هل يتجه نتنياهو نحو انتخابات مبكرة بعد نجاح الهجوم على إيران؟

في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، عقب ما يقارب الأسبوعين من العدوان الإسرائيلي على إيران، قد تعود الأنظار مجدداً إلى الوضع في قطاع غزة. وسط هذه التطورات، يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد يجد نفسه أمام فرصة لانتزاع إنجاز سياسي داخلي، من خلال التفاوض على صفقة لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين وإجراء انتخابات مبكرة، في ظل تقدمه الكبير في استطلاعات الرأي.
على الرغم من الضربات الإيرانية التي أثّرت على إسرائيل في عدة جوانب، إلا أن تل أبيب حققت أهدافها الاستراتيجية في الهجوم على إيران، مثل تعطيل “التهديد النووي” وصواريخها البالستية. كما تمكنت من استهداف شخصيات مهمة في النظام الإيراني، بما في ذلك قيادة الأركان، مما يعزز تقديراتها حول تفوقها العسكري في المنطقة لعدة سنوات قادمة.
في خطاب له قبل أيام، صرح نتنياهو بأن العدوان على إيران يعزز فرص التوصل إلى صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين، وهو ما قد يستغلّه لتحقيق مكاسب انتخابية. يضيف البعض في إسرائيل أن تهديدات إيران قد تراجعت على مختلف الجبهات، وهو ما يتحدث عنه نتنياهو في سياق “تغيير المعادلة الإقليمية” لصالح إسرائيل. ويمكن أن يستخدم هذا الإنجاز العسكري على الجبهة الإيرانية كرافعة لتحسين وضعه السياسي، ما يجعل الانتخابات المبكرة خياراً مغرياً بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي زيادة في دعم المواطنين لحكومته.
ويبدو أن استمرار الحرب في غزة قد يخلق مزيداً من الضغط على نتنياهو، فكلما طال أمدها، تزداد احتمالات خسارته بعض المقاعد البرلمانية. من هنا، قد تكون الانتخابات المبكرة بمثابة حل للتخلص من هذا “المستنقع” في غزة، واحتفاظه بأفضل فرص سياسية في هذا الوقت، في ظل الأجواء الإسرائيلية التي تحتفل بما تصفه بـ”الإنجازات غير المسبوقة” في إيران.
في هذا السياق، طالب منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، حكومة نتنياهو بالاستفادة من التهدئة بين إسرائيل وإيران لإتمام صفقة مع حركة حماس، لاستعادة المحتجزين. وقال المنتدى في بيان له: “بعد أكثر من أسبوعين من القلق بسبب التهديد الإيراني، حان الوقت للتركيز على المختطفين في غزة. من غير المعقول أن تحقق إسرائيل انتصارات عسكرية في إيران دون أن تستغل ذلك لإتمام صفقة إعادة المحتجزين”.
التحركات الانتخابية:
وفي الوقت ذاته، أفادت القناة 12 العبرية بأن محيط نتنياهو يدرس إمكانية التوجه نحو انتخابات مبكرة بعد انتهاء الحرب على غزة. ويعتقد المقربون من رئيس الحكومة أن استثمار النجاح العسكري في إيران وإغلاق جبهة غزة سيكون خطوة استراتيجية نحو استعادة الزخم السياسي، حيث قد يواجه تحديات تتعلق بإقرار قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية وتمرير ميزانية الحرب في الدورة المقبلة للكنيست.
تزايدت التكهنات داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بأن نتنياهو قد يقرر تقديم موعد الانتخابات، خاصة بعد الحملة العسكرية الناجحة على إيران، التي يرى كثيرون أنها عززت موقفه السياسي. تشير التقديرات إلى أن نتنياهو سيوظف انتصاره على إيران كمحور رئيسي في حملته الانتخابية، مع التركيز على تعزيز التطبيع مع السعودية ومنع إقامة دولة فلسطينية.