أخبار وتقاريرمقالاتومضات

ينكر وجود مجاعة في غزة.. نتنياهو الكاذب والمنافقون في العالم

الإعلامي أحمد حازم

ثلاث نقاط مثيرة للسخرية لفتت انتباهي في تصريحات نتنياهو الأخيرة في المؤتمرات الصحفية التي عقدها في الأيام الأخيرة: النقطة الأولى، قوله عدم وجود مجاعة في غزة وإن وسائل الإعلام الدولية تروّج مزاعم كاذبة حول التجويع الإسرائيلي المفروض على غزة، واصفًا إياه بـ ”حملة أكاذيب عالمية”.

والنقطة الثانية، قول نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى لاحتلال غزة، بل “لتحريرها من حماس” حسب زعمه.

أمَّا النقطة الثالثة، فقد ادّعى نتنياهو “ابو يائير” بأن “الفلسطينيين لا يهدفون إلى إقامة دولة؛ بل إلى تدمير دولة”.

قبل معالجة هذه النقاط، تعالوا نسأل عن سلوكيات نتنياهو، بمعنى في أي إطار نضعها في ميزان الصدق والكذب. هم (يهودًا وأمريكيين) يقولون وليس نحن، إنّ نتنياهو “واحد” كذاب. فمن هم هؤلاء؟ أولهم أبناء جلدة نتنياهو من قوم إسرائيل وثانيهم، الأمريكيون “حبايب قلب نتنياهو”، وثالثهم الرئيس الفرنسي ماكرون.

في السادس من سبتمبر العام الماضي، استضافت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، إيهود باراك، الذي يُعتبر من أشد المعارضين لنتنياهو، وقد قال فيها أكثر من مرة “إنّ نتنياهو إنسان كذّاب”. حتى رئيس الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، صديق نتنياهو وداعمه حاليًا، كان قد شنَّ هجومًا عنيفًا على نتنياهو بقوله إنه: “كذاب ابن كذاب” استنادًا لتسجيلات صوتية بثتها القناة 11 التابعة لهيئة البث الرسمية، سُمعت من خلالها تفوهات بتسلئيل سموترتش.

في الثامن من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2011 وخلال محادثة خاصة أجراها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قال ساركوزي في المحادثة التي سمعها بعض الصحفيين صدفة خلال مؤتمر مجموعة العشرين “لم أعد أستطيع أن أراه إنه كذاب”، فعلّق أوباما قائلا “يبدو أنك سئمت التعامل معه، أما أنا فعليّ التعامل معه كل يوم”.

وحسب كتاب جديد للصحفي الأمريكي بوب وودوارد بعنوان “حرب”. وصف الرئيس الأميركي السابق بايدن نتنياهو بأنه “ابن عاهرة كذاب لعين وهو رجل سيء للغاية”، وكان موقع “بوليتيكو” أول من ذكر أن بايدن كان يستخدم هذه العبارة للحديث عن نتنياهو.

الكذب يتجدد باستمرار عند نتنياهو. ففي مؤتمره الصحفي الذي عقده مؤخرًا مع وسائل الإعلام المحلية، قال نتنياهو فيه إنه يريد إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت، لكنه يقول من جهة ثانية إنه يريد احتلال غزة.

ومن ثمَّ ينفي نتنياهو نية إسرائيل احتلال غزة. ويقول: “هدفنا ليس احتلال غزة”، طبعا هذا تناقض والتناقض في القول هو كذب.

العالم كله يرى المجاعة في غزة باستثناء نتنياهو وحكومته ويعتبر ذك مجرد “مزاعم” ويقول “إن هذه المزاعم في معظمها حملة زائفة من حماس وقع العالم في فخها”. نتنياهو حمّل وسائل الإعلام الدولية مسؤولية “ترويج مزاعم كاذبة حول التجويع الإسرائيلي المفروض على غزة” واصفًا إياه بـ “حملة أكاذيب عالمية”.

ووصلت الوقاحة بنتنياهو الى القول: “إن الوحيدين الذين يُجوّعون عمدًا في غزة هم رهائننا”. طبعًا انه كاذب بامتياز. فليسمع نتنياهو ما يقوله العالم عن المجاعة في غزة:

الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريتش قال خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: “تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب”.

وممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، ريك بييركورن حذّر في تصريح لصحيفة الغارديان، من أن الوضع الصحي في قطاع غزة بلغ مرحلة كارثية، وأن الجوع وسوء التغذية ما زالا يفتكان بسكان غزة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد حياة الآلاف. المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم، صرَّح مؤخرًا بأن أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن في قطاع غزة المحاصر والمدمّر.

فيما يتعلق بالنقطة الثالثة، ادعاء نتنياهو بأن “الفلسطينيين لا يهدفون إلى إقامة دولة؛ بل إلى تدمير دولة”. وهو يعني بالطبع تدمير إسرائيل فهذا محض كذب كالعادة. الفلسطينيون والعالم كله يريدون حل الدولتين، وإسرائيل وأمريكا تريدان تقسيم المنطقة كليًا. اسمعوا ماذا يقولون: في شباط عام 1982، نشرت مجلة “kivunim” أو “اتّجاهات” الصهيونيّة دراسة للكاتب عوديد ينون، يقترح فيها تقسيم الدول العربية إلى دويلات طائفية وعرقية، وذلك بعدما استعرض الانقسامات والتوتّرات الداخلية الطائفية والعرقية والسياسية بين الأقلّيات والأكثريّات داخل كلّ دولة عربية.

الضابط الأميركي السابق رالف بيترز، نشر مقالًا عام 2006 في مجلّة القوّات المسلّحة Armed Forces Journal، تحت عنوان: “حدود الدم: كيف سيبدو الشرق الأوسط بشكل أفضل”. وفي هذا المقال، خارطة لدويلات مفترضة في الشرق الأوسط تنشأ على أنقاض الدول الحاليّة.

واليوم يخرج إلينا نتنياهو بالحديث عن إسرائيل الكبرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى