أخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

“الضغط العسكري وحسب” شعار كاذب.. و”النصر المطلق” غير واقعي وانتخابي.. وبايدن متفائل بصفقة أكبر

حمل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند على حكومة الاحتلال ورئيسها نتنياهو، وقال إن الحرب على غزة تبرز الفجوة بين الفعل العسكري المهني للجيش وسطحية المستوى السياسي، داعياً لممارسة نوعين من الضغط على “حماس” عدا الضغط العسكري.

في مقال بعنوان “هدف ضبابي” تنشره صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوضح آيلاند أن ظهور الفجوة المذكورة يبدأ بتصريحات فارغة، مثل: “فقط ضغط عسكري يفضي لصفقة جيدة“، رغم مقاضاة إسرائيل في “محكمة العدل الدولية” من قبل جنوب إفريقيا، ورغم أن دعواته للمساس بالمدنيين تنطوي على جريمة حرب.

بيد أن آيلاند يقترح المزيد من هذه الاعتداءات على الغزييّن: “قبل ثلاثة شهور، حينما كان الضغط العسكري معتدلاً حققنا صفقة جيدة نسبياً، تم فيها إطلاق 10 مخطوفين يومياً. الضغط العسكري الإسرائيلي من وقتها تضاعفَ عدة مرات، لكن الصفقة المتداولة الآن أسوأ”.

في المقابل، يرى آيلاند أن “هناك حاجة للعمل بموجب عاملين ضاغطين آخرين: الضغط الاقتصادي يؤدي لجوع، وهذا يدفع الغزييّن للاحتجاج، وهكذا عادة تنشب الثورات. الأمر الثاني الضاغط هو خلق بديل سلطوي لـ “حماس”، ونحن من جهتنا تنازلنا عن العاملين الضاغطين: الحصار المطلوب (التجويع)، ومَنَعْنا كلّ حوار مع دول عربية حول اليوم التالي، وهكذا تمكّن هنية والسنوار أن يكونا متصلّبين في المفاوضات”.

يشار إلى أن آيلاند كان قد دعا، منذ اليوم الأول، لزيادة الضغط على المدنيين الفلسطينيين داخل القطاع، بالتجويع والحرمان، زاعماً أن ذلك ليس انتهاكاً للقانون الدولي باعتبار الغزيين “إرهابيين” كافّتهم، فهم زوجات وأمهات وشقيقات وبنات “إرهابيين” الخ، وأن غزة دولة معادية ولا جدوى أو مبررّ للتمييز بين عسكري ومدني فيها.

شعار كاذب
ويؤكد أن شعار “فقط ضغط عسكري” هو شعار كاذب وفارغ، وهكذا مصطلح “نصر مطلق”، الذي يعني استسلام “حماس” دون شروط، وإطلاق سراح كل المخطوفين دون مقابل، لافتاً أن هذا لن يحدث.

ويضيف آيلاند في انتقاداته: “لذلك فإن شعار “نصر مطلق” ربما يكون شعاراً انتخابياً ناجحاً، لكنه شعارٌ غير واقعي. الدلالة المحتملة لمثل هذا الشعار هي استمرار الحرب في غزة دون نهاية. للوهلة الأولى فإن إسرائيل تستطيع أن تتحمّل مثل ذلك، بيد أن المؤكد أن استمرار الحرب في غزة يعني تصعيداً في الجبهة الشمالية بشكل شبه مؤكد، ومن المشكوك به أن تكون هذه مصلحة إسرائيلية، والشكّ الأكبر أن يكون مجلس الحرب قد تدارسَ بهذه المعاني”.

كما يقول آيلاند إن اختراع نتنياهو الأخير حول “اليوم التالي”، الذي كشف عنه قبل أيام، دون دراسة حقيقية لمعاني هذا التصريح الفارغ، يدفع لسؤال أهم: من الذي قررّ ملامح “اليوم التالي”، وكيف؟

في سياق إجابته على تساؤله، يحمل آيلاند على الائتلاف الحاكم، ويقول إن “نتنياهو يتخذ قرارات لوحده، والحكومة والمجلس الوزاري المصغّر ومجلس الحرب، كل هذه الأطر في أحسن الأحول تشكّل غطاءً له أو ختماً مطاطياً. نتنياهو يتحرّك بدوافع سياسية شخصية”. مشدداً على أن خطة نتنياهو غير واقعية، لكنها تعني عودة الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، مع السعي لتغيير مناهج التعليم، واختيار قيادة للغزيين، وبدعم عربي، لافتاً إلى أن هذا خيارٌ فارغ. ويرى أن هناك حاجة للنظر بخيار آخر: كان يفترض بنا، قبل أربعة شهور، أن نبحث بالسؤال حول اليوم التالي بعد “حماس”، وذلك بالتشاور مع دول عربية وغربية، وصولاً لنزع سلاح القطاع وإعادة بنائه.

ويخلص آيلاند للقول إن “عدم بحث مجلس الحرب بشكل جاد مواضيع كهذه يعني أن الاعتبار الأول الذي يقود سياساتنا لا يرتبط بمصالح إسرائيل العليا، وأن شعارات الانتخابات تساوي عملياً سياسات إسرائيل”.

وكان الجنرال في الاحتياط دافيد عبري قد حذّر، في حديث مطوّل مع ملحق صحيفة “هآرتس”، من خلط الحسابات والاعتبارات، ومن دخول إسرائيل حرب استنزاف خاسرة داخل القطاع بسبب هذه الحسابات.

توتّر هشّ
ويتكاتب معلق الشؤون الفلسطينية في الصحيفة آفي سخاروف مع آيلاند بتحذيره، هو الآخر، من تصاعد التوتّر في الشمال، والتقدم نحو حرب شاملة، حتى لو كان الطرفان إسرائيل و”حزب الله” غير راغبين بها.

ويعلّل ذلك بالقول إن تبادل النار، أمس، بين إسرائيل و”حزب الله” هو تصعيد خطير يعكس مدى خطورة الوضع ومدى هشاشته الأمنية. كما يقول إن

القصف في بعلبك، على بعد 100 كيلومتر من الحدود، رسالة من إسرائيل لـ “حزب الله” مفادها أنها لا تتردد في استخدام المزيد من القوة وشن الحرب إذا اقتضت الحاجة.

وعلى غرار آيلاند، يؤكد سخاروف أن استمرار الحرب في غزة من شأنه إشعال نار إقليمية، ويقول إن السؤال الآن؛ هل يتراجع “حزب الله” أولاً؟

تفاؤل بايدن
ورغم التشكيكات بنوايا نتنياهو من قبل أوساط إسرائيلية تتهمه بخلط الأوراق والمراوغة طمعاً باستمرار الحرب، بدوافع سياسية داخلية، ورغم اتهام “حماس” لإسرائيل بالمماطلة، يُبدي الرئيس الأمريكي تفاؤلاً حيال احتمالات الصفقة الجديدة بقوله لصحفيين في واشنطن، الليلة الفائتة، إنه يرجح أن تنجز صفقة تبادل، حتى يوم الإثنين القادم، وكشف أنه دعا بعض عائلات المحتجزين للمشاركة في مهرجان السنة، بعد أيام، حيث يقدّم خطاباً للأمة. ويبدو أن بايدن يطمع بأن تكون هذه الصفقة فرصةً للانطلاق نحو “صفقة كبرى” تشمل تسوية دولتين، وتطبيعاً مع السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى