إرهاب المستوطنين.. ارتفاع الشكاوى وانخفاض التحقيقات

كشفت معطيات إسرائيلية، اليوم الاثنين، ارتفاع عدد الشكاوى المقدمة للشرطة عن هجمات مستوطنين على فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، مع انخفاض التحقيقات بشأنها.
ونقلا عن بيانات الشرطة، نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تقريرا بعنوان: “ارتفع عدد الشكاوى المقدمة للشرطة بشأن الإرهاب اليهودي في الضفة الغربية، لكن التحقيقات انخفضت”.
وقالت: “يتراجع عدد تحقيقات الشرطة في حوادث الجرائم القومية والإرهاب اليهودي في الضفة الغربية”.
وأفادت بأن هذا يحدث “رغم تزايد عدد الشكاوى المقدمة من فلسطينيين منذ بداية العام”، بحسب بيانات حصلت عليها الصحيفة من الشرطة “بناءً على طلب حرية المعلومات”.
و”البيانات تُظهر أنه في النصف الأول من العام الجاري، قُدّمت 427 شكوى بشأن الجرائم القومية (إسرائيلية) في الضفة الغربية، مقارنةً بـ 680 شكوى في 2024 بأكمله”، وفقا للصحيفة.
وتابعت: “فُتح 144 تحقيقا جنائيا فقط في مديرية الشرطة بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران الماضيين، أي نحو 33 بالمئة من إجمالي الشكاوى التي قدّمها فلسطينيون بشأن جرائم ارتكبها يهود”.
ومستندة إلى البيانات، استطردت الصحيفة: “هذا مقارنة بـ308 تحقيقات فُتحت العام الماضي، بنسبة حوالي 45 بالمئة من إجمالي الشكاوى”.
وقالت إنه “يبدو أيضا أن معظم التحقيقات فُتحت بجرائم إتلاف ممتلكات واعتداء وحرق عمد على أسس قومية وإلقاء حجارة”.
و”شهد عام 2025 زيادة طفيفة في عدد اليهود المُعتقلين للاشتباه في ارتكابهم جرائم قومية: 44 معتقلا في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بـ71 معتقلا طيلة عام 2024″، كما أضافت.
الصحيفة أفادت بأن الوحدة المركزية في الضفة الغربية، المسؤولة عن التحقيق في “الإرهاب اليهودي والجرائم القومية”، تعمل بدون قائد دائم منذ قرابة عام”.
وأوضحت أن “القائد السابق، نائب رئيس الشرطة أفيشاي معلم، نُقل من منصبه بعد فتح تحقيق للاشتباه في تجاهله عمدا معلومات استخباراتية عن نشطاء يمينيين متطرفين وحوادث إرهابية يهودية وتفاديه الاعتقالات”.
وأضافت أنه “تم ذلك (نقل “معلم”) لإرضاء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وبالتالي الحصول على ترقية في جهاز الشرطة”.
وتابعت: “يواجه معلم – من بين شبهات أخرى – شبهة الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة وإساءة استخدام السلطة”.
وزادت بأنه “خلال توليه منصبه، أصرّ على انخفاض عدد الحوادث الإرهابية اليهودية، رغم إصرار جهاز الأمن العام (الشاباك) على وجود زيادة”.
كما أن “قائد الشرطة الحالي في الضفة الغربية، وهو موشيه بينشي، من المقربين من بن غفير، وكان يشغل منصب سكرتيره الأمني”.
ونقلت الصحيفة عن المديرة العامة لـ”الحركة من أجل حرية المعلومات” المحامية هيداي نيغيف قولها إن “زيادة عدد الشكاوى مقارنة بقلة لوائح الاتهام، تُظهر بوضوح كبير عدم رغبة الشرطة، في عهد بن غفير، بمكافحة الإرهاب اليهودي”.
و”وفقا لرصد هآرتس، مع بدء موسم الحصاد (الزيتون) في الضفة الغربية (في الثلث الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول)، ازدادت هجمات المستوطنين وجرائمهم القومية في جميع أنحاء الضفة الغربية”، بحسب الصحيفة.
هآرتس نقلت عن الشرطة ردها: “على عكس التشويه المُقدّم، سُجِّلت زيادة بنسبة 14 بالمئة في عدد ملفات التحقيق المفتوحة”.
كما زعمت الشرطة وجود زيادة 16 بالمئة في عدد الاعتقالات، وزيادة 143 بالمئة في عدد لوائح الاتهام المُقدّمة مقارنة بالعام السابق.



