أخبار رئيسيةمقالات

جنرال إسرائيلي يُكذّب نتنياهو.. هاليفي يبق البحصة ولابيد يعترف بحالة انهيار سياسي لإسرائيل

الإعلامي أحمد حازم

أسخف هراء وأحقر موقف سمعته من رئيس الأركان الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي، الذي قال وعلى ذمّة صحيفة “ذي غارديان” البريطانية: “إنّ الجيش الإسرائيلي يعمل ضمن قيود القانون الإنساني الدولي”. وهو يقصد طبعا عمليات القتل التي يقوم بها الجيش في غزة.

لكن هذا الجنرال الذي تخلى عن منصبه بسبب خلافات مع نتنياهو، اعترف بإحصائية مرعبة اذ قال إنّ عدد ضحايا غزة بين قتيل وجريح تجاوز الـ 200 ألف فلسطيني.

كما اعترف أيضًا بأن”العمليات العسكرية لم يتم تقييدها أبدا من قبل المستشارين القانونيين العسكريين”، الأمر الذي دفع صحيفة “ذي غارديان” الى القول إنَّ “هذا الادّعاء تكرر طوال الحرب من قبل المسؤولين الإسرائيليين، الذين قالوا إن المحامين العسكريين يشاركون فيالقرارات العملياتية”. ولم ينس هاليفي القول: “أن لا أحد يعمل برقة”.

هذه المعلومات التي تحدث عنها هاليفي لم يقدمها نتيجة تعاطفه مع غزة، بل يبدو واضحًا ان إظهارها على السطح هي نكاية بنتنياهو وإحراجًا له حسب اعتقاده.

وكان هاليفي قد تحدث في وقت سابق أمام مجموعة من المواطنين الإسرائيليين،وقال “إن أكثر من 10% من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قد قُتلوا أو أُصيبوا”، أي أكثر من 200 ألف شخص. هذه الأرقام لها أهمية خاصة كونها تصدر عن رئيس أركان إسرائيلي سابق ساهم بقتل شعب غزة، وهذه الأرقام كذبها نتنياهو، وجاء الآن من يُكذّبه ويعترف بحقيقتها، تماما كما تحدثت عنها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، والتي كثيرا ما رفضها المسؤولون الإسرائيليون باعتبارها دعاية لحركة حماس، على الرغم من أن أرقام الوزارة قد اعتُبرت موثوقة منقبل الوكالات الإنسانية الدولية.

وحسب تقرير “ذي غارديان” واستنادًا الى البيانات الاستخباراتية العسكرية الإسرائيلية المسربة عن الضحايا حتى شهر مايو الماضي، فإن أكثر من80% من القتلى في غزة من المدنيين.

وكما كانت بداية الخلافات مع رئيس الأركان السابق، ظهرت مجددا تباينات في مواقف رئيس الأركان الجديد أيال زيمر مع نتنياهو.

فقد كشفت القناة (12) العبرية، أن زامير أبلغ بنيامين نتنياهو “أن عملية السيطرة على مدينة غزة تتطلب 6 أشهر، وحركة حماس لن تُهزم عسكريًا أو سياسيًا حتى بعد احتلال المدينة”.

ووفقًا للقناة نفسها، سارع زامير إلى إبلاغ القيادة السياسية خلال جلسة مغلقة بأن العملية البرية في غزة “لنتحقق حسمًا كاملًا، وأن تحقيق حسم نهائي يتطلب توسيعا لعمليات إلى مناطق أخرى في القطاع، بما في ذلك المخيمات المركزية”، وهو ما يفرض “تحديًا مدنيًا لا يرغب الجيش بتحمله”.

وماذا عن موقف لابيد مما يجري في غزة واسرائيل؟
يقولون عن لابيد إنه المعارض القوي لسياسة نتنياهو وانه زعيم المعارضة.

قد يكون ذلك صحيحا لأن الصراع الحقيقي بين لابيد ونتنياهو هو في الحقيقة صراع من أجل كرسي رئاسة الحكومة وليس من أجل غزة.

يقولون لا فرق بين الحيّة السوداء والحيّة الرقطاء فكلتاهما سامتان. وهذا ينطبق على الثنائي نتنياهو ولابيد. لماذا؟ اسمعوا الحكاية: مباشرة بعد الإعلان عن تنفيذ العملية بقطر هنأ لابيد في منشور له على منصة “إكس” الجيش الإسرائيلي على استهداف قادة حماس في الدوحة،لكنه في ذات الوقت، عاد وعبّر عن مخاوفه بشأن مصير الرهائن في غزة وتساءل “عمّا إذا كان الخطر على حياتهم قد أخذ في عين الاعتبار عند اتخاذ قرار الضربة”.

لابيد الذي يستغل كل ظرف سياسي لمهاجمة نتنياهو خصوصا مع الاقتراب التدريجي لانتخابات الكنيست، يعترف بأن اسرائيل تمرّ بحالة انهيار سياسي وعزلة دولية.

فقد كتب في صفحته الرئيسية على منصة أكس: “في المجال الرياضي والثقافي والأعمال التجارية وخاصة في العلاقات الدولية معدول العالم، تواجه إسرائيل حالة من الانهيار السياسي والمقاطعة التاريخية والحكومة تقودنا نحو العزلة الدولية، دون إدراك عمق الأزمة وبدون امتلاك أي إستراتيجية مضادة”.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من الإشارة الى أن نتنياهو لا يكتفي “بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين”، كما ورد في شروطه لوقف الحرب على غزة، بل يريد أكثر من لك بكثير.

فقد كشف في مقابلة مع القناة 13 العبرية، عن رؤيته الاستراتيجية للحرب، بقوله إن الهدف هو “تغيير وجه الشرق الأوسط”.

وكان نتنياهو قد صرّح خلال مؤتمر صحفي في الثاني والعشرين من شهر يونيو الماضي، بأن إسرائيل “تعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط”.

ولم ينس نتنياهو التعبير عن حلمه برؤية إسرائيل الكبرى. فقد أعلن في الثاني عشر من شهر أغسطس الماضي لقناة i24 العبرية عن ارتباطه الشديدبـ”رؤية إسرائيل الكبرى” القائمة على التوسع والاحتلال تشمل بحسب المزاعم الإسرائيلية الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.

ختاما، اسمعوا ما يقوله صراحة مُحلِّل الشؤون العسكريّة يوآفليمور في صحيفة (إسرائيل اليوم) التي تدعم نتنياهو: ” إن السياسات الحالية للحكومة، تدفع إسرائيل نحو خسارةٍ قد تكون أثقل وأخطر ممّا يمكن تحمُّله”.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى