أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

محكمة “ملف مقبرة طاسو”: العشرات يهتفون ضد مخطط الاستيلاء على المقبرة.. والقاضي يغادر القاعة دون تحديد موعد الجلسة القادمة !!

ساهر غزاوي

هتف العشرات من أهالي مدينة يافا ونشطاء وقيادات الداخل الفلسطيني، اليوم الأربعاء، ضد مخطط الاستيلاء على جزء من مقبرة طاسو من قبل شركة اسرائيلية، وذلك خلال مداولات المحكمة المركزية في تل أبيب، بالخصوص، وقد غادر القاضي قاعة المحكمة متذرعا بالاجواء المشحونة، دون تحديد موعد للجلسة القادمة.

وطالب محامو الشركة الاسرائيلية التي تريد سرقة قسم من المقبرة لصالح مشاريعها الاستثمارية، من هيئة المحكمة، بإصدار أمر إخلاء أرض المقبرة، مدعين أن الأرض تعود للشركة وأنها مخصصة للصناعة، في حين دوّت التكبيرات والهتافات الرافضة لمزاعم الشركة ودفاعها، في قاعة المحكمة، وقد غادر القاضي القاعة متذرعا بتدخلات الحضور الحاشد ومقاطعتهم لمحامي الشركة الإسرائيلية التي استولت على أرض المقبرة.

واكتظت مقاعد قاعة المحكمة بالحضور من أهالي يافا والدخل الفلسطيني، ما اضطر هيئة المحكمة إلى نقل جلسة المداولات إلى قاعة أكبر من القاعة السابقة لكنها لم تتسع للحشد الكبير الذي أثارته مزاعم الشركة الإسرائيلية.

ورفع القاضي الجلسة وانسحب من القاعة، فيما تعالت أصوات الحضور بالتكبيرات والهتافات في قاعة المحكمة، مثل: “بالروح بالدم نفديك يا طاسو”، ما دفع أمن المحكمة للتدخل واخراجهم من القاعة.

وكان من المقرر أن تعقد جلسة اليوم لبحث الالتماس الذي قدمته شركة الاستثمار التي تزعم شراءها نصف مساحة المقبرة، وتطالب الشركة من عدة جهات منها: وزارة الصحة والمالية بوقف عملية الدفن والدفن المستقبلي في قطعة الأرض التي تزعم أنها تمتلكها.

وقال المحامي محمد دريعي من اللجنة الشعبية في يافا إن “جلسة اليوم كان هدفها إصدار أمر احترازي يمنعنا كمسلمين من الدفن في مقبرة طاسو بالجهة الشرقية والتي تضم 2000 من القبور لأمواتنا، على أساس وجود صفقة مشبوهة تمت قبل أربعين سنة، ويحاولون اليوم الاستيلاء عليها ويطالبون بمنع الدفن بل وبنبش القبور أيضا واخلائها من الموتى المدفونين حتى تخلى لهم قطعة الأرض”.

وتابع دريعي لـ “موطني 48” أن اللجنة الشعبية في مدينة يافا “قامت بعدة خطوات ميدانية وسياسية واجتماعية وإحدى الخطوات التي قمنا بها بحشد الحضور في قاعة المحكمة لإيصال رسالة مباشرة إلى القاضي، مفادها أن أي قرار يصدر هنا هو قرار ظالم يعتدي على حرمات أمواتنا ونبش قبورهم ونحن لن ننصاع لأي قرار، وقد أوصل الحضور الحاشد، صوته خلال الجلسة وقاطعها عدة مرات بشكل حازم، وبالتالي انسحب القاضي من الجلسة ولم يصدر أي قرار”.

ولفت دريعي إلى أن اللجنة الشعبية في جعبتها الكثير من الخطوات والنشاطات التي ستدافع من خلالها عن مقبرة طاسو وقال: “لدينا توجهات إضافية وسنراقب مواعيد الجلسات القادمة، الجلسة تمت بأكبر قاعة في جميع المحاكم الإسرائيلية وقد امتلأت عن آخرها، والمرة القادمة سيكون اضراب شامل لنحشد أعدادا أكبر من التي كانت اليوم”.

من جهته قال مركز اللجنة التي عينتها المتابعة لمتابعة مقبرة طاسو، الأستاذ توفيق محمد، “إن أهالي يافا يعلمون أن قضيتهم ليست في أروقة القضاء الإسرائيلي وهم لا يعترفون أصلا بمسألة البيع التي حصلت أصلا في سنوات الخمسين وتم إقرارها في سنوات السبعين لمقبرة طاسو البالغة مساحتها 40 دونما”.

وأشاد بموقف أهالي يافا والحضور في قاعة المحكمة حين طالب محامو الشركة الإسرائيلية التي تسعى للسيطرة على المقبرة ان يمنعوا أهل يافا من الاستمرار في دفن موتاهم في هذا الجزء، وقال توفيق محمد لـ “موطني 48”: “حقيقة كان الموقف شجاعا قرر به الشارع اليافي أن المقبرة هي إسلامية لأهالي يافا ولا يمكن لأي قرار أو صفقة، أن ينتزع هذا الحق من أهله، لقد كان الموقف رائعا وبطوليا يستحق عليه أهالي يافا كل التقدير، نحييهم على وقفتهم التي تسعى للدفاع عن مقبرة طاسو الإسلامية وعلى وقوفهم في مواجهة هذا المخطط اللئيم للسيطرة على المقبرة”.

وقال المحامي زاهي نجيدات، القيادي في حزب الوفاء والإصلاح: “على المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها أن تعلم أنه لا يمكن الشروع في إجراءات قضائية بعيدة عن المشاعر فأهالي يافا جاؤوا اليوم بكثرة وحضور مبارك في المحكمة، وكانت المشاعر جياشة، لأن هناك من له أب ومن له أخ أو أخت ومن له أم وعم وخال مدفون في مقبرة طاسو، وبالتالي لا يمكن التعامل مع المقبرة كشأن جاف وأوراق في محكمة”.

وأضاف: “أهالي مدينة يافا جاؤوا اليوم وقاموا بنضال جماهيري مشرف اوصلوا الصرخة للمحكمة، في أنه لا يمكن السير بإجراءات جافة دون الأخذ بعين الاعتبار حرمة الأموات ومشاعر الأحياء”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى