهدأ أبدا وشقيق وشقيقة وكل الأهل والمحبين، ليس لأن شعبنا يخاف من السجون ولكن لأن شعبنا يكره الظلم الذي بسببه تحاك هذه الملفات وتلفق هذه التهم وتقضى هذه الأحكام لتجعل شابا ينتقل بين عشية وضحاها من كرسي الجامعة إلى فرشة وسرير السجن”.

وأضاف خطيب: “خرج الينا محمد بجسده لكن قلبه ما زال معلقا مع 6500 أسير من أبناء شعبنا ما زالوا في السجون، قلبه معلق مع ما يزد عن 500 أسير يقضون هناك بأحكام إدارية ظالمة دون محاكمة، قلبه معلق مع ما يزيد عن 350 شاب دون الثامنة عشرة، قلبه معلق مع ما يقرب من 1000 ممن هم في حالات المرض من الأسرى دخلوا أصحاء لكن ظروف ومعاملة السجن جعلت الأمراض تغزو أجسادهم، وقلبه محمد معلق مع ما يقرب من 100 من أبناء شعبنا في الداخل المأسورين في السجون الإسرائيلية، وقلبه معلق مع 62 امرأة فلسطينية منهن 21 أم وثمان فتيات قاصرات، وقلبه معلق مع من هرم في السجن ومع من شاب في السجن كحال كريم وماهر يونس”.

وتطرق الشيخ كمال في كلمته إلى جلسة المجلس الوطني التي ستعقد في رام الله الاثنين المقبل قائلاً: اتصل علي مسؤول في السلطة الفلسطينية في رام الله اسمه محمد المدني ودعاني لحضور افتتاح المجلس الفلسطيني الاثنين في رام الله، وبصراحة قلت له اعتذر لأنني لا اقبل على نفسي أن أكون شاهد زور، أنتم مغيبون أكثر من ممثلي نصف الشعب الفلسطيني عن هذا اللقاء وتريدون دعوة شهود زور، عليكم أن تصطلحوا مع شعبكم أولا وتدعو كل من يمثل هذا الشعب” مضيفا “حتى الفصيل الثاني الذي يمثل في حجمه في منظمة التحرير الجبهة الشعبية مقاطعة هذا المجلس وكذلك من أعضاء حركة فتح مقاطعين لهذا المجلس، أولى ان نبني البيت قبل أي خطوة”.

السجن لا يردع أصحاب المبادئ والثوابت

وفي ختام الأمسية تحدث الأسير المحرر محمد خلف وقدّم شكره لجميع من وقف معه ومع عائلته في محنة السجن قائلاً: “أشكركم جميعا فردا فردا فكنتم معنا خير داعم ومساند نحن جدا ممنونين لكم، باسمي وباسم عائلتي جزاكم الله منا كل خير وبارك الله فيكم”.

واعتبر الأسير المحرر أن سجنه كان قرار ظالما “هدفه ردعي عن المسجد الأقصى وإبعادنا عن قضايا أمتنا وشعبنا”، وقال: “السحن لم يكن رداعا للمجرمين واللصوص ومروجي المخدرات والسموم فكيف يكون السجن رداعا لنا نحن أهل المبادئ وأهل الثوابت، كيف يكون السجن غير رداعا لهم ويكون رداعا لنا؟”.

وأوضح محمد خلف أن اعتقاله لم يكن نتيجة خطأ اقترفه ولا لقانون خالفه وقال: “لم نكن نعلم أن ترديد شعار “بروح بالدم نفديك يا أقصى” يردده كل المسلمين منذ أكثر من 20 سنة، هذا الشعار تربيت عليه وأنا عمري خمسة سنوات لم نكن نعلم أن هذا الشعار هو شعار إرهابي، هذا الشعار اتهمت وسجنت بسببه، أنا لم أعلم أن المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى أنهم إرهابيون”.

وتابع: “لأننا أيّدنا المرابطين ودعونا وتمنيا لهم الثبات والصمود اعتبروه إدانة لنا، الآن الرباط صار في قوانينهم اجرام، الشعارات الإسلامية إجرام وادانه”، وتساءل خلف: هل هذه الشعارات لأننا استخدمناه صارت خطأ فعلناه؟ هل لأنني رددت بالروح بالدم نفيذك يا أقصى هل كان هذا مخالفا للقانون؟ من كان يعلم من الناس الموجودين هنا أن هذه الشعارات إرهابية والمرابطين إرهابيين؟ نحن غير متسرعين ولا متهورين ما فعلناه ضمن الحدود والأطر القانونية لكن يبدو ان قوانينهم تتبدل علينا”.

تصوير: موطني 48

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى