خبير عسكري: إسرائيل في مأزق رغم تصعيدها ضد حزب الله الذي لم يرد بعد
حذَّر المحلل العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي من أن إسرائيل تتجه نحو مأزق حقيقي في حربها الحالية على حزب الله، رغم حدة ضرباتها الجوية، مؤكدًا أن الحل السياسي يجب أن تكون له أولوية.
وأوضح الفلاحي -في تصريحات صحفية- أن الجيش الإسرائيلي المنهك في مواجهة غزة يواجه في لبنان جغرافيا مختلفة وقدرات أكبر لحزب الله مقارنة بالفصائل الفلسطينية، معتبرا أن خيار العمليات البرية لن يحقق الأهداف المعلنة لتل أبيب، سواء بتأمين جبهتها الشمالية أو دفع الحزب خلف نهر الليطاني أو فصل جبهتي لبنان وغزة.
ولفت إلى أن امتلاك حزب الله ترسانة صاروخية ضخمة، بعضها بمدى يبلغ 500 كم وأخرى مضادة للدروع بمدى يتجاوز 5 كم، يعني قدرته على مهاجمة إسرائيل من مناطق خلفية بعيدة عن الحدود، كما أن أي عملية برية داخل الأراضي اللبنانية لن تكون نزهة بسبب وعورة التضاريس.
وقال الفلاحي إن حزب الله ربما يكون قد استوعب قوة الضربة الأولى التي أصابت بنك أهداف واسعًا، لكن رده الحقيقي لم يأتِ بعد، محذرًا من احتمال تصعيد خطير قد يشمل مراكز إستراتيجية داخل إسرائيل ويضعها في موقف محرج.
قدرات حزب الله
واستبعد الخبير إمكانية حسم المعركة بالقصف الجوي وحده، مشيرًا إلى تجارب الحروب السابقة التي أظهرت دور القوات البرية في الحسم النهائي، فضلًا عن قدرة حزب الله على امتصاص الضربات وتعويض الخسائر البشرية بحكم طبيعته التنظيمية.
وفي هذا السياق، انتقد الفلاحي التصريحات الإسرائيلية المبالغ بها عن حجم الأضرار التي لحقت بحزب الله، معتبرًا إياها غير دقيقة في ظل امتلاكه أكثر من 150 ألف صاروخ متنوع.
كذلك استبعد الخبير إمكانية استنفاد قدرات حزب الله عبر الضربات الجوية خلال أيام، معتبرًا أنه لا يزال يحتفظ بأوراق عدة كالطائرات المسيرة والصواريخ الذكية التي ستظهر تباعًا مع استمرار المواجهة، محذرًا من أن اتساع رقعة القصف الإسرائيلي لتمتد على مناطق بعمق 100 كم داخل لبنان قد يدفع الحزب إلى كشف المزيد من قدراته الصاروخية الكبيرة.
وأكد أن الأيام المقبلة ستضع قدرات حزب الله على المحك، وستظهر خيارات جديدة لديه في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية.